قمة الناتو الأخيرة قد تجر العالم للحرب المدمرة خارج أوكرانيا.. فهل يستمع الجميع لأصوات العقل؟

تسبب البيان الختامي لقمة حلف شمال الأطلسي في مدريد في حالة من الاحتقان بين القوى الدولية المتصارعة في أوكرانيا وخارجها، وذلك بعدما شن هجوما على الصين وروسيا، فقالوا عن الأولى تهديدا مباشرًا وقالوا عن الصين تحديا لأمن ومصالح دول الناتو.

ويعيش العالم تخوفات منذ بداية حرب أوكرانيا، من أن تؤدي هذه الخطوة إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، ومرارا حذرت روسيا من أن قيام دول حلف الأطلسي بإرسال أسلحة ومرتزقة وإجراء تدريبات قرب حدودها يزيد احتمال نشوب صراع مباشر مع الحلف قد يؤدي لحرب نووية.

ضرورة التسوية

كما أن العالم على شفا عهد جديد من الاضطرابات، في ظل سعي روسيا لتحقيق طموحاتها، مؤكدة على ضرورة العمل للتوصل إلى تسوية من خلال المفاوضات، خوفا من تصاعد الحرب إلى مواجهة مباشرة بين واشنطن وموسكو، بحسب مجلة «ناشونال إنتريست».

وتابعت «كان للحرب الباردة تأثير دائم على التنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، واليوم يتضح بالفعل أن الحرب في أوكرانيا تدشن بقوة الحقبة الجديدة من التنافس الصيني الأميركي، حتى إذا كان الخصم الرئيسي في هذا هو موسكو، وليس بكين»، موضحة أن الصين تعتبر الشريك التجاري الأول بالنسبة إلى روسيا.

هل تتوسع رقعة الحرب؟

ويقول خبراء الشؤون الدولية، إنه رغم أن كل الأجواء تشي بأن الجانبين على وشك الصدام فإنه من غير المرجح أن تتوسع الحرب إلى مناطق خارج أوكرانيا، بل ومن غير المرجح أن تتصاعد إلى حرب نووية.

ومع ذلك، فإن الفوضى التي قد تولدها مثل هذه الحرب على المستوى العالمي قد تكون بمثابة حافز للدول الأخرى لاستغلال الافتقار إلى الاستقرار والوصول لمصالحها الخاصة، وفق تصريحاتهم لـ«سكاي نيوز عربية».

أصوات العقل

في سياق متصل، قال قائد الجيش البريطاني، الجنرال باتريك ساندرز، إن بلاده وحلفاءها يواجهون “لحظة 1937″، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا أنه يجب فعل كل ما هو ممكن لتفادي حرب عالمية ثالثة.

كان ساندرز قد تولى منصبه مايو الماضي، وأكدت أول رسالة وجهها إلى جنود الجيش البريطاني ضرورة الاستعداد لمواجهة روسيا في حرب عالمية ثالثة محتملة، ولم تمض أيام على هذه الرسالة، حتى كرر ساندرز تحذيره من احتمال اندلاع حرب مدمرة مع روسيا.

موقف روسيا

من ناحية أخرى، حذر الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، الإثنين، من “أن أي تعد” على شبه جزيرة القرم من جانب دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد يرقى إلى “إعلان حرب على روسيا” وقد يؤدي إلى “حرب عالمية ثالثة”.