آخر الأخبارتحليلاتسلايد

الصومال في مفترق طرق.. حرب أهلية أو الإطاحة بفارماجو

قال المحلل السياسي مايكل روبين، في موقع ذا ناشونال انتريست، إنه لم يعد أمام الصوماليين والمجتمع الدولي الآن خيار: سوي الحرب الأهلية أو الإطاحة بفارماجو، ولا يوجد أي حل وسط.

ويقول الباحث روبين إن صورة الصومال لدي الولايات المتحدة مأخوذة من أفلام أمريكية مثل “كابتن فيليبس” تلك الأفلام تحكمت في تشكيل الصورة الأمريكية لمقديشيو.

فبين عامي 2010 و2014 ، كان هناك أكثر من 350 هجومًا للقراصنة؛ لكن على مدى السنوات الخمس التالية، لم تحدث سوي ثمانية محاولات للقرصنة؛ ويحدث معظمها الأن في خليج غينيا حيث 90 بالمائة من عمليات الاختطاف في البحر تتم هناك.

ومع ذلك، لا تزال العاصمة الوطنية مقديشو في حالة من الفوضى. وفي الوقت الذي يتحمل فيه الصوماليون، المسؤولية النهائية عن انعدام الأمن في مقديشو وتدهورها، لكن الكثير من اللوم يقع أيضًا على المجتمع الدولي وخاصة كل من واشنطن والأمم المتحدة اللذان يميلان إلى الخلط بين الأموال التي تُنفق بفاعلية تلك الأموال في تغيير الواقع.

منذ عام 1991، استثمر المجتمع الدولي أكثر من 50 مليار دولار في الصومال. تم إهدار معظم تلك الأموال. وهذا الأمر ليس بالمفاجأة حيث صنفت منظمة الشفافية الدولية الصومال باستمرار على أنها أكثر دول العالم فسادًا.

واستخدم محمد عبد الله فرماجو، الذي سعى كلا من ياماموتو وسوان بشكل غير دستوري إلى تمكينه، فالموارد تقدم له لمعاقبة المنافسين السياسيين بدلاً من محاربة الإرهابيين أو بناء الدولة.

وانتهت فترة ولاية فارماجو البالغة أربع سنوات قبل أسبوعين بعد أن قوض لعدة أشهر نزاهة الانتخابات التي كان من الممكن أن تنهي فترة ولايته بشكل سلمي.

وبينما أكد الرئيس الصومالي على الحق في التمديد كما حصل على بعض أسلافه من أجل ترتيب انتخابات جديدة داعمة له، وتصرف فارماجو من بمفردة بدلاً من اتخاذ رأى الجميع فى هذه الخطوة.

ورفضت المعارضة ودعت إلى احتجاجات سلمية في وسط مقديشو لكن قوات فرماجو أطلقت النار على الحشود التي كان من بينها كبار منافسيه. وفي 21 فبراير، تحدث رئيس بونتلاند سعيد عبد الله ديني، الذي كان واحد من أكثر القادة السياسيين فاعلية ونضجًا في الصومال، عن الوضع الحالي في الصومال. وحذر بصراحة من أن سلوك فارماجو وتسامح المجتمع الدولي تجاهه قد يعيد الصومال إلى فوضى التسعينيات.

لقد دعمت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي نموذجًا فيدراليًا في الصومال من شأنه أن يوازن بين الحكومة الإقليمية والمركزية.

جادل ديني بأن فارماجو ألغى هذا من جانب واحد. حذر زعيم بونتلاند من أن فارماجو هدد باستخدام قوات جورجور الخاصة المدربة في تركيا وشرطة هاريموكاد الخاصة، وكلاهما كان قد نشرهما سابقًا ضد الأعداء السياسيين، لكن ديني قال إنه لن يستسلم ولديه قوات تحميه.

في الواقع، أشار دني إلى أنه منذ أن تولى فارماجو منصبه، لم تقاتل القوات الخاصة الصومالية سوى النقاد السياسيين ولم تتعرض اطلاقا لجماعة الشباب الإرهابية التي تم تشكيلها لمواجهتها.

قال ديني إنه عندما حذر هو وقادة إقليميون آخرون ياماموتو وسوان وسفراء آخرين بشأن مخاوفهم أو طلبوا المساعدة لوقف انتهاكات فارماجو للاتفاقيات السابقة، فإن المجتمع الدولي يشير ببساطة إلى قدسية اتفاقية 17 سبتمبر.

ومع ذلك، أشار ديني إلى أن فارماجو رفض التمسك ببنود الاتفاقية للنهاية. تفشل الوساطة دائمًا عندما ينتهك أحد الأطراف الاتفاقات مع الإفلات من العقاب.

قال ديني إن القضية لم تعد اتفاقية 17 سبتمبر، بل عدم وجود اتفاق خلال القمة في دوسامارب في 1-6 فبراير 2021، واستخدام فارماجو للقوة ضد المعارضة.

إن قيام المجتمع الدولي – بما في ذلك الولايات المتحدة – بتمويل القوات التي يقودها فارماجو يمنح واشنطن مكانة للتدخل دبلوماسيًا وإثارة أسئلة حول الإدارة في ظل ياماموتو وإدارتي أوباما وترامب بشأن مكافحة الإرهاب.

 أصبح الوضع الآن سيئًا للغاية بحيث لا يستطيع ديني ولا مادوبي السفر إلى مقديشو خوفًا من عائلة فارماجو. لم يكن خطاب ديني مبالغة بل كان تحذيرًا فظًا.

فارماجو فشل ويسعى الآن إلى إفساد الانتخابات، ياماموتو وسوان أيضًا فشلوا. لقد تصرفوا مثل الحكام الاستعماريين، وسعوا لدعم عميل، وهم الآن غير مستعدين للاعتراف بالخطأ.

عشرات الآلاف من الناس قد يموتون الآن بسبب كبريائهم. والمجتمع الدولي الآن أمام خيار: حرب أهلية أو الإطاحة بفارماجو. لم يعد هناك حل وسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى