آخر الأخبارتحليلاتسلايد

إشكالية تجديد الخطاب الديني ودور تيار الإصلاح الوسطي لسد منابع الإرهاب

في ظل الدعوات الناشزة التي تطلقها الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم الإخوان الأرهابي في المنطقة العربية مرارًا وتكرارًا، والتي تعتبر خطرًا كبيرًا يداهم الأمة، من خلال استقطاب الشباب باسم الدين، بات من الضروري مواجهة هذا التحدي الخطير بتجديد الخطاب الديني من خلال تيار إصلاحي وسطي.

وبالرغم من إشكالية تجديد الخطاب الديني، والتي تحول دون التجديد والتنقية والتطوير، وهي أن هناك خلطاً بين الديني والسياسي، وهو ما ظهر في مصر في سبعينيات القرن الماضي، حيث تحول الإسلاميون للحياة السياسية وللمجتمع، وبالتالي أنتجت السلطة والمعارضة خطاباً استهدف تحقيق أهدافهم، أي أنه خطاب دار حول السلطة ذاتها، وليس حول تجديد الفكر، وهو ما أعاق التقدم في العديد من البلدان العربية.

روسيا تبحث مع «الأسد» القضاء على البؤر الإرهابية

وعلى ضوء هذا انطلق أمس الاثنين مؤتمرًا دوليًا تحت عنوان «مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى» برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، والذي ينظمه الأزهر الشريف، بمشاركة نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين لوزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامى.

ودعا الرئيس المصري أن يكون مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي، الذي بدأ أعماله بالقاهرة، فاتحة لسلسلة من مؤتمرات تجديد الفكر الإسلامي التي تعقد عاما بعد عام.

وناقش مؤتمر الأزهر الشريف تحديات التجديد، وعلى رأسها ما يشيعه البعض من تكفير الأمة واعتزالها فى الخطاب الدعوى، وتقديس الجماعات الإرهابية للفرد، واستخدام الشعارات الدينية لتحقيق أغراضها، ومناقشة دموية الفكر الإرهابى، وأخيرًا المؤثرات السياسية والاقتصادية والأمنية والتكنولوجية على التجديد.

الجيش السوري يواصل ملاحقة التنظيمات الإرهابية  

وشدد الرئيس السيسي، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء على ضرورة أن تولي المؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر، أهمية لتجديد الخطاب الديني، لأن التراخي عن الاهتمام بهذا الأمر من شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم ليخطفوا عقول الشباب، ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة، وينقلوا لهم التفسير الخاطئ للقرآن والسنة، مشيرًا إلى تمنياته بأن تكون نتائج المؤتمر على قدر التحديات التي تواجه الأمة، وعلى رأسها الإرهاب الذي يحول دون المضي قدما في مسيرة التقدم.

ولفت إلى أن التجديد الذي نتطلع إليه ليس في ثوابت الدين ولا العقيدة ولا الأحكام التي اتفق عليها الأئمة، وأن ما ننتظره هو التجديد في فقه المعاملات في مجالات الحياة العلمية.

ومن جانبه، أكد فضيلة شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب أن تجديد الفكر الإسلامي، أو الخطاب الديني، موضوع واسع الأرجاء مترامي الأطراف، وباتمفهوما غامضا وملتبسا، لكثرة تناوله في الصحف وبرامج الفضاء، وممن يدري ومن لا يدر، موضحًا أن العلاقة بين التجديد وبين بقاء الإسلام دينا حيا يقدم الخير للبشرية جمعاء هي علاقة التطابق طردا وعكسا، وهما أشبه بعلاقة الوجهين في العملة الواحدة، لا ينفصم أحدهما عن الآخر إلا ريثما تفسد العملة بوجهيها وتصبح شيئا أقرب إلى سقط المتاع.

تاريخ مخزي لأردوغان مع التنظيمات الإرهابية

واختتم شيخ الأزهر حديثه بالتأكيد على أن التيار الإصلاحي الوسطي هو وحده الجدير بمهمة التجديد الذي تتطلع إليه الأمة، ويعني بالتجديد الذي لا يشوه الدين ولا يلغيه، وإنما يأخذ من كنوزه ويستضيء بهديه، ويترك ما لا يناسب من أحكامه الفقهية إلى فتراتها التاريخية التي قيلت فيها وكانت تمثل تجديدا استدعاه تغير الظروف والأحوال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى