آخر الأخبارتحليلاتسلايد

اتفاق «الوفاق وتركيا» وخلاف «أنقرة وموسكو».. هل ستدفع سوريا الثمن؟

«اتفاق الوفاق وتركيا – العدوان التركي على شمال شرق سوريا – انسحاب القوات الأمريكية من سوريا – تواجد قوات عسكري روسية في سوريا»، 4 أحداث جلل شهدتها الدولتين العربيتين «ليبيا وسرويا» خلال الـ 4 أشهر الماضية، بواقع قرارات سياسية وعسكرية هامة صادرة عن نظامين وحكومة وهم: «حكومة الوفاق – والنظام التركي – والنظام الروسي»، وأعقب هذه القرارات تدخلات عسكرية وأمنية واقتصادية وتجارية، إلى جانب تحالفات واتفاقات وصفقات على مختلف الأصعدة، بشأن الأوضاع في «سوريا وليبيا». ولكن هل هناك ترابط بين هذه الأحداث بعضها البعض؟ وما واقع هذه الأحداث خلال الفترة المقبلة على سوريا وليبيا؟

 

https://www.youtube.com/watch?v=FvTHG1XiHWg

 

اقرأ أيضًا: سوريا.. بين انسحاب «واشنطن» ومهمة «موسكو» وعدوان «تركيا» «قراءة تحليلية»

الأحداث وبدايتها

 

في الـ 6 من أكتوبر الماضي 2019، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب القوات الأمريكية العسكرية من شمال شرق سوريا، وأعقب القرار الأمريكي قرار الدفاع التركية بشأن إعلان عدوانها على سوريا، في الـ 9 من الشهر ذاته، ليلحق بهذان القراران، إعلان الدفاع الروسية في الـ 14 من نوفمبر الماضي 2019، عن وصول 300 مقاتل و20 مدرعة، إلى قاعدة حميميم الجوية في سوريا.

وفي الـ 10 من ديسمبر الجاري، صرح الرئيس التركي، استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، حال طلب حكومة السراج، وذلك بعد إبرام «تركيا والوفاق» وثيقة تعاون عسكري وبحري.

 

الأسباب الخفية للأحداث وتابعيتها

 

انسحاب أمريكا: جاء بمثابة الضوء الأخضر للعدوان التركي على سوريا، ووضح ذلك جليًا في تغريدة الرئيس الأمريكي والذي قال فيها: «الأكراد قاتلوا معنا، لكنهم حصلوا على مبالغ طائلة وعتاد هائل لفعل ذلك… والآن سيتعين على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تسوية الوضع».

 

العدوان التركي على سوريا: جاءت أهدافه واضحة وجلية وضوح الشمس، حيث إبادة الأكراد في شمال شرق سوريا، وتحرير أسرى تنظيم داعش الإرهابي من سجون سوريا، كي تستخدمهم تركيا ضد أعدائها، بالإضافة إلى الاستحواذ وسرقة آبار النفط السورية، إلى جانب إخلاء منطقة لإعادة اللاجئين إلى سوريا مرة أخرى وتقويض السلام الأوروبي.

 

إرسال قوات روسية إلى سوريا: تعد الدولة الروسية هي الداعم والحليف الأول لبشار الأسد وأكد المسؤولين الروس عشرات المرات ذلك، كان آخرهم ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في 10 أكتوبر الماضي، حيث قال: إن موسكو التي تدعم عسكريًا وسياسيًا نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ستسعى أيضا إلى إجراء اتصالات بين دمشق والأكراد. يأتي ذلك إلى استفادة روسيا بشأن النفط السوري وبيع صفقات السلاح.

 

اتفاق «تركيا والوفاق»: جاء اتفاق الجانبين بشأن العديد من الأسباب أبرزها سرقة غاز المتوسط بعد الاكتشافات الأخيرة في الحدود المائية لقبرص واليونان، بالإضافة إلى التدخل التركي في ليبيا لضمان بيع صفقات السلاح التركية، ودعم إخوان ومليشيا ليبيا الإرهابية، إلى جانب تهديد الأمن القومي المصري واستفزاز النظام المصري بشأن الخلاف السياسي «المصري التركي» بشأن دعم تركيا لجماعة الإخوان الإرهابية.

 

ترابط الأحداث

 

20 ديسمبر الجاري، هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدولة الروسية قائلًا: «لا يمكنها البقاء صامتون تجاه دعم روسيا الجيش الوطني الليبي في ليبيا»، جاء هذا التصريح بعد ساعات قليلة من تصريحات الخارجية الروسية بشأن قلقها من إرسال تركيا لعسكريين إلى ليبيا.

 

https://www.youtube.com/watch?v=LtwbBckYjIg

 

حدة التصريحات، بين «تركيا وروسيا» أخرجت الحرب الكلامية عن سياقها المعتاد منذ بداية الأزمة، لتظهر بوادر أزمة جديدة خانقة تلوح في الأفق، وتنذر بإلقاء ظلالها على المشهد السوري المنكوب.

 

الخارجية الروسية أعربت عن قلقها البالغ، بشأن احتمالية قيام تركيا بإرسال قوات إلى ليبيا. جاء ذلك حسبما قال مصدر بالخارجية لوكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس»: «التدخل العسكري الخارجي في ليبيا لا يمكنه سوى تعقيد الوضع في البلاد، مؤكدًا أن اتفاق «تركيا والسراج» غير الشرعية، ويثير تساؤلات كثيرة لروسيا، مما يشير إلى تدهور العلاقات بين تركيا وروسيا، بشأن الاتفاق الموقع مؤخرًا بين الجانبين بشأن وقف إطلاق النار في سوريا.

 

 اقرأ أيضًا:

أبرزها «فجر ليبيا» و«جبهة النصرة».. تركيا أداة تخريب الشرق الأسط من خلال ميليشياتها

روسيا تتفاعل مع الموقف العالمي ضد تركيا

«روسيا وتركيا».. وجًا لوجه

 

تصريح الرئيس التركي، الصادر في 10 من ديسمبر الجاري، بشأن استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، حال طلب حكومة السراج، وذلك بعد إبرام «تركيا والوفاق» وثيقة تعاون عسكري وبحري، يؤكد الدعم الكامل لحكومة الوفاق الليبية.

 

وعلى صعيد آخر، تشير العديد من التقارير والتصريحات إلى دعم روسيا الكامل للمشير خليفة حفتر والجيش الوطني الليبي؛ وذلك على الرغم من نفي روسيا لهذا الأمر. ففي أغسطس 2017، قال رئيس مجموعة الاتصال الروسية حول التسوية الداخلية في ليبيا التابعة لوزارة الخارجية الروسية ومجلس الدوما، ليف دينجوف، أن روسيا لا تدعم في ليبيا فقط قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، بل تُجري الحوار مع جميع الأطراف الرئيسية للصراع في ليبيا.

 

وأضاف المبعوث الروسي، أن روسيا تسعى لإعادة توقيع العقود مع ليبيا التي تم إبرامها في عهد الرئيس السابق معمر القذافي، بشأن قطاع النقل وبناء السكك الحديدية والطاقة والكهرباء، ومشروعات أخرى.

 

https://www.youtube.com/watch?v=C88k8Z4OlS0

 

صراع «تركيا وروسيا» يصل سوريا

 

في الـ 23 من أكتوبر الماضي، أعلنت «تركيا وروسيا» التوصل إلى اتفاق جديد، بشأن العدوان التركي على شمال شرق سوريا، وجاء أبرز بنوده الـ 10: أنه اعتبارًا من ظهر يوم 23 أكتوبر 2019، ستدخل قوات الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري، إلى الحدود السورية التركية، خارج منطقة عملية نبع السلام، لتسهيل إخراج عناصر «ي ب ك» وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، على أن يبدأ تسيير دوريات «تركية وروسية» غرب وشرق منطقة «نبع السلام» بعمق 10 كم، لمنع تسلل الإرهابيين وتسهيل اللاجئين.

 

ولكن هجوم «أردوغان» على تصريحات الخارجية الروسية، تلوح باحتدام أزمة جديدة بين تركيا وروسيا، ستلقي بظلالها على الأزمة السورية المنكوبة، إذ من المرجح توقف الاتفاق «التركي الروسي» الأخير بشأن الحرب في شمال شرق سوريا، ومواصلة «تركيا» للإبادة الأكراد في شمال شرق سوريا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى