بايدن يوجه كلمات قاسية لموسكو بشأن أوكرانيا وكبار الدبلوماسيين
كرر الرئيس الأمريكي جو بايدن تحذيراته لروسيا بأنها “ستدفع ثمنًا باهظًا” في حالة غزو أوكرانيا، مساء يوم الأربعاء. قال بايدن في خطاب ألقاه في البيت الأبيض إنه على الرغم من أن لروسيا “تفوق ساحق” على أوكرانيا عسكريًا، والغزو لن يكون “نزهة” وهدد روسيا بعواقب على المدى القصير والمتوسط والطويل.
لكن بايدن تسبب أيضًا في بعض الارتباك، عندما بدا وكأنه يشير إلى أن عقوبات الناتو التي تتعرض لها موسكو للتهديد بها، يمكن أن تتوقف على حجم الإجراءات الروسية. وقال “هذا شيء واحد إذا كان توغلًا صغيرا”. “لكن إذا استشروا بالقوة المتراكمة على الحدود، فستكون كارثة لروسيا إذا قاموا بغزو أوكرانيا أكثر.”
نقلت شبكة سي ان ان الأمريكية، عن مسؤول أوكراني لم تذكر اسمه قوله إنه “صُدم من أن الرئيس الأمريكي بايدن سيميز بين التوغل والغزو” وأشار إلى أن الأخير فقط هو الذي سيؤدي إلى فرض عقوبات.
صرح المسؤول لشبكة سي ان ان، بأن التعليقات تمنح بوتين “الضوء الأخضر” لدخول أوكرانيا.
قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إميلي هورن، إن بايدن كان يشير إلى “الاختلاف بين العمل العسكري وغير العسكري وشبه العسكري والإلكتروني من قبل الروس.”
كما سعت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، لتوضيح تعليقات بايدن في بيان لاحق، “إذا تحركت أي قوات عسكرية روسية عبر الحدود الأوكرانية، فهذا غزو متجدد، وسوف يقابل برد سريع وحاد وموحد من الولايات المتحدة وحلفائنا”، “يعرف الرئيس بايدن أيضًا من خبرته الطويلة أن لدى الروس دليلًا واسعًا للعدوان بعيدًا عن العمل العسكري، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والتكتيكات شبه العسكرية. وأكد اليوم أن هذه الأعمال العدوانية الروسية ستقابل برد حاسم ومتبادل وموحد”.
أوكرانيا.. تطورات جديدة في محاكمة بوروشنكو بتهمة الخيانة
في وقت سابق يوم الأربعاء خلال زيارة لأوكرانيا، هدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين موسكو بـ “عواقب وخيمة” في حالة تصعيد العدوان الروسي على كييف. وقال بلينكين في كييف بعد اجتماعه مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن العقوبات سيكون لها عناصر مالية واقتصادية ومراقبة الصادرات.
قال بلينكين إن الولايات المتحدة تعلم أن هناك خططًا روسية لزيادة “قوة كبيرة جدًا” بالفعل بالقرب من الحدود الأوكرانية في وقت قصير جدًا. ومن شأن ذلك أن يمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القدرة، “خلال مهلة قصيرة جدًا أيضًا، على اتخاذ مزيد من الإجراءات العدوانية ضد أوكرانيا”.
قال بلينكين، إن روسيا لديها حاليًا حوالي 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، وحذر من أن هذا العدد قد يتضاعف في وقت قصير نسبيًا.
كان زيلينسكي أكثر تحفظًا بشأن خطر الغزو الروسي في رسالة بالفيديو. وقال “المخاطر لم تكن موجودة فقط ليوم واحد ولم تصبح أكبر في لحظه. الشيء الوحيد الذي أصبح أكبر هو الضجيج المحيط بها”. وحذر من الذعر الذي يحدث في البلاد وقال إنه يتعين على الأوكرانيين الامتناع عن تخزين الأموال وسحبها على عجل.
كما دعا المستشار الألماني أولاف شولتز روسيا إلى تهدئة التوترات بالقرب من الحدود مع أوكرانيا خلال جلسة عامة افتراضية في المنتدى الاقتصادي العالمي، قائلاً إنه يجب عدم تحريك الحدود بالقوة. وأضاف “الجانب الروسي يدرك عزمنا. وآمل أن يدركوا أيضا أن مكاسب التعاون تفوق ثمن المزيد من المواجهة.”
بلينكن يطرح رؤية الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا
رفض شولتز بشدة تسليم أي أسلحة إلى أوكرانيا. ومع ذلك، فإن الجانب الأوكراني لا يستسلم ويقوم الآن بتسمية أنظمة الأسلحة الملموسة التي يأمل في الحصول عليها من ألمانيا، كالسفن الحربية وأنظمة الدفاع الجوي.
وقال السفير الأوكراني في برلين أندريه ميلنيك، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن شحنات الأسلحة ضرورية لرفع تكاليف الغزو وإثناء بوتين “عن مساره الجنوني”.
يخطط بلينكين يوم الجمعة، للقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لإجراء محادثات في جنيف.
تتهم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي روسيا بالتخطيط لتوغل في أوكرانيا منذ شهور، وهو ما تنفيه روسيا.
في غضون ذلك، تتهم روسيا الولايات المتحدة وحلفائها بتسليح أوكرانيا لسنوات، وبالتالي تأجيج المواجهة.
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف في منتدى للنقاش، إن الوضع الأمني الأوروبي “حرج” وألقى باللوم على واشنطن وحلف شمال الأطلسي اللتين قال إنه يستخدم أوكرانيا لممارسة الضغط على روسيا. وأضاف أن الولايات المتحدة تتهم روسيا بشكل روتيني بالتخطيط لغزو أوكرانيا، لكنها لم تقدم بعد أي دليل على مثل هذه الخطة.
500 ألف أفغاني يفقدون وظائفهم.. منظمة دولية تحذر
أما بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، فقال إنه يستخدم التهديد المزعوم ضد أوكرانيا كمبرر لاستمرار وجوده.
دعا وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس إلى زيادة تعزيز الجناح الشرقي لحلف الناتو بقوات أمريكية إضافية في أوروبا، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الليتوانية.
لاتفيا تريد مساعدة أوكرانيا بالمعدات العسكرية وقال وزير الدفاع أرتيس بابريكس في مؤتمر صحفي في ريجا، يوم الأربعاء، إن الشركة مستعدة لتسليم “بضائع خطيرة مميتة وغير مميتة” إلى كييف.
كما وعد بلينكين أوكرانيا بمزيد من الدعم في حالة الغزو الروسي، وتوفير “مواد إضافية”. مضيفًا “نواصل تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها وتوضيح التكاليف التي ستفرضها الولايات المتحدة وأوروبا على موسكو إذا رفضت المسار الدبلوماسي الذي وضعناه”.
