آخر الأخبارعرب وعالم

جنود خامنئي.. كيف أصبح الحوثي أبرز أذرع إيران في المنطقة؟

رأى تقرير أمريكي ان ميليشيا الحوثي في اليمن، ستكون الذراع العسكري الأبرز لايران في اي مواجهة مع الولايات المتحدة الامريكية، مرجعا ذلك الى موقع اليمن الاستراتجية  على خط الملاحة الدولية، وكذلك  اقرتابها مندول الخليج وحلفاء واشنطن، وفي مقدمتهم السعودية، وايضا  قربها من المصالح الأمريكية في الخليج.

نقلت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية عن محللون امريكيين، رؤيتهم لدور ميليشيا الحوثي في  استراتيجية الحرب الايرانية  ومهامها التي ستوكل اليها من قبل الحرس الثوري في استهداف اعداء ايران.

وعبر سيد محمد ميراندي وهو أكاديمي وسياسي إيراني أمريكي مقيم في طهران، عن عدم مفأجاته  إذا ما قدم الحوثيون مساعدة لإيران، مضيفا :من المحتمل أن الحوثيين لم يرق لهم ضغط العقوبات المفروضة على طهران.

وأضاف مايكل نايتس، الصحافي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن استخدام إيران للحوثيين كان «خيارا ذكيا»، لأن أي انتقام ربما يحدث سيكون داخل اليمن وليس إيران.

وقد كانت تلك علاقة ميليشيا الحوثي وايران محل دراسة لنيل درجة الماجستير من قبل الباحث في جامعة «مؤتة» الأردنية، يوسف عادل الحلو، والتى عنونت بـ«أثر علاقة الحوثيين مع إيران على استقرار اليمن خلال الفترة 2011-2014».

وطرحت الدراسة تساؤلًا رئيسيًّا حول علاقة الحوثيين بالنظام السياسي الإيراني، ودور هذه العلاقة في حالة الفوضى التي عاشها اليمن خلال الفترة ما بين عامي 2011-2014.

ويرى الباحث أن التحسن في العلاقة ما بين الدولتين الإيرانية واليمنية، خلال الفترة ما بين 1994 و2004، ساهم في تمكين الإيرانيين من تكوين كوادر شيعية داخل اليمن، تم نقلهم من العراق، وذلك تحت ذريعة الهروب من الحصار الأممي، كما سعت إيران من خلال محاولة مد نفوذها في اليمن إلى مناهضة الوجود الأمريكي في المنطقة، وذلك ضمن الصراع الدائر فيما بينهما حول النفوذ والهيمنة، إذ تسعى إيران لتحويل اليمن إلى وسيلة لضرب المصالح الأمريكية في الخليج من خلال الحوثيين.

ويشير الباحث إلى أن جماعة الحوثي ليست بالقوية عسكريًّا أو بشريًّا، واستطاعت تكوين قدراتها المحدودة من خلال استغلال ضعف الدولة اليمنية خلال فترة من الفترات، إلا أنها لا تمتلك أي بعد شرعي أو قانوني لهويتها.

ووفقًا لتقرير لمجلس الأمن عن حظر الأسلحة المفروض علي إيران منذ عام 2007، بدأ النظام الإيراني في تسليح الحوثيين، ابتداءً من عام 2009.

ويقول التقرير إنه في أبريل 2009 نقلت سفينة إيرانية غير معروفة حقائب مليئة بالأسلحة إلى سفن يمنية في المياه الدولية، ثم نقلت هذه الحفائب إلى مزرعة في اليمن لاستخدامها من قبل الحوثيين. وكشف التقرير أيضًا أنه في فبراير 2011، صادرت السلطات اليمنية سفينة صيد إيرانية كانت تنقل 900 صاروخ مضاد للدبابات، ومضاد للهليكوبتر صنعت في إيران للحوثيين.

ثم كانت هناك الواقعة الشهيرة لاعتراض السفينة الإيرانية «جيهان»، في يناير 2013، وبها أكثر من 40 طنًّا من الأسلحة الموجهة للحوثيين، بما في ذلك 20 صاروخًا مضادًا للطائرات، و18 صاروخًا و100 قاذفة كاتيوشا إيرانية الصنع؛ ومواد شديدة الانفجار، وبطاريات صواريخ وصواريخ «أرض-أرض» وذخائر وأسلحة خفيفة روسية الصنع ومناظير.

كما كشف تقرير حديث للأمم المتحدة عن استمرار التسليح الإيراني للميليشيات الحوثية في اليمن، بالمخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 2216، الذي صدر في أبريل 2015، وينص على حظر توريد الأسلحة إلى المتمردين.

ويطالب القرار جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، باتخاذ الإجراءات الضرورية للحيلولة دون توريد أي أسلحة مباشرة أو غير مباشرة لصالح الحوثيين، وجميع الأطراف، التي تعمل لصالحهم أو تأتمر بأمرهم في اليمن.

ويوضح القرار أن الحظر يشمل جميع أنواع الأسلحة والعتاد وعربات النقل العسكرية والأجهزة، بالإضافة إلى حظر تقديم المساعدة الفنية وخدمات التدريب أو الدعم المالي للأنشطة العسكرية الحوثية.

كما صاحب صعود الحوثيين دعمًا إيرانيًّا لتحركاتهم ضد النظام اليمني بزعامة الرئيس «عبدربه منصور هادي»؛ حيث اجتاحوا صنعاء في 21 سبتمبر 2014، والانقلاب على الحكومة الشرعية، بدعم من قبل ايران.

وفي شهر مارس عام 2015 حين وجه قائد الحرس الثوري الأسبق محسن رجائي رسالة إلى زعيم ميليشيات الحوثيين في اليمن يحثه فيها على الاستمرار في المقاومة ضد عمليات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن؛ حيث وعده فيها باستمرار الدعم الإيراني لهم، وفي شهر مايو من العام ذاته اعترف قائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني «إسماعيل قائاني» رسميًّا بدعم الحوثيين عسكريًّا ولوجستيًّا.

في شهر يناير 2016 تم تعيين قائد الشرطة الإيراني السابق اللواء «إسماعيل أحمدي» رئيسًا للجنة دعم الحوثيين، والتي يطلق عليها «لجنة دعم الشعب اليمني»؛ وذلك بهدف الاستمرار في التدخل العسكري الإيراني في الشأن اليمني، وفي شهر مارس من العام نفسه هدد نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية بإرسال قوات إيرانية إلى اليمن لمساعدة الحوثيين.

أما في عام 2017 اعترف اللواء «محمد علي جعفري» قائد الحرس الثوري انذاك، بدعم إيران للحوثيين بشكل استشاري ومعنوي، وذلك كاستجابة لطلب من الحوثيين أنفسهم.

كما  كشف قائد الحرس الثوري حسن سلامي، أن بلاده تمتلك صواريخ باليستية مخصصة لاستهداف القطع البحرية.

ولوح سلامي في تصريحات له خلال حوار مع التلفزيون الإيراني، بأن إيران ستنقل المعركة خارج حدودها وفي مناطق نفوذها الإقليمي، قائلا إن طهران تمتلك القدرة على مواجهة أمريكا، ولديها معرفة بحجم قوة جميع القواعد الجوية والبحرية في أطراف إيران، موضحا أن إيران تعتبر الخيار العسكري « ضدها حقيقة قائمة».

وكان المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، كشف أن إيران زودت الحوثيين بأسلحة لاستهداف الملاحة الدولية في مضيق باب المندب.

وكانت إيران تستخدم طيرانها المدني لتزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة حتى ما قبل بداية «عاصفة الحزم» عام 2015، حيث إنه بعد انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، أبرموا اتفاقا مع خطوط «ماهان إير» أقام الحرس الثوري الإيراني بموجبه جسرا جويا بين طهران وصنعاء.

 

واستمرت إيران بتزويد الانقلابيين بما كانوا بحاجة إليه من أسلحة تحت ذريعة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، حتى قصفت مقاتلات التحالف مدرج مطار صنعاء لمنع هبوط طائرة من «ماهان»، بعيد انطلاق «عاصفة الحزم» لدعم الشرعية في اليمن، حيث منع طيران الائتلاف العربي بقيادة المملكة السعودية مرور أية طائرة إيرانية وأرغمها على العودة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى