آخر الأخبارتحليلاتسلايد

الإعلام التركي.. وسيلة إخوان تونس لنشر  الأكاذيب وتشويه الحراك

كتب- عبد الغني دياب 

«73» ساعة من التحريض، وترويج الأكاذيب، هكذا كان حال الإعلام التركي، خلال الثلاث أيام الماضية، في تعاطيه مع الأحداث في تونس، فأمام القرارات التي أزاحت الإخوان من السلطة لم تجد أنقرة سوى الترويج للافتراءات التي  وصلت إلى حد بث فتاوى التكفير، والتشنيع على الرئيس التونسي قيس سعيد، ومؤيدي قراراته.

 ما بين عبارات «أعداء الدين تارة، وأعداء الديمقراطية» راحت أنقرة تروج للروايات النهضة الإخوانية، متجاهلة تماما ما أحدثته الحركة في البلاد على مدار عشر سنوات من الفوضى والتراجع الاقتصادي، وسوء الخدمات.

كعادتها جاءت وسائل الإعلام المملوكة للحكومة التركية  منحازة بشكل كامل، لا تلتزم بأي معايير مهنية، أو مواثيق شرف، لتبدأ في التحريض على الاقتتال الأهلي، والفوضي، عبر بث سمومها التي تقترب من الدعايات النازية، خصوصا للمتلقين العربي في تونس وخارجها.

 لم يتوقف الأمر عند السماح بترويج الرواية الإخوانية التونسية دون غيرها، في انحياز واضح لتنظيم الإخوان، لكن راحت وسائل الإعلام التركية تروج للموقف الرسمي الذي يعد تدخلا فجا في الشأن الداخلي التونسي، خصوصا موقف رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، الذي ذهب لأبعد من الانتقاد السياسي، زاعما: إن صلاحيات الرئيس التونسي لا تخول له حل حكومته، رغم  كونه رئيس البلاد المنتخب بأغلبية أصوات الشعب.

 وفي تجاوز فج للأعراف الدبلوماسية قال شنطوب، في تصريحات لوكالة الأناضول التركية الحكومية، إنه يأمل في أن يحكم الشعب التونسي وفقا لإرادته وبما يستحقه عبر إدارة يعمل فيها النظام الدستوري وقواعد القانون، على حد زعمه. 

ويبدو أن الشعب التونسي الذي يقصد شنطوب عضو حزب العدالة والتنمية التركي الإخواني، هم حلفائه من حركة النهضة فقط، بينما أغلبية أراء الشعب التونسي لا وزن لها ولا يجب الاستماع إليها، حيث أكمل تجاوزاته قائلا إن الرئيس قيس سعيد لا يمكنه تعليق العمل بالدستور في بلاده، كما أنه غير مخول بعزل رئيس الحكومة.

 ولم يقف الأمر على حد رئيس البرلمان، بل أصدرت وزارة الخارجية التركية، والمتحدث باسم الرئاسة ومستشاري أردوغان بيانات روجوا فيها للرواية الإخوانية، وتدخلوا فيها في الشأن الداخلي لتونس، خصوصا مع بدء فتح التحقيق مع قادة النهضة المتورطين في التخابر وتلقى أموالا من الخارج لتمويل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي جرت في 2019.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى