آخر الأخبارتحليلاتسلايد

بعد تصاعد الخلافات الإثنية.. هل تنزلق إثيوبيا نحو الإبادة الجماعية؟

كتب- عبد الغني دياب 

يبدو أن الخلافات السياسية في إثيوبيا لن تقف عند حد المواجهات بين قوات إقليم تيجراي، والحكومة المركزية في أديس أبابا، وأن النزاع قد يجر البلاد إلى مواجهات أخرى ذات طبيعة عرقية وإثنية، خصوصا وأن البلاد تمتلك رصيدا هائلا من هذه الخلافات القائمة على العرق.

وحاليا بدأت الخلافات تنشب بين بعض العرقيات الإثيوبية وبعضها البعض خصوصا التيجراي، والأمهرا الذين بدأت قواتهم تحشد ضد بعضهم في المناطق الحدودية، والذي يتزامن مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد.  

وفي ظل تصاعد هذه الخلافات بدأت تحذيرات دولية تتوالى محذرة من انزلاق الوضع في البلاد نحو الحرب الأهلية والتي قد تصل إلى حد الإبادة الجماعية، على رأسها ما قالته المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، أليس ويريمو نديريتو.

 وعبرت المسؤولة الأممية عن بالغ قلقها من استمرار تدهور العنف العرقي في إثيوبيا، ورصد انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي في إقليم تيجراي، خصوصا منع وصول المساعدات الغذائية ومنع وصول فرق الإنقاذ الطبي.

 ولم يقف الأمر على حد التيجراي بل انتقلت الأوضاع المأساوية إلى أجزاء أخرى من البلاد بما في ذلك مناطق العفر، والمناطق الصومالية وإقليمي أورومو وأمهرا.

وأكدت نديريتو إن التقارير الواردة من إثيوبيا تشير إلى وقوع انتهاكات وتجاوزات خطيرة، على رأسها العنف الجنسي المزعوم وتجنيد الأطفال والاعتقالات التعسفية والقتل على أساس عرقي من قبل جميع الأطراف المتنازعة في البلاد، وهو ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية لملايين النساء والأطفال في البلاد.

ورصدت المنظمة الأممية تنامي خطاب الكراهية والعنف على وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام التابعة لكل فريق، وهو ما أجج الموقف، وينذر بزيادة التوترات العرقية في البلاد، محذرة من أن مثل هذه الديناميكيات في السياق الاجتماعي السياسي الحالي والتي تتميز بالتوترات العرقية عميقة الجذور في جميع أنحاء البلاد تشكل مسارا خطيرا في اتجاه مزيد من تفكيك المجتمعات.

وتعاني البلاد حاليا من أزمة إنسانية واقتصادية قاسية بسبب الحرب، خصوصًا في إقليم تيجراي حيث يعاني آلاف من مخاطر الجوع، بالتزامن مع سيطرة القوات في الإقليم على الطريق الرابط بين إثيوبيا وإريتريا.

وأوقعت الحرب آلاف من القتلى، وفق الأمم المتحدة. وهذا الشهر حذّر مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية بالوكالة راميش رجاسينغام من أن أكثر من 400 ألف شخص في الإقليم  يعانون المجاعة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى