آخر الأخبارتحليلات

انتخابات لبنان بصيص أمل لتغيير المشهد السياسي

في غرفة جلوس بجدران حجرية في قرية إبل السقي بجنوب لبنان، جمع عضو البرلمان الجديد إلياس جرادة ناخبين لتناول القهوة التركية على أريكة غرفة المعيشة – أحدهما صوت له والآخر ضده – لتسوية الخلاف الذي احتدم بينهما حول الانتخابات التي أجريت في اليوم السابق.

أصبح جرادة الآن في وضع جيد للعب دور الوسيط في بلد منقسم بشدة. في الليلة السابقة، كان قد هزم أسعد حردان في الانتخابات العامة اللبنانية، وفاز بالمقعد المسيحي الأرثوذكسي عن دائرة الجنوب 3.

حردان، عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان، شغل هذا المنصب لمدة ثلاثة عقود. كانت هذه هي المرة الأولى التي يهزم فيها مرشح معارض حليفًا لحزب الله المتشدد المدعوم من إيران في جنوب لبنان، معقل حزب الله منذ فترة طويلة.

عقوبات أمريكية جديدة على الوسيط المالي لحزب الله الإرهابية

تعد خسارة حردان جزءًا من اتجاه أكبر في انتخابات فاجأت العديد من المحللين. حافظ حكام لبنان – وخاصة أمراء الحرب الذين وصلوا إلى السلطة بعد انتهاء الحرب الأهلية في عام 1990 – على قبضتهم على سياسة البلاد لعقود من خلال الاعتماد على أتباعهم الذين ما زالوا موالين لأسباب طائفية وأيديولوجية.

في الأسابيع التي سبقت التصويت، خشي المراقبون من بقاء الوضع الراهن في مكانه لأن أحزاب المعارضة غير الطائفية المستقلة تفتقر إلى المال والخبرة.

وفوق كل شيء، كان هؤلاء المرشحون يفتقرون إلى الوحدة – فقد خاضت عدة ائتلافات معارضة ضد بعضها البعض في نفس الدوائر.

كانت دائرة الجنوب 3 هو الوحيد من بين 15 دائرة انتخابية لها قائمة معارضة موحدة.

تمثل الانتخابات تحولاً صغيراً ولكن ذا مغزى في المشهد السياسي المعقد في لبنان. فقد حزب الله وحلفاؤه أغلبيتهم في البرلمان – حيث حصلوا على 61 مقعدًا فقط من أصل 128، بانخفاض عن 71 في الانتخابات الأخيرة في البلاد في عام 2018.

لفك الحصار الروسي.. واشنطن تمد كييف بصواريخ مضادة للسفن

في حين أن هذه الخسارة من غير المرجح أن تضعف بشكل خطير القوة العسكرية والسياسية للحزب في لبنان، فوصول نحو 14 مرشحا إلى البرلمان يظهر استياءً واضحًا من الأحزاب الطائفية الرئيسية.

إذا شكلت المعارضة كتلة في البرلمان، فيمكنها تغيير التشريعات لسن قوانين تفيد المواطنين العاديين بدلاً من الزعماء الطائفيين.

تعكس النتائج الغضب الذي اندلع في الانتفاضات الجماهيرية في لبنان عام 2019، والتي نجمت عن الانهيار المالي الذي ألقى المتظاهرون باللوم فيه على السياسيين الفاسدين والانقسامات الطائفية في البلاد.

كان أكبر جرح في انهيار لبنان هو انفجار ميناء بيروت في أغسطس 2020، وهو أكبر انفجار غير نووي في التاريخ، وأودى بحياة أكثر من 215 شخصًا وألقي باللوم فيه على نطاق واسع على إهمال الحكومة.

فشل في الوفاء.. ألمانيا تعاقب مستشارها المقرب لبوتين

في يونيو 2021، وصف البنك الدولي لبنان بأنه يواجه واحدة من أسوأ الأزمات المالية في العالم، واليوم يعيش 75٪ من اللبنانيين في فقر.

بالنسبة لأولئك الذين احتجوا في عام 2019، فإن نتائج الانتخابات هي بصيص أمل في بلد لم يعرف شيئًا سوى الجمود السياسي والصعوبات على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى