آخر الأخبارتحليلاتسلايد

استفتاء «كاليدونيا» يحسم المصير.. الانفصال عن فرنسا أم استمرار الحكم الذاتي

أغلقت صناديق الاقتراع اليوم الأحد، بعد انتهاء استفتاء الاستقلال في إقليم كاليدونيا الجديدة، حيث من المتوقع أن يرفض الناخبون في إقليم جنوب المحيط الهادئ الفرنسي الانفصال عن فرنسا بعد قرابة 170 عامًا على الرغم من الدعم المتزايد لهذه الخطوة.

وكان الحماس عالياً، وقالت السلطات إن نسبة الإقبال بلغت نحو 80 بالمئة قبل ساعة من انتهاء التصويت، بزيادة ست نقاط كاملة عن أول استفتاء على الاستقلال أجري في 2018، تاركة الناس لتشكيل طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم.

وقال أحد المشاركين: «المستقبل يجب أن يكون واضحًا ونحتاج إلى معرفة ما سيحدث لنا، سوف يستغرق فرز الأصوات وإعلان النتيجة عدة ساعات».

ويعد استفتاء اليوم الأحد جزء من خطة تم التفاوض عليها بعناية لإنهاء الاستعمار وتم الاتفاق عليها عام 1998، والتي أنهت صراعًا مميتًا بين سكان الكاناك الأصليين المؤيدين للاستقلال في الغالب وأحفاد المستوطنين الأوروبيين في الثمانينيات.

وبلغ هذا العنف ذروته في أزمة رهائن دموية عام 1988، أسفرت عن مقتل 19 انفصاليًا من جانب واحد وستة من أفراد الشرطة والقوات الخاصة من ناحية أخرى.

وصوت أهالي كاليدونيا الجديدة ضد الاستقلال في الاستفتاء قبل عامين، مع «لا» بنسبة 57%. لكن النتيجة مثلت تحولًا نحو التعاطف المؤيد للاستقلال، مما زاد من آمال النشطاء في أن يتمكنوا هذه المرة من التحرر.

ويقول مراقبون سياسيون إن الناخبين من المرجح أن يرفضوا الاستقلال مرة أخرى، رغم عدم وجود استطلاعات للرأي لتقديم التوجيه.

وإذا فاز التصويت بـ «لا»، يمكن إجراء استفتاء آخر بحلول عام 2022، طالما أن الاقتراع مطلوب من قبل ما لا يقل عن ثلث الهيئة التشريعية المحلية.

وصرح الرئيس الفرنسي تييري سانتا، الذي يفضل البقاء مع فرنسا، لـ «وكالة فرانس برس»: «الجميع يعلم أنه لن يكون هناك تغيير يوم الأحد»، مضيفًا أن القضية الحقيقية هي معرفة مدى تقدم أحد الجانبين على الآخر.

ويرى البعض في الأرخبيل الاستوائي أن البقاء مع فرنسا هو السبيل العملي الوحيد للمضي قدمًا، بينما لا يريد البعض الآخر فقدان فرصة الاستقلال الكامل.

ومن جانبه، قال كارل لوكلير، المدير: «لقد قمت بالاختيار منذ فترة طويلة لأننا نريد ضمان مستقبل أطفالنا».

وأضاف: «هذا الاختيار هو (لا)، أنه ببساطة البقاء مع فرنسا»، إلا أن بيير غوتشو، أحد سكان الكاناك، يقول: «بالنسبة لي هي (نعم) لأننا نريد بلدنا في أيدينا وأن نذهب إلى أبعد من الحكم الذاتي».

واتخذت كاليدونيا الجديدة إجراءات صارمة لإبعاد فيروس كورونا عن الإقليم، ومع انخفاض أعداد الحالات، جرى الاستفتاء دون أقنعة وإجراءات أخرى.

واستولت فرنسا على كاليدونيا الجديدة، الواقعة بين أستراليا وفيجي عام 1853 ويقطنها 270 ألف شخص.

 وتعتبر الدعائم الأساسية للاقتصاد هي إنتاج المعادن، وخاصة النيكل الذي تعتبر كاليدونيا الجديدة منتجًا عالميًا رئيسيًا له، فضلاً عن الدعم السياحي والمالي من فرنسا.

وتدعم الحكومة الفرنسية الإقليم بحوالي 1.5 مليار يورو (1.75 مليار دولار) كل عام، أي ما يعادل أكثر من 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لكاليدونيا الجديدة.

وأثار تصريح خاص يسمح باستخدام العلم الوطني الفرنسي في مواقع الحملة الانتخابية غضب الكاناك المؤيد للاستقلال وجبهة التحرير الوطني الاشتراكية، التي اتهمت الحكومة الفرنسية بالانحياز إلى جانب ضد الاستقلال.

وكانت آخر المستعمرات السابقة التي حصلت على الاستقلال عن فرنسا هي جيبوتي عام 1977 وفانواتو عام 1980.

وستتوقف باريس أيضًا عن دفع دعمها السنوي، وهو احتمال مخيف للأحزاب الستة المتبقية التي شكلت ائتلافًا مواليًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى