آخر الأخبارتحليلاتسلايد

بين الغضب الشعبي والأطماع الخارجية.. لبنان حائرة بلا حلول

حالة من الحيرة والتردد يشهدها الشارع اللبناني، الذي تفتك به عدة أزمات أشعلت الغضب الشعبي، رفضًا لفشل الحكومة في إدارة الدولة وتفشي الفقر والبطالة، ليصطدموا بمحاولات إيران وتركيا المستمرة لاستغلال البلاد.

فيروس كورونا المستجد، أشعل غضب اللبنانيين مؤخرًا، بعدما أصاب الآلاف منهم يوميًا بينما لم تتمكن المستشفيات من احتواء المرضى، لتفقد الحكومة قدرتها على السيطرة وتلجأ لقرار الإقفال لتقليل الإصابات؛ ولكن دون جدوى مع تزايد الأعداد. لتجدد الحكومة قرار الإغلاق مرة أخرى، وهو ما اعترض عليه المواطنون، لتفاقم الأزمات الاجتماعية في ظل ارتفاع نسب البطالة.

وشهد شمال لبنان وتحديدًا مدينة طرابلس، التي تحولت إلى منطقة احتجاجات صارخة، رفضًا لقرار تمديد الإقفال العام لاحتواء كورونا، والأزمة الاقتصادية الخانقة. وقطع المتظاهرون الطرق بالإطارات والعوائق، ورشقوا سرايا طرابلس بالحجارة، وسط كر وفر مع قوات الأمن، وأشعلوا الأدوات الصلبة والمولوتوف، مرددين الهتافات المناهضة للسلطة رافضين الأوضاع الاقتصادية القاسية، خاصة لإغلاق المؤسسات والأنشطة الاقتصادية والتجارية، وتسريح العمالة وتصاعد معدلات البطالة، بسبب فترة الإقفال.

وعلى الجانب الآخر، حاولت الحكومة احتواء الأوضاع، عبر أفراد الجيش اللبناني، واستقدام قوات من الجيش بوحدات إضافية مع الدروع وبنادق إطلاق الغاز المسيل للدموع، والعربات المدرعة والآليات العسكرية، وتم القبض على عدد من المعتدين، فضلا عن إصابة 45 فردا آخرين ونحو 31 عسكريًا.

وخرج ظهر السبت، عدد من المحتجين اللبنانيين في مسيرة انطلقت من مدينة حاصبيا جنوبي لبنان، فيما تجمع عدد آخر من المحتجين أمام منزل وزير الداخلية في بيروت، للتعبير عن تضامنهم مع المحتجين في مدينة طرابلس شمالي البلاد.

تحركات تركيا

وفي ظل ذلك، بدأت تركيا زيادة تحركاتها للتدخل في لبنان بعدما فرغت من ليبيا وسوريا والبحر المتوسط، مستغلة الأزمات الحالية بها والتواجد الإيراني الحليف لها بها، ومصادرة حزب الله المدعوم من طهران لقرار وسيادة الدولة، حيث سارعت لاستمالة المكون السياسي في منافسة غير معلنة.

وسارع سفير أنقرة لدى لبنان للقاء رئيس الحكومة حسان دياب، معلنا أن استعداد بلاده للمساعدة في ترميم مبان حكومية بمدينة طرابلس، بينها مبنى البلدية الذي يعود للعهد العثماني وتضرر جراء مواجهات بين الأمن ومحتجين قبل أيام.

وفي الوقت نفسه الذي تزعم فيه تركيا علنا رغبتها في حماية لبنان، تحاول ضرب استقراره وإشعال الأزمات والفوضى به، حيث إنه بنهاية العام الماضي، أوقفت السلطات الأمنية اللبنانية 4 أشخاص كانوا على متن طائرة خاصة تركية، ينقلون أربعة ملايين دولار، لتمويل أعمال التخريب في بيروت، بالتعاون مع حليفتها إيران.

فرنسا وإجهاض الأطماع الاركية

وبالتزامن مع ذلك، يحاول الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون، صد ذلك التدخل التركي والإيراني بعدة طرق، حيث يستعد لزيارة بيروت مجددا، في زيارة بالغة الأهمية. ونقلت الصحف عن مصادر دبلوماسية فرنسية تقارب جيد بين لبنان وفرنسا مؤخرا.

وأشارت المصادر إلى أن الإليزيه لم يحدد حتى الآن موعدا لزيارة ماكرون إلى بيروت، ولكن أهمية الملف اللبناني تفترض عدم تأجيل هذه الزيارة بضعة أسابيع، خاصة لرغبة الرئيس الفرنسي في التحقق من أمور أساسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى