آخر الأخبارتحليلاتسلايد

بعد 75 عام .. أسر يابانية تبحث عن رفات مليون قتيل فى الحرب العالمية الثانية

بعد خمسة وسبعين عامًا من نهاية الحرب العالمية الثانية، لا يزال رفات أكثر من مليون قتيل ياباني في الحروب موجودة في جميع أنحاء آسيا، حيث لا يزال إرث العدوان الياباني يعيق جهود التعافي ولم يتمكن من جبر قلوب ثكلى أكلمها الفقد.

يشكل اليابانيون المفقودون حوالي نصف عدد الضحايا في تلك الحروب والذي بلغ 2.4 مليون جندي ماتوا في الخارج خلال الغارة العسكرية اليابانية عبر آسيا في أوائل القرن العشرين.

ووفقا لما نشرته الأسوشيتد برس في تقرير لها عن ذكري مرور 75 عام عن الحرب العالمية، تتواجد تلك الرفات في جزر نائية في جنوب المحيط الهادئ، وفي شمال الصين وفي منغوليا وروسيا..وبوضوح أكثر هم فى كل مكان كانت فيه حرب اليابان طرف فيها.

ومع حلول الذكرى السنوية لانتهاء حرب المحيط الهادئ يوم السبت، هناك أمل ضئيل في استعادة هذه الرفات، ناهيك عن تحديدها وإعادتها إلى أفراد الأسر الحزينة. فقدت تلك الرفات في البحر أو دفنت في مناطق لا يمكن الوصول إليها بسبب القتال أو لأسباب أمنية أو سياسية، وفقًا لوزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية اليابانية، المسؤولة عن تدابير دعم الأسر الثكلى.

لقد كان تحديد وإيجاد أماكن دفن الرفات التي تعود إلى عقود مضت من الزمن أمرًا معقدًا مع تلاشي الذكريات وفقدان الأثر والوثائق وتقدم العائلات والأقارب في العمر، لكن في عام 2016، أقر البرلمان الياباني قانونًا يطلق مبادرة مدتها ثماني سنوات لاستعادة تلك الرفات حتى عام 2024.  أنشأت اليابان مركزًا شاملاً لجمع المعلومات عن رفات ضحاياها وجنودها.

وبعد انسحاب اليابان الكارثي من ساحات معارك عدة في المحيط الهادئ عام 1943، بدأ الجيش بإرسال صناديق فارغة وملئوها بالحجارة إلى العائلات الثكلى، دون تقديم تفاصيل عن الوفيات. ويقول الخبراء إن حكومات ما بعد الحرب استمرت في ممارسات مماثلة، ولم تركز على تحديد هوية رفات الأفراد لإعادتها إلى العائلات.

وأرسلت اليابان أول مهمة خارجية لجمع الرفات عام 1952 بعد انتهاء احتلال أمريكي استمر سبع سنوات. كانت هذه الجهود غير مرحب بها في العديد من البلدان الآسيوية التي عانت من العدوان الياباني في زمن الحرب. أرسلت الحكومة في الخمسينيات بعثات إلى ساحات المعارك السابقة الرئيسية لجمع شئ رمزي من الرفات العشوائية. كان معظمهم مجهولي الهوية ولم يعودوا إلى عائلاتهم.

بعد جمع رفات حوالي 10000 من قتلى الحرب، حاولت وزارة الرفاه عام 1962 إنهاء المشروع لكنها اضطرت إلى مواصلة الجهود بعد الطلبات المتكررة من قبل قدامى المحاربين والأسر الثكلى. استعادت البعثة الحكومية حتى الآن 340 ألف رفات فقط؛ يتم الاحتفاظ بمعظمهم في مقبرة تشيدوريغافوتشي الوطنية بطوكيو لجنود مجهولين.

وقال أحد أفراد أسرة فقدت عدد كبير من أعضائها في تلك الحرب لوكالة اسوشيتد برس إن جمع الرفات المتأخر وغير الكافي من اليابان يؤكد فشل الحكومة في مواجهة ماضيها في زمن الحرب.

وأضاف أن الحكومة تفتقر إلى احترام رفات الأفراد الذين ضحوا في سبيلها، مشيرا إلي أن برنامج جمع رفاتهم كان قذرًا وتم تنفيذه على مضض بناءً على طلب عائلات المحاربين القدامى.

وتمكنت اليابان من الوصول إلى روسيا ومنغوليا ابتداءً من عام 1991 فقط، عندما حصلت على قائمة بعشرات الآلاف من الجنود اليابانيين المسجونين وخرائط للمقابر الجماعية التي دفنوا فيها. تم إرسال حوالي 600000 إلى سجون الاتحاد السوفيتي السابق، حيث مات 55000 منهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى