آخر الأخبارتحليلاتسلايد

مجاعة تحاصر طرابلس.. الغرق في مشاكل السياسة أنسى الجميع أزمة الغلاء والقمح.. فهل تتحول لمكان غير مأهول للعيش؟

«الحياة أصبحت لا تطاق في طرابلس وغربي البلاد عموما»، عبارة يرددها ليبيون تعبيرا عن أزمة الخبز واختفاء الكثير من السلع، وتزايد المخاوف من الجوع تحاصر العاصمة الليبية، وسط انشغال القوى السياسية بصراعاتها حول الحكم.

وفي حديثهم لموقع «سكاي نيوز عربية»، حذر خبراء ليبيون من مجاعة قد تضرب ليبيا نتيجة أزمة القمح، خاصة أنه منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي وما صاحبها من تعثر التصدير إلى ليبيا التي تعتمد على 40 بالمئة من القمح الأوكراني، وأسعار المخبوزات في ارتفاع.

مكان غير مناسب للعيش

وبتعبير المحلل الاقتصادي الليبي سامر العزابي، «فإن العاصمة أصبحت مكانا غير مناسب للعيش، فالسلع الأساسية غير موجودة والخدمات منقطعة تقريبا».

وحمّل العزابي «السياسيين المسؤولية الأولى عن هذه الأزمة»، قائلا «إن الأزمة العالمية كانت تتطلب إرادة سياسية موحدة للتعامل مع مشاكل المواطنين، قبل تفاقمها بهذا الشكل».

الخلافات السياسية

ولفت إلى «أن شكاوى المخابز من نقص القمح بدأت منذ اندلاع الحرب، ولم يتم تدارك الأزمة، وأن الغرق في الخلافات السياسية تسبب في عدم الاهتمام بتأسيس بنية تحتية لتخزين القمح وإصلاح الصوامع المتهالكة، مما دفع البلاد لاستيراد القمح شهرا بشهر، فأصبحت من أولى الدول التي اكتوت بنيران حرب أوكرانيا».

كما زاد إغلاق بعض الأهالي والجماعات المسلحة حقول النفط للضغط على الحكومة لتستجيب لمطالبهم، إلى توقف معظم إنتاج النفط الذي تعتمد عليه البلاد في توفير الطاقة والتصدير للخارج.

انشغال بالمصالح الخاصة

وقال المحلل الاقتصادي أنور الجراي، «إن الحياة في العاصمة وغرب ليبيا أصبحت لا تطاق، فالكهرباء تنقطع لأكثر من 14 ساعة والمخابز أغلقت أبوابها».

بدوره، ألقى الجراي باللوم على السياسيين، الذين قال «إن انشغالهم بمصالحهم جعلهم لا ينتبهون إلى أن ليبيا من الدول المهددة بالمجاعة».

واختتم المحلل الليبي حديثه لموقع «سكاي نيوز عربية»، بالقول «هذا وقت التكاتف بين الجميع للبحث عن حل لأزمة الغذاء، فالسنوات المقبلة في ظل انعدام الرؤية حول الأزمة الروسية الأوكرانية، ستكون صعبة للغاية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى