آخر الأخبارتحليلاتعرب وعالم

ما السر وراء تأخر نعي «البغدادي» من قبل «داعش» بعد مقتله؟

  كتبت: إسراء عبد التواب 

  يومان مرا على مقتل أبو بكر البغدادي بعد أن استهدفته العملية العسكرية الأمريكية «كايلامولر» مما أدت إلى وفاته في مخبأة، هو وزوجاته وأبنائه، ولم يصدر تنظيم داعش أي بيان رسمي على وكالة أعماق لنعيه.

بل تحولت وكالة اعماق بعد مقتله إلى منبرا للصمت، ومنصة عكست صدمة كبيرة بين أعضاء التنظيم، اللذين لم يتوقعوا سقوط زعيمهم الإرهابي بتلك الطريقة.

وهو ما انعكس على دعايا «داعش»، التي صارت تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد وفاته، وقبل مقتله شهدت تراجعا كبيرا طبقا للتحليل الكمي الذي قام به الإنتاج الاعلامي الخاص بتنظيم «داعش»، والذي شهد يوم 13 يناير 2018، تراجعا كبيرا لمحتواه طبقا لـ «سيمستر».

رئيس وحدة الانترنت في وكالة الشرطة الاوروبية، «ليفربول»، والذي أكد أنه تم التعرف على (99%) من المنشورات المتطرفة وإزالتها، ومع تقهقر تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، لوحظ تراجع نشاطاته أيضا على شبكة الانترنت.

وفقا للمركز الأوروبي لدراسات الإرهاب، قال الباحث «تشارلي وينتر» في جامعة كينجز كولدجن في لندن، في 10 يناير 2018 ، أن في عام 2015 عندما كان يخضع لإمرة التنظيم حوالى 7 ملايين شخص في العراق وسوريا، أصدر دعائيو التنظيم محتوى من 38 مكتبا اعلاميا مختلفا من غرب افريقيا الى افغانستان،بينما في ديسمبر 2017 كان أكثر من (75%) هذه المكاتب تقريباً في حالة صمت مطبق.

وهيمن هذا التراجع ايضا على زوار موقع تنظيم «داعش» على تويتر، والذي انخفض في عام 2017  بحوالي (45%) بين عامى (2015-2016)، وهي الفترة التي تكثفت فيها حملات التحالف الدولي على التنظيم الإرهابى.

لكن يبق السؤال هل تراجع دعايا داعش كانت وراء تأخر نعيه؟

يقول عمر فاروق، الباحث في الجماعات الإرهابية، أن هناك أسباب عديدة أثرت على نعي «البغدادي» في إعلام داعش الذي شهد تراجعا كبيرا، عكس هيمنة الصدمة بين قياداته على موت زعيهم، لأن «البغدادي» كان يمثل لهم هالة من القداسة التي أضفها على شخصيته طيلة السنوات الماضية، وأنه خليفة الزمان، وأنه مؤيد من السماء، وأن دعوته لإقامة دولة الخلافة تكليف رباني، وأثر هذا التضخيم بالطبع على ارتباك التنظيم اعلاميا بعد وفاته.

انشقاقات بين صفوف التنظيم

وأضاف «فاروق» في تصريحات خاصة لـ «صوت الدار» أن تأخر التنظيم في نعيه يرجع كذلك لحالة الانشقاقات التي تهيمن عليه والانشغال بالصراع الذي يدور بين ما تبقي من أعضائه للحصول على «البيعة» الخليفة الجديد من قيادت الفروع والولايات والخلايا الكامنة في أفريقيا، وأسيا، وأوروبا، قبل الاعلان الرسمي عن عملية اختيار خليفة لـ «البغدادي».

مضيفا في الوقت ذاته أن أعضاء «داعش» تأخروا في نعيه لاحتمالية التجهيز لمجموعة من العمليات المسلحة التي تستهدف نقاط متعددة ضد المصالح العربية والغربية، تحت مسمى “غزة الثأر لمقتل الخليفة أبو بكر البغدادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى