أردوغان سجّان العلماء.. حبس عالم تركي حذر من السرطان

كتب أحمد الزغل

أصدرت محكمة تركية، من الدرجة الأولى، الخميس، حكما بالحبس 15 شهرا، لبولانت سيك “عالم تركي”، على خلفية اتهامه بـ”نشر أخبار سرية”. حيث أنه أعلن نتائج دراسة علمية تحذر من خطر التلوث في عدد من المناطق غرب تركيا.

ونشر “سيك” نتائج الدراسة التي شارك فيها مع علماء آخرين لصالح وزارة الصحة بين عامي 2011 و 2015 والتي تشير إلى أن هناك علاقة بين ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السرطان في عدد من المحافظات في غرب البلاد وتلوث التربة والمياه والغذاء.

مهزلة
وعلقت منظمة العفو الدولية، في بيان رسمي بشأن حبس العالم التركي، ووصفته بـ “المهزلة”، حيث أن الدكتور “سيك” نشر مقالات عن هذه النتائج عندما أدرك أن الحكومة لم تتخذ إجراءات لمعالجة مشكلة التلوث في هذه المناطق، الأمر الذي يؤدي لانتشار السرطان.

سجين رأي
في السياق ذاته، علقت ميلينا بويوم، من منظمة العفو الدولية، على حبس الدكتور “سيك” قائلة: “بدلا من إخفاء النتائج ومحاكمة الدكتور سيك، كان يجب على وزارة الصحة وغيرها من الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات العاجلة اللازمة للتصدي لهذا التلوث البيئي وحماية الصحة العامة”، مشيرة إلى أن المنظمة سوف تعتبره “سجين رأي” في حالة سجنه.

واتهمت جماعات حقوق الإنسان وحماية البيئة العالمية، الحكومة التركية برئاسة أردوغان، مؤكدة على ضرورة وقف تنفيذ الحكم والعمل على حل المشكلة التي تهدد صحة الأتراك، لافتة إلي أن الدراسة أشار إلى التلوث في منطقة ديلوفاسي الصناعية، والتي تبعد حوالي 80 كيلومترا عن إسطنبول، والتي هي موطن العديد من مصانع الكيماويات والمعادن.

تركيا تتصدر قائمة المعتدين على حقوق الإنسان
حسب إحصاءات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عن عام 2018، فإن تركيا تصدرت قائمة الدول التي يتعرض شعبها لانتهاك حقوق الإنسان، وازدادت الانتهاكات في تركيا عام 2018 بنسبة 20% عن العام الذي سبقه، وجاءت في المرتبة الرابعة من حيث عدد الملفات الخاصة بالانتهاكات.

تراجع الحريات وتزايد القمع
وتراجعت الحريات في تركيا بشكل هائل وغير مسبوق، بعد محاولة الإنقلاب المزعومة، على أردوغان، والذي قوبل بزيادة قمع الصحفيين وسجنهم، وتسريح المعارضين، واعتقال العسكريين والقضاة، حتى باتت “مقبرة للمبدعين والمفكرين”.