عرب وعالم

براءة أطفال عفرين لم تطمسها آلة الحرب التركية

بالرغم من الدمار والخراب والتهجير والأشلاء البشرية التي خلفتها الحرب التركية في عفرين، إلا أن ذلك لم يطمس ملامح البراءة من وجوه الأطفال وعفويتهم، وظلت قابعة في نفوسهم يتحينوا اللحظة التي يعبرون فيها وينفسون عن رغباتهم وألعابهم الطفولية على حفنة تراب قد يكون أردوغان لغمّها لتنفجر بهم فجأة.

حيث أثارت حرب الدولة التركية على عفرين الكثير من الآثار السلبية التي انعكست على نفوس المدنيين وبالأخص أطفالها وعلى حياتهم اليومية، وتسبب القصف والهجمات على المنطقة بتشرد الأطفال وضياع مستقبلهم الدراسي، بنزوحهم مع عائلاتهم من مكان إلى آخر هرباً من القصف التركي.

وخرج أطفال عفرين كأهلهم من منازلهم بثياب جسدهم فقط، وتناسوا حتى إنقاذ بعضاً من ألعابهم نظراً للقصف الوحشي والهمجي على منازلهم.

وبالرغم من كل ما واجهه أطفال عفرين من مشاهد مأساوية ودموية تحت قصف الاحتلال التركي ومخاطر الموت أثناء محاولتهم النزوح إلى القرى الآمنة، فإنهم ما زالوا متمسكين بحب اللهو واللعب والشقاوة البريئة.

وتناسيًا لما آلت إليه أوضاعهم وحتى تتلاشى صورة آلة الحرب من أمام أعينهم، قام الأطفال النازحين بابتكار ألعاب متنوعة صنعوها من أدوات بسيطة، حيث حولوا عبوة المشروبات الغازية إلى لعبة شبيهة بالسيارة يقضون يومهم باللعب بها.

حيث قالت الطفلة شهد محمد والتي كانت تدرس في الصف الثالث الابتدائي بمدينة عفرين أنهم وبشكلٍ فجائي انحرموا من الدراسة إثر غارات طائرات الاحتلال التركي على مدارسهم، ووصفت حياتهم قبل القصف بالرائعة وأنهم الآن مشردين بالنوم في الأراضي الزراعية.

ونوهت الطفلة براء محمد إلى أنهم لم يستطيعوا إخراج ألعابهم الخاصة برفقتهم وأن قصف الاحتلال التركي بات طويلاً عليهم لذا وفي ظل الأحوال المعيشية الصعبة وعدم تواجد محلات لبيع الألعاب بادروا بصنع هذه اللعبة بأدوات بسيطة كانت متواجدة في الأراضي الزراعية.

في حين أشار الطفل جميل محمد قائلاً “بعد قصف منزلي بقذائف الاحتلال التركي والإرهابيين ونزوح عائلتي إلى ناحية شيراوا أقضي يومي بين الأراضي الزراعية وأبني منازل على شكل بيتي في عفرين، كما أننا  نقوم بصنع ألعاب لنا من الأدوات البسيطة”. حسب ما جاء في وكالة هاوار.

يُذكر أن تركيا في حربها على عفرين بعد أن شنت غاراتها العسكرية برًا وجوا منذ يناير الماضي، تسببت بمجازر دموية وسقط مئات المدنيين بين قتلى وجرحى، واستخدمت غاز الكلور المحرم دوليا على الأحياء السكنية والمدنيين، ما تسبب بذعر الأهالي وخوفهم من آلة الحرب التركية وبطش القوات الموالية لها، ونزح الآلاف من المدينة إلى القرى المجاورة والتقطت أنفاسهم المتعبة أراضٍ زراعية وانتشحت أجسادهم في العراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى