الملايين يواجهون المجاعة في جنوب السودان مع نضوب أموال المساعدات

يواجه ما يقرب من 1.7 مليون شخص المجاعة في جنوب السودان بعد أن اضطر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى تعليق جزء من برنامجه للمساعدة الغذائية.

يأتي ذلك وسط نقص حاد في التمويل – فقد جمعت المنظمة 44 في المائة فقط من 1.1 مليار دولار التي تحتاجها.

يواجه جنوب السودان أكبر جوع له منذ الاستقلال في عام 2011. ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي يغذيه الصراع والفيضانات الشديدة والجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تفاقمت بسبب الأزمة في أوكرانيا.

ستؤثر هذه الخطوة على ما يقرب من ثلث 6.2 مليون شخص كان برنامج الأغذية العالمي يعتزم مساعدتهم هذا العام. وقالت المنظمة إنها “قلقة للغاية” بشأن السكان المستضعفين.

قالت أدينكا باديجو، القائمة بأعمال المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي في جنوب السودان: “لقد استنفدت العائلات استراتيجيات التكيف الخاصة بهم تمامًا. إنهم بحاجة إلى مساعدة إنسانية فورية لطرح الطعام على المائدة على المدى القصير وإعادة بناء سبل معيشتهم وقدرتهم على الصمود لمواجهة الصدمات المستقبلية”.

حذرت هيئة الاتحاد الأوروبي: الصراع في أوكرانيا قد يؤدي إلى تفاقم مشاكل المخدرات

واصلت باديجو أن الناس يلجأون إلى تناول الأطعمة البرية، مثل زنابق الماء، وبيع الأصول. وقالت: “عندما يبيعون الأصول الإنتاجية، مثل ماعزهم، يكون لذلك تأثير على المدى الطويل”.

كما أضافت: “الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بكثير التمويل الذي تلقيناه هذا العام. إذا استمر هذا الأمر، فسوف نواجه مشاكل أكبر وأكثر تكلفة في المستقبل، بما في ذلك زيادة معدل الوفيات وسوء التغذية والتقزم والأمراض”.

جنوب السودان هو واحد من عشرات الدول التي تواجه تداعيات حرب أوكرانيا. أدى الصراع إلى قطع الإمدادات عن موانئ أوكرانيا، التي كانت تصدر في السابق كميات هائلة من زيت الطهي وكذلك الذرة والقمح.

أدى ذلك إلى انخفاض العرض العالمي وتسبب في ارتفاع أسعار البدائل. ارتفعت أسعار المواد الغذائية العالمية بنسبة 30 في المائة تقريبًا عن نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا للأمم المتحدة.

أوضحت باديجو: “حرب أوكرانيا لها تأثير مضاعف. نحصل على الذرة لدينا من أوغندا، والتي تعتمد على الأسمدة القادمة من هذا الجزء من العالم. ارتفعت سلة المواد الغذائية الأساسية بنسبة 36 في المائة في السعر منذ يناير. وارتفع الوقود بنسبة 40 في المائة منذ بداية الشهر نفسه.

يتسبب الجوع في وقوع الأطفال في ركن منسي في أوغندا

شهد جنوب السودان أسوأ فيضانات على الإطلاق في عام 2021. وقد تأثر أكثر من 835000 شخص، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية. غمرت المياه آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في ثماني ولايات، مما منع الناس من الزراعة، بينما يُعتقد أن 800 ألف رأس من الماشية قد نفقت.

أضافت باديجو أن برنامج الغذاء العالمي استنفد جميع الخيارات قبل تعليق المساعدات الغذائية، بما في ذلك خفض الحصص الغذائية إلى النصف في عام 2021.

ستؤثر هذه التخفيضات الأخيرة في المساعدة على 178000 من أطفال المدارس الذين لن يتلقوا وجبات مدرسية يومية بعد الآن. قالت المنظمة إن هذه شبكة أمان مهمة تساعد على إبقاء أطفال جنوب السودان في المدرسة.

يتمتع جنوب السودان بأحد أدنى معدلات معرفة القراءة والكتابة في العالم، يوجد ما يقرب من 2.8 مليون طفل خارج المدرسة. أكثر من 70 في المائة من السكان فوق سن 15 أميون.

أوكرانيا: القوات صامدة في سيفيرودونتسك بعد تدمير آخر جسر

قالت باديجو إنها سمعت تقارير عن أطفال يتركون المدرسة للعمل في مناجم الذهب، ومعسكرات الماشية، وفي بعض الحالات يتسولون في الشوارع.

كما أكدت: “لقد أبلغنا الحكومة بالوضع. المجتمع الإنساني موجود لسد الثغرات، لكن الحكومة هي مقدم الرعاية الأساسي لشعبها “.