آخر الأخبار

بين مغازلة الشارع وصراع الحوزة.. دلائل تصريحات رجل دين إيراني عن الحجاب

اعتبر خبير في الشؤون الإيرانية، أن تصريحات نائب رئيس منظمة الدعاية الإسلامية للتدریب والبحوث في إيران، روح الله حريزاوي، بعدم وجود  وضوح قانوني فيما يتعلق بجريمة عدم الالتزام الكامل بالحجاب ، وإنه ليس من مهام قوات الشرطة مواجهة ذلك، وكذلك أن خلع الحجاب لا يعني بالضرورة عدم التدین، بل هو ربما يكون لاسباب اقتصادية واجتماعية،  هي تصريحات بهدف امتصاص غضب الشارع الإيراني والتنفيس عن النساء، ولكن هذا لا ينفي تحركات النظام لقمع  الاحتجاجت التي طالبت بخلع الحجاب.

وقال الخبير في الشؤون الإيرانية أسامة الهتيمي تصريحات خاصة لـ«صوت الدار» إن «هذه التصريحات بكل تأكيد تتعارض شكلا ومضمونا مع واقع الحال في إيران حيث تعرضت الكثير من النساء طيلة الفترة الماضية لعقوبات مختلفة لاعتراضهن على الحجاب الإجباري بل إن السلطات الإيرانية لم تتردد في الإطاحة بكل من سولت لها نفسها المشاركة في احتجاجات تتعلق بقضية الحجاب والحكم عليهن بالسجن لسنوات ومنهن ناشطات حركة (الأربعاء الأبيض).

وحول الحديث بأن هذه التصريحات تشكل استجابة لمطابع المرأة الإيرانية، قال الهتيمي إنه:« بطبيعة الحال فإن السلطات الإيرانية لا تلتفت إلى التقارير التي ترصد طموحات وتطلعات أو حتى رغبات الشارع الإيراني ومن ثم فإن رفض نحو نصف المجتمع الإيراني لصيغة الإلزام فيما يتعلق بحجاب المرأة ليست ضمن حسابات السلطات الإيرانية إذ يتصور النظام الإيراني أن الاستجابة للضغوط الشعبية في مثل هذه الأمور سيفتح الباب للمزيد من الضغوط الشعبية في قضايا أخرى وهو ما ما ترفضه السلطات الإيرانية».

الحجاب في إيران

وتابع الخبير في الشؤون الإيرانية «أيضا وفيما يخص دوافع هذه التصريحات فإنها لا تخرج عن احتمالين الأول أن تكون انعكاسا لحالة عدم رضا من قبل بعض رجال الدين الإيرانيين الذين يرفضون طريقة الإلزام السلطوية في أمر يتعلق بالدين والعلاقة مع الله وبالتالي عدم قبول هذا الطرف بالنظرة الدونية التي تتسم بها نظرة السلطة لهؤلاء النساء المحتجات ».

وحول الاحتمال الثاني يقول الهتيمي « إنه ليس مستبعدا أن يكون لمثل هذه التصريحات دلالات خاصة أرادها النظام الإيراني أو حتى بعض الأطراف داخل هذا النظام حيث الرغبة في تهدئة الشارع والتنفيس عن النساء بالتزامن مع يسمى باليوم العالمي للمرأة فصدورها عن رجل دين وليس مجرد شخصية سياسية يعني تعدد في الآراء الفقهية حول هذه القضية».

وتابع الخبير في الشؤون الإيرانية لـ«صوت الدار»:« ومن ثم انحياز ضمني للائي يرفض فكرة الجبر فضلا عن أن ذلك تأييد للفريق القائل بعدم ربط التدين بالحجاب الأمر الذي ربما يمنح رجال الشرطة المعنيين بمواجهة ظاهرة التمرد على الحجاب مساحة أكبر في تجاهل المحتجات وعدم التعاطي معهن بشكل  دقيق ودؤوب انطلاقا من أن ذلك تطبيق للقانون».

وأضاف الهتيمي قائلا «سواء كان الاحتمال الأول أو الاحتمال الثاني فإنه من المرجح أن تتسبب هذه التصريحات وهذه الرؤية – إن كان لها أنصارها الحقيقيين بين رجال الدين –  في حالة من الجدل والسجال الفكري والفقهي الذي سيصب بلا شك في صالح جهود محاولات انتزاع ما تعتقد بعض النساء الإيرانيات أنه حرية ما سيكون دفعة قوية للحراك النسائي والمطالب النسوية».

وفجر رجل دين إيراني عن مفاجأة  بأنه لا يوجد وضوح قانوني فيما يتعلق بجريمة عدم التزام المرأة الإيرانية بالحجاب، مشددا على أن خلع الحجاب لا يعني بالضرورة عدم التدین.

وقال نائب رئيس منظمة الدعاية الإسلامية للتدریب والبحوث في إيران، روح الله حريزاوي، إنه لا يوجد وضوح قانوني فيما يتعلق بجريمة عدم الالتزام الکامل بالحجاب الشرعي، وإنه ليس من مهام قوات الشرطة مواجهة ذلك.

وفي مقابلته مع وكالة «إيلنا» العمالية، اعتبر حریزاوي أن ارتداء الحجاب ظاهرة ثقافية، واعتبر أن عوامل مثل الحالة الاقتصادية والسياسية لها أثرها في قضية ارتداء الحجاب بالكامل، أو عدم الالتزام به كليًا.

ویری حریزاوي أن خلع الحجاب لا يعني بالضرورة عدم التدین، وأن البعض يقلل من أهمية الحجاب في الاحتجاج على السياسات الاقتصادية والقضايا الحکومیة.

وشدد نائب رئيس منظمة الدعاية الإسلامية لشؤون التدريب والبحوث، على أن عدم الالتزام الكامل بالحجاب لا یعتبر جريمة في القانون.

وخلال الاعوام الماضية شهدت إيران حركة  رفض متصاعدة للحجاب، وتحاول الإيرانيات مقاومة فرض الحجاب من خلال وضع غطاء لا يغطي الرأس كاملا والذي أسمته وسائل الإعلام الإيرانية الموالية للحكومة باسم «بد حجاب» أو الحجاب السيء، فيما تقوم أخريات بتظاهرات مناهضة للحجاب الإجباري تنتهي غالبا باعتقالهن.

أصبحت صورة المتظاهرة الإيرانية التي وقفت بشعرها في شارع الثورة بطهران في عام 2017، رمزا لحملات رفض الحجاب الإجباري التي لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة، وقد اعتقلت السلطات الإيرانية مؤيدي هذه الحملة مثل الناشطة والمحامية نسرين ستوده.

يذكر أن المركز الإيراني للدراسات الاستراتيجية التابع لمكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد كشف في تقرير له عن أن 49.8 من الرجال والنساء في إيران يعتبرون الحجاب أمرا شخصيا لا يجب على السلطات التدخل فيه.

وفي عام 2016، استنكر مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي ركوب النساء للدراجات وعلق قائلا «ركوب النساء للدراجات في الأماكن العامة دائما ما يلفت أنظار الرجال ويضع المجتمع في خطر الفساد والتحريض، هذا مخالف لعفة النساء ويجب أن يتوقف».

وقد تعرضت الحكومة الإيرانية لانتقادات عالمية بسبب منعها دخول النساء إلى المدرجات الرياضية، إذ هددت الفيفا الاتحاد الإيراني لكرة القدم بعقوبات في حال منعها دخول النساء الإيرانيات إلى المدرجات، وقد سمحت إيران العام الماضي بدخول النساء للمدرجات على استحياء، وقد كان معظمهن من أقارب اللاعبين وموظفات اتحاد كرة القدم الإيراني.

لم تسلم المحكّمات أيضا من التضييق، فبسبب سروالها القصير (الشورت)، واجهت المحكّمة الإيرانية مهسا قرباني تعنتا من جانب اتحاد الكرة الإيراني عن طريق محاولة منعها من التحكيم في البطولات الدولية، إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ساند المحكمة قرباني بقوة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى