آخر الأخباراقتصادتحليلاتسلايد

بعد أزمة روسيا وأوكرانيا.. هل يعوض الغاز الجزائري أوروبا وتستغنى عن موسكو؟

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية في شهرها الثاني، ولا تشير الأنباء عن انتهاء مؤكد لها، أو استمرار طويل الأمد، حيث تتأرجح التقارير ما بين هذا وذلك، لكن الشئ الوحيد الأكيد هو العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا جراء هجومها على أوكرانيا.

وازدادت المطالبات بتشديد تلك العقوبات بعد جرائم الحرب التي نسبتها كييف إلى موسكو في بلدة بوتشا، حيث جثث المدنيين ملقاة في الشوارع وهم مكبلين، وكان من تلك العقوبات مطالبات فرض الحظر على الغاز الروسي.

فهل يا ترى يكون الغاز الجزائري بديلًا جيدًا، ويمكن أوروبا من الاستغناء عما تقدمه روسيا من مصادر طاقة هامة للقارة بأكملها؟.

زعزعة الثقة والبحث عن بديل

يبدأ الأمر من شعور الدول في أوروبا بزعزعة الثقة تجاه الجانب الروسي بعد دخوله في حرب مع أحد الحلفاء لهم وهي أوكرانيا، وزعزعة تلك الثقة جعلت من الواجب عليهم أن يبحثوا عن مصدر طاقة بديل غير روسيا وإلا قد تكون تلك ورقة ضغط رابحة لموسكو في كل مرة دخلت في صدام مع الغرب.

ومن هنا بدأت المشاروات من أجل إيجاد بديل للغاز الروسي، الذي تعتمد عليه أوروبا لسد حوالي 55% من احتياجها للغاز سنويًا، ووسط المشاورات والبحث لاح الغاز الجزائري في العقول.

الغاز الجزائري والاستغناء عن روسيا

ومن هنا بدأت فكرة أن يتم إعادة انشاء مشروع خط أنابيب الغاز المعروف باسم ميدكات، والذي يمكنه أن ينقل الغاز من الجزائر إلى اسبانيا وفرنسا وكل دول أوروبا، وهو ما دعمه السفير الألماني في مدريد خلال أحد لقاءاته الصحفية، ويأتي هذا بعدما توقف ذلك المشروع منذ حوالي ثلاثة سنوات.

وكان التوقف بسبب ان الميدكات لم يكن مجديًا اقتصاديًا وقتها لأن الغاز الروسي أرخص بكثير ولن يحتاج إلى انشاء خطوط جديدة والانتظار سنوات، ولكن ما كان غير مجديًا قديمًا أصبح في غاية الأهمية بالوقت الحالي.

الصحراء الغربية وموقف الجزائر

وتعد الجزائر أهم مصدر للغاز في إسبانيا بحوالي 40% من السوق هناك، وقد اقترحت الأخيرة أن يتم الإعتماد على الجزائر كشريك أساسي من أجل امداد أوروبا بالغاز الطبيعي بعد الأزمة الروسية وحربها مع أوكرانيا.

ولكن يأتي النزاع على الصحراء الغربية مانعًا لإتمام ذلك الأمر بسلاسة، وقد تبدى الأمر في الظهور حينما أنهت إسبانيا حالة الحياد الخاصة بها تجاه تلك القضية، وانحازت في صف المغرب مما جعل الجزائر تلوح بزيادة أسعار الغاز عليها، وهو ما لمح له توفيق حكار، رئيس مجموعة النفط والغاز الجزائرية العامة في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية.

فهل تنفرج الأزمة الأوروبية وتستغنى بشكل نهائي وقاطع عن الغاز الروسي وتنصاع لرغبة الجزائر في قضايها السياسية، أم تحاول أوروبا أن تشق طريق آخر تجد منه الغاز؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى