آخر الأخبارتحليلاتسلايد

بعد إفساد الغرب أحلامها.. مكاسب موسكو من وراء الإصرار على مدينة اللهب وإقليم الفحم

توجد الكثير من الأسباب التي تدفع موسكو بالحديد والنار نحو مدينتي خاركييف وإقليم دونباس في الحرب الدائرة بأوكرانيا، حيث العديد من الارتباطات السياسية والاجتماعية بينها وبين موسكو، كما تدور المعارك الضارية على أشدها في مناطق مختلفة من الأراضي الأوكرانية، لكن روسيا تركز هجماتها على الشرق الذي يضم خاركيف أو “مدينة اللهب”، ودونباس الذي يعرف باسم “إقليم الفحم” لأسباب عديدة.

وتتجدد الاشتباكات العنيفة بين الجيشين الأوكراني والروسي في خاركيف ودونباس، بعد تعديل موسكو خطتها من غرب لشرق أوكرانيا، حيث إن السيطرة عليهما أصبح محور التركيز لموسكو وفقا لتقارير صحفية غربية.

مدينة اللهب

حققت القوات الأوكرانية مكاسب ضد نظيرتها الروسية في هذه المدينة حسب بياناتها العسكرية مؤخرا، حيث تؤكد كييف استعادة 4 قرى في خاركيف، وسط محاولات روسية لتطويق قواتها في دونباس، مستخدمة مدينة إيزيوم قرب خاركيف قاعدة انطلاق لها.

إقليم الفحم

أما دونباس فيسمى “إقليم الفحم والزئبق”، ويشهد منذ أكثر من 8 سنوات نزاعا مسلحا عنيفا بين القوات الحكومية وانفصاليين تتهم كييف موسكو بدعمهم.

الارتباط الروسي

ويقول الباحث في الشؤون الأوروبية المؤرخ غيدو هاوسمان، إنه “بعد اكتشاف الفحم بكميات كبيرة في إقليم دونباس، أصبح مركزا للثورة الصناعية السوفيتية، وأصبحت اللغة الروسية أكثر شيوعا في التعليم، كما تدفق الكثير من الروس على هذه المنطقة الصناعية الجديدة”.

ويردف: “خلال فترة الاستقلال القصيرة عام 1918 لم تكن دونباس جزءا من أوكرانيا، وخلال الحقبة السوفيتية انتقل المزيد من الروس للعيش هنا، لهذا يشعر كثير من السكان بارتباطهم بروسيا أو حتى بالاتحاد السوفيتي”.

واسم دونباس اختصار لكلمتي “دون” من دونيتسك، و”باس” من باسين بالروسية، أي “حوض دونيتسك”، وجاء اسمها من حوض الفحم الذي اكتشف عام 1721، وسمي على اسم نهر دونيتس، حسب الموسوعة البريطانية “بريتانيكا”.

إفساد أحلام روسيا

ويقول الخبير في الشأن الروسي أشرف الصباغ، إن “دونباس منطقة متجاوزة للحدود، كونها تمثل جزءا من منطقة روستوف أوبلاست الروسية، كما أنها تضم حوض فحم دانيتسك، وهي منطقة مهمة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لروسيا”.

ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “في بداية الحرب نجحت روسيا في إعطاء انطباع للعالم كله أنها قادرة على احتلال كل أوكرانيا، لكن الغرب لم يدع الأمر يتم مثلما حدث في القرم وسيفاستوبول ومدينتي دونيتسك ولوغانسك، إذ نهضت آلته بكل مكوناتها وأفسدت توقعات وأحلام موسكو، بينما كانت الأخيرة تظن أن كل شيء سيحدث بسهولة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى