آخر الأخبارتحليلاتسلايد

بأي ذنب قٌتل.. نص رسالة الطفل عبد العزيز الأسود قبل إعدامه من ميليشيا الحوثي

تحل اليوم ذكرى جريمة أخرى من الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في الشعب اليمني، حيث يتزامن اليوم مع واقعة إعدام 9 أشخاص على رأسهم الطفل اليمني عبد العزيز الأسود، والذي كان دليللا أمام العالم أجمع على أن الحوثي لا يعرف للإنسانية معنى، ولا يهمهم سوى تحقيق أجندة إيران فقط، حتى وإن كان على حساب أطفال قُصر.

وكانت ميليشيا الحوثي قد أعدمت “عبدالعزيز الأسود”، إلى جانب 8 مختطفين من أبناء محافظة الحديدة، بعد ثلاث سنوات من الإخفاء القسري والتعذيب والمحاكمات الصورية بزعم مشاركتهم مع ترمب وزعماء عرب وأجانب في خلية تصفية القيادي الحوثي الإرهابي المدرج على لائحة المطلوبين لتحالف دعم الشرعية “صالح الصماد”، الذي قتل في غارة جوية شنها طيران التحالف على سيارته بالحديدة في أبريل عام 2018م.

وأصيب “الأسود”، قبل إعدامه من قبل الحوثيين بشلل نصفي جراء التعذيب الوحشي في سجون الميليشيا، كما فقد القدرة على الحركة والتوازن والمشي، وأثارت صورته في ساحة الإعدام وهو مسنود بأحد عناصر الميليشيا، كي يقوى على الوقوف، تضامنا محليا ودوليا واسعا.

ونشر المحامي اليمني عبدالمجيد صبرة، رسالة مؤثرة كتبها عبد العزیز الأسود أثناء اعتقاله وقبل نفيذ الإعدام بشهرين و10 أيام

نص الرسالة

“مُر السجون لترى سباع الظلم قد كشرت عن أنيابها تنهش العدل كالكلاب الضارية لا عقل يحكمها ولا قلب يزجرها فهي تمزق وتحرق وترمي وتطلق تحطم مقامه وتجمع ركامه لتملك البلاد وتثبت الأوتاد فتذروا رماده في جوف البحار العميقة وفوق الجبال الشهيقة لتدمدم ذكره وتكتم سره.

“مُر السجون لترى خيول الظلم وفرسان الحكم تصول وتجول فوق ركام الأبدان وكرامة الإنسان التي قد مزقتها حوافر الظلم وسياط الكبر وفتتها محاكم التسلط وأبلتها السجون المظلمة والمعتقلات المبهمة”.

اتهمها الإرياني أنها تتحرك مثل العروس اللعبة في يد طهران.. ميليشيا الحوثي الراعي الرسمي للدمار والدماء بالمنطقة

“مُر السجون لتسمع أصوات المظالم وهي تتعالى مدوية كرعد السماء ونغم العزاء وتسمع صيحات الأبرياء وآهات الأتقياء وترى أشرار البرية وأرادي الردية من كل حدب ينسلون ومن كل فج يهرولون لترى أدناهم وكلهم دني وتسمع أشقاهم وكلهم شقي يصرخ وينعق كلام الحقيد وينعق الحمير.

مُر السجون لترى نسور المحاكم وجيش الغنائم تتهاوى من أعلى إلى أسفل ومن أسفل الى أعلى كأسماك البحار وكلام الفجار تأوي إلى الأبرياء لتنهش جسمهم وتمحو ذكرهم وترى أراذل يأجوج ومأجوج وفرعون ونمرود عن العدل يمرقون والى الظلم يتسابقون كهيم الضمئاء والبهائم الجوعاء؛ عن الحق يعرضون وللظلم يتولون.

مُر السجون لترى الجلود الممزقة والأجسام المعلقة وتسمع صوت الألم يسمع داخل القبضان ويتردد داخل الحيطان كزئير شبل غريق وطفل رضيع وكهل وجيع لترى كيف الظلم هنا ظلمات بعضها فوق بعض الظلم يغشاها والعدل يخفاها.

مُر السجون لترى كيف السجون والمحاكم بعضها من بعض ذاك ظلم وذاك ظلام وذاك محرم وذاك حرام كلاهما جسر ممدود ونار وأخدود، إخوان وتوئمان كالشارع الواحد يربط بعضه بعضاً وكلاً يروي الآخر.

مُر السجون لترى ملائكة الرحمة وهي تتهاوى الى الأرض كالغيث المنهمر لتصعد بالأرواح التي قضى عليها الظلم وبغى عليها الحكم فهي بالية الأبدان وخاوية الأجسام أبلاها ظلم الظالمون وحكم الحاكمون ذنبها الإيمان وجرمها الإسلام وترى الملائكة طهر القلوب والأبدان خالية الذنوب والأوزار تصعد بتلك الأرواح الطاهرة داعية المهيمن عفوا وغفراناً ورضاً وجناناً.

مُر السجون لتعلم النعيم الذي أنت فيه والظلم الذي يخفيه لترى عجب العجاب وشر الصعاب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى