مقالات الرأي

«اتركوا هواتفكم فورًا».. ما لنا وما علينا مع شيرين عبد الوهاب والاكتئاب

آية عبد الرؤوف

انتشر في الآونة الأخيرة حوادث عديدة لانتحار شباب في مقتبل العُمر ودخول العديد في مراحل اكتئاب تؤدي بهم إلى طرق لا يعلمها إلا الله وحوادث قتل مُريبة، فبدلا من أن ينظروا إلى المستقبل بنظرة تفاؤل وأمل ويضعوا أحلامهم وطموحاتهم نُصب أعينهم يقرروا في لحظة إنهاء حياتهم وفراق أحبتهم إلى الأبد.

ما الذي يجعل شاب أو فتاة في أهم مراحل الحياة والجد والعمل والصحة أن يتركوا أحبتهم دون وداع أو شخصية حققت نجاحات عديدة أن تصل إلى التفكير في أمر هكذا أو تُصاب بالاكتئاب، ويتجهوا إلى هذه المرحلة الخطيرة، قرار الانتحار لم يأتي فجأة ولكن له العديد من الشواهد التي تسبقه وأهمها مرحلة الاكتئاب فهي أهم وأصعب وأخطر مرحلة يمر بها الإنسان.

رفض الواقع واتخاذ قرار الهروب من الحاضر والمستقبل والماضي الذي يُطارد كل شخص هو السبب الرئيسي للوصول إلى هذه الحالة، ولكن يأتي السؤال الأهم أين الأسرة والأصدقاء والمُقربين في مرحلة مثل هذه ومن حالة تطيح بجميع الأهداف والآمال والطموحات والحياة؟!.

وهنا يظهر دور السوشيال ميديا اللعين، بدلا من الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والنظر إلى ما نستطيع الحصول عليه من معلومات وتعلم ثقافات جديدة إلى أهم أسباب الاكتئاب وانشغال الجميع عن بعضهم البعض.
أصبح الجميع يكتفي بمواساة الآخرين أو دعمهم عن طريق تعليق على منشور أو صورة، لم يجلس أفراد الأسرة مع بعضهم البعض لم يجتمع الأصدقاء ويمارسون أبسط التقاليد التي تدخل البهجة والسرور على نفوسهم وتُغير نمط الحياة الروتينية، اليوم عندما يجتمع الجميع لم يجدوا ما يفعلوه سويًا سوى النظر إلى شاشات التليفون وتعلم أسوء العادات، فكما حدث في واقعة نيرة أشرف التي فتكت بالقلوب وبدلا من التعلم مما حدث، وجدنا المشهد يتكرر عدة مرات في فترة زمنية لا تُذكر، فهل هؤلاء من يخرجون أجيال تبني؟، تركنا جميع عاداتنا وتقاليدنا وجلسنا ننظر إلى الشاشات التي دمرت كل جميل فينا.

كفانا البحث عن التريند فهو أصبح لعنة لا تحترم خصوصية الأشخاص ولا معاناتهم، مهما وصل بهم الأمر ليس من حق أي إنسان أن يتدخل ويتحدث عن أسرار قد تضر جميع المحيطين بشخص ما لمجرد أنه شخصية عامة أو لأنه أصبح تريند، لم أتحدث عن قضية شيرين عبد الوهاب الفنانة الجميلة التي تتمتع بالإحساس الذي لن يتكرر مرة أخرى وذلك لحظر النشر بالقضية ولكن رأفة بمن حولها اتركوها واتركوا التريند واهتموا ببعضكم البعض ومشاعر من حولكم فلديها أطفال يطلبون الرحمة.

استمعوا إلى بعضكم البعض وانشروا الأمل والتفاؤل بينكم اتركوا هواتفكم وتحدثوا، اتجهوا إلى التأمل ومارسوا أبسط الأمور سويًا لكي تعود السعادة مرة أخرى تجنبوا الوصول إلى الاكتئاب واقتلوه قبل أن يقتلكم، لن تخجلوا من استشارة طبيب نفسي إذا لزم الأمر فحياتك مهمة لكثيرين إذا كانت غير مهمة لك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى