آخر الأخبارتحليلاتسلايد

الأموال المشبوهة.. كيف مولت تركيا وإيران حركة حماس الإرهابية؟

تصريحات عديدة يطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طوال الوقت، يزعم فيها دفاعه عن القضية الفلسطينية وحمايته لها واستماتته من أجل القدس وشعبها، وتنصيبه لنفسه خليفة إسلاميا، بينما ينخر بسمومه في جسد الأمة الفلسطينية ويزيد من آلامها وأوجاعها بخيانتها مرارا وتكرارا.

ومن توطيد العلاقات مع إسرائيل والترويج لها ومحاباتها، إلى تمويل حركة حماس المدعومة من إيران والمصنفة إرهابية بعدة دول، بالإضافة إلى أن تركيا هي العضو الوحيد في حلف شمال الأطلسي الذي يعترف بحركة حماس، هو نهج الرئيس التركي الحقيقي في التعامل مع فلسطين، فلم يأبه بشعبها ولا بقضيتها، ولم يرسل إليها مساعدات مثلما أظهر تقرير الأونروا.

ورغم تلك العلاقات التركية الإسرائيلية، إلا أن تل أبيب لم تسمح بتمدد أنقرة مع حماس، لتمنع نقل الأموال بين الطرفين، والتي كان آخرها قبل ساعات، حيث أعلنت إسرائيل عرقلتها تحويل أكثر من 100000 دولار من البضائع والأموال القادمة من تركيا لحركة حماس.

وقال جهاز المخابرات الشاباك ووزارة الدفاع الإسرائيلية: إن العملية لعرقلة نقل الأموال التركية لحماس، نفذها المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب بالوزارة والشاباك ومكتب الجمارك.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، أن تلك الأموال تبلغ 121.402 دولار، تم التحفظ عليها، حيث تم رصدها من حسابات بنكية لأربعة أفراد وشركتين، فضلا عن ضبط عدد من حاويات الشحن ومحتوياتها التي تم إرسالها من تركيا إلى ميناء أشدود.

وشدد جانتس على أنه: سنواصل العمل بقسوة ضد الإرهاب وتعقب بنيته التحتية أينما وجدت، مشيرا إلى الإجراءات الإسرائيلية السابقة لعرقلة 4 ملايين دولار حولتها إيران إلى حماس في قطاع غزة في ديسمبر. وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن مصدر الأموال هو النظام الإيراني الذي يواصل العمل ضد تل أبيب.

ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي ترصد فيها تل أبيب محاولات أنقرة لدعم حماس، حيث إنه بنهاية نوفمبر الماضي، كشف الجيش الإسرائيلي شبكة تابعة لحركة حماس تعمد إلى تهريب الأموال عبر تركيا إلى الضفة الغربية، وتم اعتقال المتورطين بها.

وأوضح موقع إخباري إسرائيلي أنه قبل عدة أشهر، تم رصد تورط ناشط بارز في الشبكة حول مبلغ مالي كبير لتمويل خلية حماس من أجل التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية، ثبت أنه كان على اتصال مع كبار مسؤولي التنظيم في تركيا لتحويل الأموال.

وفي نوفمبر 2019، كشفت صحيفة «ذا إنفتستيجيتيف جورنال» الإلكترونية أن البنك التركي Kuvyet Turk Bank متورط في تمويل حركة حماس المصنفة كجماعة إرهابية في أميركا، لتنفيذ أعمال إجرامية بواشنطن.

وقبل عامين تم الكشف عن أن حكومة أردوغان أشرفت على تحويل ما يقارب 250 مليون دولار سنويا لحركة حماس أي حوالي 20 مليون دولار في الشهر، بالتنسيق مع الرئيس التركي وموظفيه، فضلا عن رصد تقديم أنقرة التدريبات اللازمة لأعضاء حماس.

لم يقتصر الأمر على دعم الأموال، وإنما أيضا تحتضن تركيا قيادات حماس بها، وتستقبل ممثلي الحركة باستمرار في قلب القصور الرئاسية وفي ضيافة أردوغان، وهو ما أثار جدلا واسعا في أغسطس الماضي، حينما استقبل الرئيس التركي، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والوفد المرافق له.

وعلى الفور، نددت وزارة الخارجية الأميركية بلقاء أردوغان بقادة من حماس، موضوعين على لائحة الإرهاب الأميركية، مشددة على أن استمرار تلك العلاقات سيؤدي إلى عزل تركيا عن المجتمع الدولي.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تعتبر حماس منظمة إرهابية، وقد وضعت في السابق مكافأة مقابل معلومات من شأنها أن تؤدي إلى اعتقال واحد من عضوي المنظمة كان أردوغان قد التقى بهما من قبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى