تحليلات

بين الماضي والحاضر.. السعودية «مملكة الإنسانية» من أكبر 10 دول عالمية تقديمًا للمساعدات

تعد المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن “رحمه الله” إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في قائمة أكبر 10 دول في العالم تحرص على مد جسور الدعم والمساندة للمجتمعات والدول المحتاجة، حتى أضحت في مقدمة الداعمين للعمل الإنساني والتنموي دون أي تمييز على أساس دين أو عرق أو بلد، وذلك وفق ما تشير إليه إحصاءات المنظمات الأممية للعمل الإغاثي والإنساني.

وتقدم السعودية منذ تأسيسها مساعدات إنسانية وتنموية وخيرية إلى مختلف الدول، في شكل منح إنسانية وخيرية، وقروض ميسرة، لتشجيع التنمية في الدول النامية.

ووصل المبلغ الإجمالي للمساعدات السعودية الإجمالية أكثر من 141 مليار ريال سعودي، ما يعادل أكثر من 37 مليار دولار، فيما بلغ عدد المشاريع الإنسانية المقدمة نحو 1970 مشروعًا في 118 دولة، نُفّذت عبر 150 شريكًا من المنظمات الدولية والأممية والوطنية وحكومات الدول المستفيدة من المساعدات.

وتغطي المساعدات السعودية عبر مركز الملك سلمان بن عبد العزيز للإغاثة والمساعدات الإنسانية قطاعات إنسانية وتنموية وخيرية عدة من أهمها: المساعدات الإنسانية والإغاثية في حالات الطوارئ، التعليم، المياه، الصحة العامة، النقل، الأعمال الخيرية الدينية والاجتماعية، توليد الطاقة وإمدادها، الزراعة، إضافة إلى قطاعات أخرى متنوعة.

وتوزعت المشاريع السعودية على خمس قارات هي: آسيا، تليها إفريقيا، تليها أوروبا، ثم أمريكا الشمالية، تليها قارة أوروبا وآسيا الوسطى.

وفيما يتعلق بمساهمات المملكة المالية في المنظمات الأممية والهيئات الدولية والصناديق الإقليمية التنموية والإنسانية والخيرية، بلغت هذه المساعدات 489 مساهمة مالية، بمبلغ 3.49 بليون ريال ما يعادل 929 مليون دولار.

توزيع المساعدات

وتوزعت المساهمات السعودية الأممية على ثلاثة قطاعات هي: الموازنات، والبرامج العامة للصناديق والمنظمات الهيئات التنموية، والمساعدات الإنسانية والإغاثية في حالات الطوارئ لمنظمات الأمم المتحدة، والهيئات الدولية، إضافة إلى الأعمال الخيرية الدينية والاجتماعية للهيئات الدولية والإقليمية.

ويأتي اليمن على رأس الدول العشر الأكثر تلقيًا للمساعدات السعودية الإنسانية والتنموية والخيرية من منح وقروض ميسرة، حيث بلغ إجمالي المساعدات المقدمة إلى اليمن أكثر من 14 بليون دولار، تم بواسطتها تنفيذ 486 مشروعًا، ثم سوريا بمبلغ 2.5 بليون دولار نُفذ بها 234 مشروعًا، تليها مصر بأكثر من 2 بليون دولار نُفذ بها 29 مشروعًا، ثم موريتانيا بمبلغ 1.23 بليون دولار نُفذ بها 23 مشروعًا.

وأكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، أن الشعب الفلسطيني حظي بنصيب وافر من هذا الدعم على مر التاريخ تأكيدًا للروابط العريقة التي تربط بين شعبي المملكة وفلسطين، إذ بلغ مجمل ما تم تقديمه من مساعدات إنسانية وتنموية ومجتمعية خلال الفترة من العام 2000 وحتى العام 2018 يُضاف إليه ما قدمته اللجنة الوطنية لإغاثة الشعب الفلسطيني، ما تجاوز مجموعه ستة بلايين و51 مليونًا و227 ألفًا و493 دولارًا، موضحًا أن المجالات الإغاثية والإنسانية التي أسهمت فيها المملكة لمساعدة الفلسطينيين تنوعت ما بين المساعدات التنموية التي بلغ مقدارها أربعة بلايين و531 مليونًا و487 ألفًا و15 دولارًا، والمساعدات الإنسانية بما مقداره بليون ومليونان و298 ألفًا و330 دولارًا، والمساعدات الخيرية 17 مليونًا و330 ألفًا و878 دولارًا، بالإضافة إلى مبلغ 150 مليون دولار لدعم برنامج الأوقاف الفلسطينية بالقدس.

وبيّن الربيعة، أن من أهم المساعدات التنموية التي قدمتها المملكة العربية السعودية إلى الشعب الفلسطيني، مشروع إنشاء وترميم الوحدات السكنية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقطاع غزة، ومخيما نهر البارد، وعين الحلوة بمبلغ 263 مليونًا و17 دولارًا.

مدينة سكنية في رفح

وأوضح الدكتور عبد الله الربيعة أن المملكة قامت ببناء المشروع السكني في مدينة رفح “المرحلة الأولى”، إذ تم إنشاء مدينة سكنية متكاملة تحتوي على 752 وحدة سكنية لإسكان أربعة آلاف و564 شخصًا، وتشييد أربع مدارس، ومركز صحي، ومركز ثقافي، ومجمع تجاري، ومسجد، وتمهيد شوارع، وإنارة، ومرافق مياه بتكلفة تقدر بـ107 ملايين دولار، إذ تم تنفيذ المشروع عن طريق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وكذلك المشروع السكني في مدينة رفح “المرحلة الثانية” وتشمل 765 وحدة سكنية لإيواء أربعة آلاف و761 شخصًا، وإقامة مدرستين، ومسجد، وتمديدات للمياه والكهرباء، كما تم إنشاء مشاريع البنية التحتية، وتركيب شبكات المياه والكهرباء والطرق في مخيمي نهر البارد وعين الحلوة للفلسطينيين بمبلغ قدره 258.4 مليون دولار، بالإضافة إلى مشروع تأثيث وتجهيز أكثر من 17 مركزًا طبيًا، وتجهيز عدد من المستشفيات بالمعدات الطبية والأدوية في فلسطين، وتقديم سيارة إسعاف وأدوية للعيادة الخاصة بالمسجد الأقصى بتكلفة 58 مليون دولار، ومشروع تطوير وتوسعة وتجهيز أكثر من 61 مدرسة ابتدائية ومتوسطة في مناطق متفرقة من الأراضي الفلسطينية بمبلغ 125.46 مليون دولار.

المملكة في طليعة

لم يقتصر دور المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على مساعدة أبنائها فقط، إنما عمَّت تقديماتها معظم أرجاء العالم، إذ قدمت المساعدات الإنسانية والتنموية والخيرية من منح وقروض من دون تمييز بين لون أو دين أو عرق، وكانت المملكة دوماً في طليعة أول عشر دول في العالم تقديمًا للمساعدات.

منصة بيانات المساعدات السعودية

ولإبراز جهود المملكة دوليًا وحفظ حقوقها في العطاء أسوة بالدول المانحة الكبرى، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أوامره لـ”مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” بإنشاء منصة بيانات المساعدات السعودية، لتشتمل ما تقدمه المملكة من مساعدات إنسانية متنوعة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

وعمل المركز على تصميم المنصة وإعدادها لتسجيل المشاريع والمساهمات الإنسانية والتنموية والخيرية، بناء على معايير دولية معتمدة لدى لجنة المساعدات الإنمائية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنصة التتبع المالي للأمم المتحدة، ومبادئ الشفافية الدولية.

وتقدم المملكة مساعدات نقدية وعينية في شكل منح إنسانية وخيرية وقروض ميسرة لتشجيع التنمية، كما تشمل بيانات المساعدات مبالغ مدفوعة والتزامات مالية تدفع لاحقًا، إذ دُرّبت الجهات المانحة السعودية على تصنيف المساعدات وإدخالها على ثلاث مراحل هي: السنوات العشر الأولى 2007-2017 “المرحلة الحالية”، والمرحلة الثانية 1996-2006، والمرحلة الثالثة، وتشمل بقية المساعدات منذ تأسيس المملكة.

مملكة الإنسانية

وللمملكة باع وتاريخ في خدمة الإنسانية عالميًا، في شتى القطاعات والمجالات، إذ باتت تسمى بـ”مملكة الإنسانية”، ويرتبط اسمها دومًا بالقضايا التي تدعو للخير والسلام والعطاء وللإنسانية.

واستفادت الأمم المتحدة من عطاءات المملكة الإنسانية وفقاً لمنصة المساعدات السعودية الرسمية في مرحلتها الحالية 2007-2017، من خلال 45 مساهمة بقيمة 303 ملايين دولار، فيما استفادت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بـ23 مساهمة “225 مليون دولار”، وجامعة الدول العربية بـ28 مساهمة “140,810 مليون دولار”، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بـ24 مساهمة “80,200 مليون دولار”، ومنظمة التعاون الإسلامي بـ21 مساهمة “48,395 مليون دولار”.

وبلغت قيمة المشاريع السعودية الإنسانية والتنموية والخيرية عالميًا، وفقًا للإحصاءات العامة الرسمية، ما يزيد على 21,165 بليون دولار في قارة آسيا، وقرابة 9,810 بليون دولار في أفريقيا، و379 مليون دولار في أوروبا، و376 مليون دولار في أمريكا الشمالية، و170 مليون دولار في أوروبا وآسيا الوسطى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى