آخر الأخبارتحليلاتسلايد

الإرهاب في 2020 .. «تركيا» وعبور التطرف إلى أوروبا  

هددت السلطات التركية، برئاسة رجب طيب أردوغان، عشرات المرات «تلميحًا وصراحة» الدول الأوروبية، بملفات «الإرهاب واللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين» وإعادتهم إلى الدول الأوروبية، وذلك نظيرًا لرفض الدول الأوروبية، الممارسات التركية على المستويات كافة إقليميًا ومحليًا ودوليًا، وكان أبرزها مهاجمة أوروبا لـ العدوان التركي على شمال شرق سوريا، منذ أن بدء في التاسع من أكتوبر الماضي.

 

 اقرأ أيضًا: «علي بابا الإرهاب».. ماذا يريد أردوغان من الشرق الأوسط؟

 

وشرعت أنقرة في تنفيذ تهديداتها، خلال الفترة الماضية، في إعادة عدد من الإرهابين الأجانب إلى بلادهم، بعد فتح السجون الكردية في سوريا، وتحرير أسرى داعش. ففي الحادي عشر من نوفمبر الماضي، رحلت تركيا «أمريكي داعشي» إلى واشنطن، بالإضافة إلى إعادة سبعة إرهابيين آخرين يحملون الجنسية الألمانية إلى برلين، يأتي ذلك إلى جانب إعادة إحدى عشر فردًا إلى العاصمة الفرنسية باريس.

 

وتعد تهديدات أنقرة إلى الدول الأوروبية، بمثابة «طوق النجاة» من الأزمات التي يغرق فيها النظام التركي الإرهابي، حيث تسعى تركيا إلى استغلال ملفات «الإرهاب واللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين»، للضغط على الدول الأوروبية، التي تشهد توترًا واضحًا وصريحًا مع السياسات التركية، وأبرزها «الولايات المتحدة الأمريكية – فرنسا – بريطانيا»، للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية.

 

 اقرأ أيضًا: «العائدون من سوريا».. «إرهاب أردوغان» لاستهداف أوروبا

 «تخوفات واحترازات أمنية»

وفي ظل سياسات تركيا، لتنامي تقويض السلام العالمي ودعم الإرهاب والتطرف العربي والأوروبي، أبدت الدول الأوروبية، تخوفها من عودة «أبناءهم الإرهابيين»، وخاصة الذين انخرطوا في الأعمال الإرهابية في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، في سوريا والعراق، وذلك لاكتسابهم خبرات «تكتيكية وعسكرية وإرهابية وأمنية»، بالإضافة إلى تنامي أفكارهم وعقيدتهم الإرهابية. وقد عانت الدول الأوربية من إرهابهم في الأعوام السابقة، عبر سلسلة من التفجيرات الدموية التي نفذت على أيديهم، أو كشفت التحقيقات الأمنية ضلوعهم فيها.

وعملت هذه الدول، على تطوير منظومات الشبكة الأمنية والرقابية الداخلية، خوفًا من تكرار الحوادث الإرهابية والكارثية، والتي كبدتها العديد من الخسائر البشرية والمادية، عبر حوادث زرع المتفجرات والانغماسين والأحزمة الناسفة وحوادث الطعن والدهس.

 

اقرأ أيضًا: الإرهاب في 2020.. هل سيعود «الإرهاب الفردي» مجددًا؟

احتضان تركيا لـ داعش

وكشفت العديد من التحقيقات الصحفية والاستخباراتية والأمنية، للعدد من دول العالم، «الدعم التركي للإرهاب والعمل نموه وتقوية شوكته، وذلك لاستخدامه ضد عدد من الدول والأنظمة المخالفة لسياسات أنقرة»، لتمثل تركيا «بوابة عبور التطرف والإرهاب للعالم».

وأظهرت العملية الأمريكية، لاستهداف أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، علاقة «تركيا بـ داعش»، حيث مقر اختباءه في المناطق التي تخضع لسيطرة الميليشيا الإرهابية الموالية لأنقرة، إلى جانب الاهتمام التركي بالشريط الحدودي «التركي السوري» وعرقلة دخول القوات السورية لمحاربة داعش في هذه المناطق.

 

عودة الإرهابين الأجانب وتحديات المواجهات

يوجد العديد من الأزمات التي ستجتاح الدول الأوروبية، حال عودة أو تسلل «الدواعش الأجانب» إلى بلادهم مرة أخرى، خاصة بعد اكتسابهم الخبرات الإرهابية، وترسيخ الأفكار والعقائد الإرهابية والتكفيرية، الأمر الذي يعد، كارثة كبرى تنتظر على أبواب أوروبا. وحسب تصريحات وزير الداخلية التركي، فإن عدد «الدواعش الأجانب» المحتجزين في أنقرة، يصل عددهم نحو 240 داعشي.

«أطفال ونساء داعش»، تأتي هذه الكارثة على رأس الأزمات التي تنتظر أوروبا، حيث هناك العديد من النساء الأوروبية التي انضمت إلى داعش، وقد وضعت أطفالًا بعد زواجها من إرهابي داعش، وقد حرص التنظيم على تعليمهم مبادئ الفكر المتطرف والإرهابي للأطفال والنساء.

«التعايش المجتمعي»، تعد أبرز الأزمات التي ستواجه المجتمعات الأوروبية، حيث النبذ المجتمعي لهذه الفئات العائدة من مناطق الحروب، سواء كانوا إرهابيين أو للاجئين، حيث انقسام فئات المجتمع وتفخيخه، وظهر ذلك جليًا في كل من «فرنسا وبلجيكا»، حيث تصاعد حدة العمليات الإرهابية، ورفض المجتمع لسياسات الحكومات في التعامل العائدون من مناطق النزاعات والحروب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى