أردوغان ينقلب على الإسلام.. «خليفة الإخوان» يفضح انتهازية التنظيم الإرهابي

«لا يمكن تطبيق أحكام صدرت قبل قرون.. يجب تحديث أحكام الإسلام».. تصريحات فضحت ميكافيلية وانتهازية تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي ينتمي إليه الرئيس أردوغان، الذي طالما امتطى هو وتنظيمه الدين للوصول إلى الحكم، وتنفيذ مخططاتهم القذرة.

تصريحات أردوغان، حول أحكام الشرعية الإسلامية، كشفت عن “تاقض وتلون” أردوغان أمام أنصاره، الذي كان يحرص على الظهور أمامهم باعتباره حامي بيضة الإسلام، فأطلقوا عليه لقب “خليفة المسلمين”، بينما هو في الحقيقة يمطتي “الدين” لتحقيق اهدافه وطموحاته في السيطرة والنفوذ، في تركيا وفي المنطقة.

في كلمة ألقاها خلال حفل أقيم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الخميس، قال الرئيس التركي، رجب طييب أردوغان، “لا يمكن تطبيق أحكام صدرت منذ 14 و15 قرنا”.

تناقض أردوغان

انقلاب أردوغان على أحكام الشريعة الإسلامية، يتناقض مع تصريحاته التي حاول فيها الظهور باعتباره المدافع الأوحد عن الإسلام والمسلمين في العالم.

ففي 2 ديسمبر 1997م، ألقى أردوغان خطابا في ولاية سرت تضمن أبياتا للشاعر التركي “ضياء غوك ألب”، يقول فيها: مساجدنا ثكناتنا..قبابنا خوذاتنا..مآذننا حرابنا..والمؤمنون جنودنا..هذا هو الجيش المقدس..الذي يحرس ديننا”، في تأكيد استحضار النزعة الدينية في سياسته والتي جعلت من أردوغان “نجم الشباك” في المنطقة، لكنه سرعان ما انكشف وسقط القناع عن سياسته الميكافيلية عقب سقوط حكم تنظيم الإخوان في مصر في 30 يونيو 2013، فظهرت حقيقة أردوغان الاستعمارية للوطن العربي.

أردوغان وإعلام الإخوان

دأبت وسائل الإعلام التركية، وتنظيم الإخوان الإرهابي علي إظهار أدروغان بالمدافع عن الإسلام والمسلمين من بورما إلي لندن ، فيما هو يسعى ويخطط للحصول علي ثروات الشعوب العربية والعالم الإسلامي، ويستخدم الدين لتمدد نفوذه.

جماعة الإخوان الإرهابية والتي تهاجم خصومها دائما في أي تصريحات تتعلق بالحديث عن الإسلام، وقفت صامته أمام حديث أردوغان بشأن عدم تطبيق أحكام “صدرت قبل قرون”، فيما لم تكف في التشكيك ومهاجمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بسبب حديثه عن ضروة إعادة الإسلام لصورته المتسامحة، واعتبرته انقلابا علي تعاليم الدين الاسلامي، بعد حمل “محمد بن سليمان” وجود التشدد في المملكة العربية السعوية لفترة ما يسمي الصحوة “وهم علماء محسوب وينتمون لجماعة الإخوان”.

أردوغان نفسه هاجم الأمير محمد بن سلمان عندما تحدث عن إعادة السعودية إلى”الإسلام الوسطي المعتدل”، خلال كلمته بمنتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” في 24 أكتوبرالماضي، قائلا “لا يوجد شيء اسمه إسلام معتدل أو إسلام غير معتدل، بل إسلام واحد”.

واحتفت وسائل الإعلام الإخوانية بهجوم أردوغان على ولي العهد السعودي، فيما أصيبت بالخرس الآن أمام انقلاب الرئيس التركي على الشريعة الإسلامية.

المصلحة الأردوغانية

الباحث في الشؤون التركية، محمد حامد، وصف تصريحات أردوغان عن احكام الشريعة بـ”المتناقضة” قائلا إنه:”متناقض منذ زمن وفي قضايا متعددة، ويتبدل حسب ما تقضيه مصلحته”.

وأضاف حامد لـ”صوت الدار”: أردوغان اعتاد إطلاق شعارات تغازل الشارع الإسلامي كـ”تجريم الزنا” و”استعادة الإسلام” و”منع الإجهاض” و”إعادة الحجاب”.. فهو عندما يتكلم عن الحدود في الشريع ويتغزل في الإسلام يعتقد الناس أنه سيطبق أحكام الشريعة الإسلامية كاملة، لكنه سرعان ما يعود ويقول “لن أستطيع تطبيق كامل للشريعة”.

أردوغان والإخوان لا دين لهم

ووصف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، ماهر فرغلي، تصريحات أردوغان حول فتح باب الاجتهاد، بأنه حق يراد به باطل، وتكريس لنفوذه في السلطة تحت ستار الدين.

وانتقد فرغلي، في تصريحات خاصة لـ”صوت الدار”، الصمت الإسلامي، وصمت وسائل الإعلام الموالية للنظام التركي تجاه تصريحات أردغان قائلا :”الصمت الإخوانى هو الملفت فقط”.

وأضاف “هناك صمت تام من قبل جماعة الإخوان حول تصريحات أردوغان بشأن فتح باب الإجتهاد، رغم أن موقفهم يخالف هذه الأمر”

وأوضح أن بعض الأحكام التي لا توافق العصر الحديث، هي رؤية يراها الكثيرون.. لكن موقف الإخوان الصامت تجاه تصريحات أردوغان يؤكد أن “أردوغان والإخوان لا دين لهم”.

تجارة بالدين للسيطرة على المنطقة

من جانبه، رأى الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، مصطفى أمين، أن تصريحات أردوغان الأخيرة تؤكد أنه يستخدم الدين كوسيلة للوصول إلى السلطة والنفوذ في المنطقة.

وأضاف أمين لـ”صوت الدار” أنه منذ وصول حزب العدالة والتنمية للحكم في تركيا 2002، وحتى الآن يتاجر بقضايا العرب والمسلمين، ولم يقدم أي دعم أو موقف حقيقي ينصر القضايا الإسلامية والعربية، بل يتآمر على المنطقة العربية بالتعاون مع إيران للسيطرة على سوريا والعراق وتهديد منطقة الخليج العربي.

وأكد أن تصريحات أردوغان عن أحكام الشريعة تسقط ورقة التوت عن “الرئيس الإسلامي” ، وتكشف زيف جماعات وتيارات الإسلام السياسي التي تدعي الدفاع عن الإسلام فيما هي تأخذه مطية للحكم.

وشدد “أمين” على أن أردوغان “ملهم الإخوان وخليفتهم”، سقط اليوم مع تصريحاته حول أحكام الشريعة، وضيع مجهود سنوات من دعاية تنظيم الإخوان له بانه ناصر الإسلام والمسلمين، بينما جرائمه ضد العرب والمسلمين لاتعد ولاتحصي، وأن حربه في عفرين السورية أكبر دليل على أكاذيبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى