آخر الأخبارتحليلاتسلايد

«للصبر حدود».. أزمة سد النهضة على المحك

لا تزال أزمة سد النهضة الإثيوبي تتصدر الأهم الأحداث على الساحة السياسية المصرية والسودانية، تزامنًا مع اقتراب موعد ملء وتشغيل المرحلة الثانية للسد، دون التوصل لاتفاق ملزم يرضي دولتي المصب ويحفظ نهضة إثيوبيا المروج لها.

مياه النيل خط أحمر

وعلى مدار 10 سنوات متواصلة، دأبت أديس أبابا على عرقلة المفاوضات والمراوغة السياسية والحوارية لكسب الوقت وفرض سياسية الأمر الواقع، حتى فشلت آخر مراحل لمفاوضات السد النهضة الفترة مطلع العام الجاري، ما دفع مصر والسودان للتهديد الصريح فـ “مياه النيل خط أحمر” والعبث بالنيل يهدد حياة ما يزيد عن 140 مليون نسمة “تعداد سكان مصر والسودان تقريبًا” .

شروط تعجيزية

وتعمل إثيوبيا على وضع شروط تعجيزية بشأن سد النهضة، وتتضمن انتزاع موافقة على قيام أديس أبابا منفردة بالتصرف وبناء أي سدود أو مشروعات على النهر مستقبلًا، دون تنسيق مع دولتي المصب وهو مرفوض ومخالف للقانون الدولي. حسبما صرح الدكتور علاء الظواهري رئيس وفد مصر في مفاوضات سد النهضة.

فيما تتفاوض مصر والسودان، على الضوابط التي تحكم عملية الملء والتشغيل لسد النهضة في فترات “الجفاف والجفاف الممتد”، وهو ما يقابل بتعنت إثيوبي.

في السياق ذاته، أكد وزير الري السوداني ياسر عباس، وضع إثيوبيا لشروط تعجيزية لعدم التوصل لاتفاق حول سد النهضة. لافتًا إلى أن الخرطوم تعتبر الأكثر تأثرًا من سد النهضة.

ملء أحادي

وبداية الشهر الجاري، قال مصطفى الزبير رئيس وفد التفاوض السوداني بشأن سد النهضة: إن إثيوبيا بدأت فعليًا في الملء الثاني لسد النهضة. لافتًا إلى أن التوقعات تشير إلى اكتمال الملء الثاني لسد النهضة نهائيًا في شهر يوليو وأغسطس من العام الجاري. فيما قال وزير الري الإثيوبي: إن بلاده ستبدأ في الملء الثاني للسد في يوليو المقبل، وإنها تسباق الزمن للانتهاء من بعض الأعمال الهندسية للسد، لنجاحها في تخزين 130 مليار متر مكعب.

للصبر حدود

في السياق ذاته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري:” إن صبر مصر تعرض لاختبارات عدة من قبل إثيوبيا بشأن سد النهضة؛ إلا أن القاهرة مصممة على استنفاذ كافة السبل الدبلوماسية لحلحلة أزمة سد النهضة”.

وقال: إن إثيوبيا لا تريد فرض رؤيتها قسرًا، متجاهلة كل المواثيق والاتفاقيات التي تحكم الأنهار الدولية. مشددًا على أن مصر لن تقبل فرض واقع جديد.

مجلس الأمن.. محطة أخيرة

ومؤخرًا وجهت الخارجية المصرية، خطابًا رسميًا لمجلس الأمن بالأمم المتحدة، تضمن الاعتراض على استمرار إثيوبيا في ملء سد النهضة دون اتفاق، مؤكدًا لرفض نهج إثيوبيا بشأن سياسة فرض الأمر الواقع، ورفض الإجراءات الأحادية لإثيوبيا المخالفة للقانون الدولي.

وتضمن الخطاب الرسمي لمجلس الأمن، دلائل لكشف حقيقة المواقف الإثيوبية المتعنتة وإصرارها  على إفشال التوصل لاتفاق عادل وملزم. بالإضافة إلى توثيق مواقف مصر خلال 10 سنوات للتوصل لاتفاق يرضي الدول الثلاث ويحفظ حقوقها.    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى