آخر الأخبارتحليلاتسلايد

احتجاجات إيران 2019.. انتفاضة من اللهب أحرقت نظام الملالي

تحولت إيران إلى كتلة من اللهب، كلما قام النظام الإيراني بـ الإمساك بها زادت من اشتعالها، ليغذى الغضب الدائر في طهران نيرانها، وخلال عام 2019، تحول الاحتجاج في إيران الى مشهد يومي متكرر بدأ في هيئة احتجاجات صغيرة فئوية ينبض بالغضب ويرفع مطالب فئوية تندد بالفساد وزيادة الأجور.

وسرعان ما تصاعدت الاحتجاجات لتأخذ شكل أكبر، وتصل ذروتها في شهر نوفمبر، بعد حصاد عام من الاحتجاجات الفئوية التي مثلت الإرهاصات الأولى لإندلاع انتفاضة إيران في شهر نوفمبر، وتستمر ذروتها مع نهاية عام 2019.

الاحتجاجات  في إيران بلغت وفقا لـ المعارضة الإيرانية لما يقرب من 248 حركة احتجاجية داخل 71 مدينة إيرانية.

انتفاضة نوفمبر

الاحتجاجات تنوعت في إيران، لكنها جميعا أجمعت على استحالة العيش في حياة كريمة في هذا النظام القمعي الذي واجه تلك الاحتجاجات بوحشية كبيرة، عسكتها أرقام المعتقلين من المتظاهرين، والتي قدرتها المعارضة الإيرانية بما يقرب من 12 ألف معتقل، في ظل إصرار النظام الإيراني على رفض الإعلان عن الأعداد الرسمية لمن تم اعتقالهم، إلى جانب القتل الوحشي الذي قادة نظام الملالي، والذي تجاوز حتى كتابة هذه السطور ما يقرب من 1500 قتيل ضحايا الاحتجاجات الإيرانية، التي اندلعت للثورة على ارتفاع أسعار البنزين 3 أضعاف، لتكون أكبر انتفاضة تمر بها إيران فاقت تلك التي اندلعت في  عام 2017.

كما قام النظام الإيراني بقطع خدمات الإنترنت لمنع نقل التظاهرات بالداخل، وللتعتيم على جرائمه الدموية التي قادها نحو المحتجين، لقتلهم على يد قوات الباسيج والحرس الثوري والكتائب المسلحة التي برز فيها لواء الفاطميون لقمع المحتجين.

وقدر عدد القتلى من قبل منظمة حقوقية في آخر جصيلة لها يوم 16 ديسمبر بنحو 304 إيراني قتل في المواجهات الأمنية.

وقبل اندلاع انتفاضة نوفمبر سبقتها موجة من الاحتجاجات التي اندلعت في الأحواز على خلفية مقتل الشاعر حسن الحيدي، الذي اتهم الأحواز بضلوع النظام الإيراني في تسميمه، لتكون احتجاجات الأحواز وقودا لـ انتفاضة إيران.

احتجاجات المعلمين في أكتوبر

شهد شهد أكتوبر عددا كبيرا من الاحتجاجات التي اندلعت في عددا من محافظات إيران، ورغم القمع الذي شنة النظام الإيراني، إلا أن الاحتجاجات واصلت تظاهراتها ليبلغ هذا الشهر ما يرقب من 207 احتجاج تنوعت ما بين مطالب عمالية للثورة على الحقن الملوثة بمرض الإيدز، إلى جانب الاحتجاجات الغاضبة من الفيضانات، لتمتد التظاهرات إلى ما يقرب من 59 مدينة و24 محافظة.

كما نظم عمال في أراك في أكتوبر تجمعًا احتجاجيًا في ساحة الصناعة بمدينة أراك، للاعتراض على عدم حسم ملكية المعمل وصاحب الأسهم للمعمل.

إلى جانب احتجاجات أصحاب المحلات والكسبة المتضررين جراء الفيضانات بتنظيم تجمع احتجاجي للاعتراض على الوعود الكاذبة للنظام بتقديم مساعدة للمنكوبين بالفيضانات، واحتشد المئات من المتظاهرين في كوهدشت بمحافظة لورستان.

كما شهد هذا الظهر احتجاجات عمالية قام بها العمال الدائمين لشركة النقل البري «خليج فارس» للاعتراض على تحويل عقودهم من الدائم إلى عقود مقاولة.

احتجاجات  أغسطس

شهد هذا الشهر تصاعد الاحتجاجات الفئوية في إيران لرفض تردى الأوضاع المعيشية لعددا من الفئات، وكان أبرزها المعلمين، اللذين طالبوا بالحصول على مستحقاتهم، وقبل اندلاع تلك الاحتجاجات وجهت الدعوة للمشاركة في احتجاجات أغسطس عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الحشد، إلى جانب تظاهرات العمال في المصانع والمناطق التجارية، وكانت الاحتجاجات ترتفع بمعدل 3 حركات احتجاجية يوميا، جميعها كان يطالب بتحسين الأجور وعدم تأخيرها.

و بلغ إجمالي الاحتجاجات خلال شهر أغسطس، نحو 177 حركة احتجاجية على مستوى 57 مدينة بحد أدنى.

احتجاجات يونيو ويوليو

هيمنت الاحتجاجات المتعلقة بالوضع المعيشي على شهري يوليو ويونيو، وتنوعت ما بين أكثر من شريحة، لتسجل ما يقرب من 267 حركه احتجاجية على مستوي 78 مدينة إيرانية.

ففي طهران نظم متقاعدون تجمعًا احتجاجيًا أمام هيأة التخطيط والميزانية، قوبلت بهجوما وحشيا من الأمن، إلى جانب احتجاجات المتقاعدين، كما نظم العمال والشرائح الأخرى تجمعات احتجاجية في سائرالمدن، إلى جانب تجمع احتجاجي لمواطنين نهبت شركة «رامك خودرو» أموالهم في طهران، إلى جانب احتجاجات العمال لعدن تسلم رواتبهم لـ 3 أشهر.

احتجاجات العمال والحجاب القسري في احتجاجات مايو

شهد شهر مايو لعام 2019 تصاعد الاحتجاجات العمالية والطلابية، وترافق هذا الشهر مع اليوم العالمي للعمال، اللذين قاموا بتنظيم عددا كبيرا من الاحتجاجات اعتراضا على تدني الأجور، وتسريح عددا كبيرا من الموظفين، وكانت أبرز تلك الاحتجاجات هي الى نظمت أمام البرلمان الإيراني، لتواجهها الأجهزة الأمنية بالقمع الكبير.

كما شهد الشهر احتجاجات الطلاب الجامعيين اعتراضا على فرض الحجاب الإجباري وحضور ما يعرف بـ دوريات (الإرشاد) أو ما يُعرف بـ ”شرطة الأخلاق“ داخل الحرم الجامعي، وكان أبرز ما كتبه الطلبة المحتجون على اللافتات، وما رددوه من هتافات: ”العمل، الحرية، الحجاب اختياري، البطالة، وإن مات الطالب فلن يقبل بالذلة“، بحسب ما ذكرت إذاعة ”زمانه“ المعارضة.

احتجاجات سوء المعيشة ونهب مدخرات الأفراد في أبريل 

تميز شهر إبريل من عام 2019 بتصاعد احتجاجات منكوبي الفيضان، بعد أن أدت السيول إلى تدمير عددا كبيرا من المنازل وتشريد الآلاف منهم، ووسط الإهمال الكبير من جانب النظام الإيراني في مواجهتها وسقوط الضحايا، اندلعت الاحتجاجات المنددة بهذا الفشل، بعد غرق ما يقرب من 25 محافظة إيرانية، وفي تقرير للمعارضة الإيراينة قدرت الاحتجاجات التي نظمها الإيرانيون بسبب الفيضان بنحو 69 حركة احتجاجية، تلتها احتجاجات العمال والمزارعين بمعدل 32 حركة احتجاجية.

كما امتدت الاحتجاجات إلى شراح اجتماعية آخرى بمعدل 76 حركة احتجاجية اعتراضا على سوء المعيشة والتدهور الاقتصادي المستمر داخل البلاد، إلى جانب من فقدوا مدخراتهم لدي بعض المؤسسات المالبة التابعة للحكومة الإيرانية وآخرى تابعة لمؤسسات عسكرية، بمعدل 15 حركة احتجاجية أيضا.

احتجاجات مارس 

تصاعدت الاحتجاجات في إيران في شهر مارس، وسجلت معدلا كبيرا بواقع 300 احتجاج، وفقا لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، فمع بداية شهر مارس وقع متوسط 43 حركة احتجاجية في إيران يوميًا، بسبب وعجز الحكومة لمعالجة مشكلات المواطنين من جهة أخرى، وتنوعت الفئات التي نظمت الاحتجاجات بين العمال والمتقاعدون عن العمل والتربويون والمزراعون.

الوضع الاقتصادي المتدني يفجر إحتجاجات فبراير 

كان شهر فبراير ملئ بالاحتجاجات التي اندلعت في عددا من المدن الإيرانية، مع ذكرى إحياء ثورة “الخميني” قبل 40 عاما، لتشهد عددا من المسيرات، التي وصفها النظام الإيراني أنها مخطط لـ إحداث اضطرابات لإحداث اضطرابات في البلاد، وهي التصريحات التي أطلقها قائد الشرطة الإيرانية، دون أن يحدد من يقف وراء تلك الاحتجاجات العمالية والفئوية، وانطلقت تلك الاحتجاجات لرفض تدني المعيشة بعد فرض الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية ضد طهران. 

إيران الأعلى احتجاجا في العالم في يناير 

صعدت إيران في هذا الشهر إلى المرتب الأولى على مستوى العالم من حيث معدل نمو الحركات الاحتجاجية، بعد فرض العقوبات الأمريكية، التي تسببت في أزمة اقتصادية طاحنة اندلعت بسببها الاحتجاجات، وأكدت مؤسسة «أكليد» غير الحكومية، التي تعمل في مجال تجميع البيانات حول الاضطرابات السياسية ومناطق النزاعات المسلحة في العالم، نشرت تقريرها السنوي عن معدلات الحركات الاحتجاجية في العالم، الذي يشير إلى أن إيران هي الأولى على مستوى العالم من حيث معدل نمو الحركات الاحتجاجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى