الطريق إلى الانتخابات الليبية.. مؤشرات إيجابية وتنسيق جهود الأطراف لتقريب وجهات النظر
كشفت مخرجات ثاني أكبر اجتماع لدول الجوار الليبي بمشاركة أفريقية وأممية، والذي احتضنته الجزائر على مدار يومين، الكثير من المؤشرات الإيجابية التي يرى فيها المراقبون خطوة إيجابية لحل واحدة من أعقد الأزمات في شمال أفريقيا.
وفتحت الجزائر أبوابها للمرة الثانية من أجل لقاء دول الجوار الليبي، من أجل حلحلة الأزمة في هذا البلد الغارق في الفوضى، منذ أكثر من عقد، حيث خلص الاجتماع إلى اقتراح أربعة مبادئ أساسية لتسيير الأزمة الليبية، وذلك لتمهيد الطريق لتنظيم انتخابات قبل نهاية عام 2021.
دعم دولي
حضر الاجتماع كل من وزراء خارجية ليبيا، تونس، مصر، السودان، النيجر، تشاد، جمهورية الكونغو، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، ومفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية والسلم والأمن بانكولي أديوي، إضافة إلى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا «يان كوبيش»، الذي دعا إلى الإسراع في تحضير الإطار القانوني للانتخابات المقررة نهاية العام الجاري.
واتفق المجتمعون على تنسيق الجهود الجماعية إزاء الأطراف الليبية كافة، بما في ذلك تشكيل وفد وزاري لزيارة ليبيا للتضامن مع الشعب هناك والتواصل مع كل الأطرف بهدف تقييم العملية السياسية، مشددين على ضرورة التنفيذ الفعلي للأولويات الرئيسية لخريطة الطريق المتفق عليه، من حيث إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين.
وفي ختام البيان الصادر عن دول الجوار الليبي، اتفق الوزراء على ضرورة تنسيق جهودهم الجماعية إزاء كل الأطراف الليبية لوضع حد للأزمة وفقًا للمسار الأممي، عن طريق قيام وفد وزاري بزيارة إلى ليبيا لإبداء التضامن مع الشعب الليبي، والتواصل مع جميع الأطراف بهدف تقييم مسار العملية السياسية، الذي يسبق الانتخابات المقرر إجراؤها في نهاية العام الجاري، ودعم المبادرة الليبية للاستقرار لتنفيذ قرارات مجلس الأمن 2570 و2571 ومخرجات مؤتمري برلين وتنسيق الجهود وعقد اجتماعات تشاورية قبل استحقاقات قادمة يدعو لها الجانب الليبي.
مؤشرات إيجابية
خلال البيان الختامي لاجتماع دول الجوار الليبي، الإثنين والثلاثاء 30 و31 أغسطس 2021، ركّز اللقاء على ضرورة تفعيل الاتفاقية الأمنية بين ليبيا ودول الجوار ودعم الأجندة الليبية لضمان أمنها واستقرارها، وحماية حدود دول المنطقة.
وأكد البيان ضرورة عدم تجاهل دور دول الجوار في استقرار ليبيا، حيث شدد وزراء دول الجوار الليبي، على ضرورة التنفيذ الفعلي للأولويات الرئيسية لخارطة الطريق المتفق عليها، من حيث إجراء الانتخابات في موعدها المقرر وفقًا لقرار مجلس الأمن 2570 ومخرجات مؤتمر برلين الثاني، وخارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، على أن تقوم المؤسسات الليبية المختصة بتمهيد الأرضية القانونية والدستورية لذلك، وانسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وإنجاز المصالحة الوطنية، من دون الإضرار بأمن الدول المجاورة.
تقريب وجهات النظر
يرى مراقبون أن اجتماع الجزائر الثاني، حمل تقاربًا كبيرًا في وجهات النظر، وقد جاء في ظل ظروف سياسية مختلفة على الأرض الليبية، غير أن الرهان يبقى قائمًا على مدى استجابة القوى المتنازعة داخليًّا، إذ يأتي هذا الحوار ضمن آلية انتجت عام 2014، وكان هدفها الأساسي المساهمة في تقريب وجهات النظر ومساعدة الليبيين في إيجاد مخرج للمأزق الذي يعيشونه منذ عشر سنوات، غير أن العديد من المبادرات تعطلت بسبب الأوضاع التي عرفها العالم وتدخل الفواعل الأجنبية في الأزمة الليبية من خارج المحيط المجاور لليبيا، وهو ما استدعى ضرورة عودة الجزائر لها لإيجاد حلول لتلك التعثرات.
سحب المرتزقة والقوات الأجنبية
في الجهة المقابلة، رحّبت السفارة الأمريكية لدى طرابلس، بنتائج الإجتماع الوزاري الخاص بدول الجوار الليبي، مجددة الدعوة لضرورة سحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.
وفي تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي «تويتر»، قالت السفارة: «ترحب الولايات المتحدة بنتائج الاجتماع الوزاري لدول جوار ليبيا باعتبارها خطوة مهمة في دعم الاستقرار الإقليمي، كما تكرر الولايات المتحدة دعوتها لسحب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين من ليبيا وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، كما هو مقرر في 24 ديسمبر 2021».
