أفغانستان الممزقة.. هجمات مسلحة وإرهاب «داعش» و«طالبان»
باتت أفغانستان مسرحًا لعمليات تنظيم «داعش خرسان»، وأصبحت حركة «طالبان» فريسة لهجمات متتالية يقوم بها التنظيم، على غرار ما ارتكبته الحركة ذاتها سابقًا من قتل وتفجيرات دامية في كافة أنحاء افغانستان، حيث يشن التنظيم هجمات في مناطق متفرقة، مستهدفًا عناصر الحركة.
استهدف مطار كابول
الهجوم الأول الذي شنه التنظيم الإرهابي عقب سيطرة حركة «طالبان» على مقاليد الحكم في أفغانستان، تبناه الخميس 26 أغسطس 2021، واستهدف مطار كابول، ما أدى لمقتل وإصابة المئات من المدنيين الأفغان، ومسلحين من حركة طالبان يتولون تأمين محيط المطار، كما قتل في الهجومين 13 عسكريًّا أمريكيًّا، وأصيب 18 آخرون.
فيديوجراف | طالبان تسيطر على أفغانستان.. سنوات عجاف تنتظر الاقتصاد
هجمات متفرقة
وعلى مدار اليومين الماضيين، شنّ تنظيم «داعش خراسان»، سلسلة هجمات ضربت مناطق متفرقة من أفغانستان، حيث نفّذ 6 هجمات طالت عناصر حركة طالبان في مدينة جلال أباد بولاية ننغرهار شرق أفغانستان.
وخلال بيانين منفصلين للتنظيم عبر وكالة «أعماق» (الذراع الإعلامي له)، أعلن مسؤوليته عن تفجيرات استهدفت طالبان مساء السبت 18 سبتمبر، وتفجير آخر وقع الأحد 19 سبتمبر الجاري في جلال آباد شرق أفغانستان.
وأوضحت الوكالة الداعشية، أن عناصر التنظيم فجروا أربع عبوات ناسفة استهدفت آليات تابعة لحركة «طالبان» في جلال أباد عاصمة ولاية ننغرهار، أبرز معقل لمقاتلي «داعش» في أفغانستان، مشيرةً إلى أن تلك الهجمات ضد الحركة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وأوضحت الوكالة، عقب بثّها جانبًا من التفجيرات التي استهدفت طالبان، أن هذه الهجمات كانت عبارة عن تفجير عبوات ناسفة مزروعة في طرق تسلكها عربات الحركة.
استنفار «طالبان»
في المقابل، استنفرت الحركة، أمنيًّا في جلال أباد بحثًا عن عناصر «داعش خراسان»، حيث قال المتحدث باسمها، إن قوات الحكومة المؤقتة نفذت عملية تمشيط في أطراف مدينة جلال أباد.
وأكدت طالبان مرارًا أنها لن تسمح بتواجد داعش في أفغانستان، فيما تقول الأخيرة إنها ستواصل قتالها ضد الحركة رغم سيطرة الأخيرة على كامل البلاد.
وكانت الحركة الأفغانية، أعلنت منتصف أغسطس الماضي، سيطرتها على العاصمة كابول، تزمنًا مع الإنسحاب الأمريكي آنذاك، حيث زاد احكام طالبان على السلطة في أفغانستان من حدة المخاوف أن تصبح البلاد ملاذًا آمنًا للمسلحين المتشددين ومنصة لشن موجة جديدة من الهجمات الإرهابية، خاصة في ظل وجود تنظيمي القاعدة وداعش في بعض المناطق.
وتواجه طالبان عزلة دولية، حيث رفضت العديد من الدول الاعتراف بحكومة مؤقتة أعلنت عن أعضائها في وقت سابق، بسبب عدم التزام الحركة بتعهداتها، لا سيما تشكيل حكومة شاملة واحترام حقوق النساء.
