تركيا توافق على انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” مساء الثلاثاء إن قادة الحلف سيدعون فنلندا والسويد رسميًا للانضمام إلى الحلف يوم الأربعاء بعد أن رفعت تركيا حق النقض (الفيتو) على عضويتهما، مما يمهد الطريق لما سيكون أحد أهم التوسعات في الحلف منذ عقود.
سلط الاتفاق التاريخي، بعد اتفاق تركيا على مذكرة مع دولتي الشمال الاسكندنافي، الضوء على أن الحرب في أوكرانيا قد أدت إلى نتائج عكسية بالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين، حيث قوضت الجهود الروسية لإضعاف الناتو ودفعت السويد وفنلندا، اللتين كانتا محايدة وغير منحازتين لعقود، إلى الانضمام للتحالف.
بعد أسابيع من المحادثات، توجت باجتماع استمر لساعات في مدريد، وافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على رفع الحظر المفروض على السويد وفنلندا مقابل مجموعة من الإجراءات والوعود بأنهم سيعملون ضد الإرهاب والمنظمات الإرهابية.
إسرائيل تسعى لكسب دعم بايدن في مشروع “نظام الليزر” المضاد للصواريخ
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج: “باعتبارهما حليفتين في الناتو، تلتزم فنلندا والسويد بدعم تركيا بالكامل ضد التهديدات لأمنها القومي”، مقدمًا بعض التفاصيل عن الاتفاقية.
وهذا يشمل إجراء المزيد من التعديلات على تشريعاتها المحلية، واتخاذ إجراءات صارمة ضد حزب العمال الكردستاني، الذي يسعى إلى إقامة دولة كردية مستقلة على أراضٍ جزئية داخل حدود تركيا.
كان أردوغان يعرقل انضمام دولتي الشمال الأوروبي لحلف شمال الأطلسي وسط مخاوف بشأن دعم السويد منذ فترة طويلة لحزب العمال الكردستاني الذي هاجم أهدافًا غير عسكرية وقتل مدنيين في تركيا، وتم تصنيفه من قبل كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
لكن المذكرة لا تحدد تسليم أي من 45 شخصا أو نحو ذلك أراد أردوغان إرسالهم إلى تركيا لمحاكمتهم بتهم الإرهاب. أقرت السويد بالفعل تشريعًا أكثر صرامة ضد الإرهاب يدخل حيز التنفيذ في 1 يوليو.
كانت كل من فنلندا والسويد غير منحازين عسكريًا لسنوات عديدة، لكنهما قررا التقدم للانضمام إلى التحالف بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير.
روسيا تفرض حظرًا على دخول زوجة بايدن وابنته
مع هجوم روسيا على أحد الجيران “أوكرانيا”، شعر كلا البلدين بالضعف، على الرغم من أن السويد، ذات التقاليد الحيادية الطويلة، كانت أكثر ترددًا.
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلا البلدين من الانضمام إلى الناتو، لكن تهديداته أثبتت نتائج عكسية.
يجلب البلدان فوائد جيواستراتيجية للتحالف. تشترك فنلندا في حدود طولها 830 ميلاً مع روسيا ولديها جيش حديث جيد التجهيز؛ ويمكن للسويد التحكم في مدخل بحر البلطيق، مما سيساعد بشكل كبير في تخطيط الناتو للدفاع عن البلدان الأكثر ضعفًا في أوروبا الشرقية.
بدأت الدفعة الأخيرة لحل النزاع في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء، عندما اتصل الرئيس بايدن بأردوغان لحثه على “اغتنام الفرصة” عشية القمة، للسماح للمناقشات حول مواضيع أخرى بالمضي قدمًا، وفقًا لمسؤول رفيع في الإدارة على علم بالمناقشة.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه لمناقشة المداولات الخاصة، إن الرئيس نقل جوهر حديثه مع أردوغان إلى قادة فنلندا والسويد. وبعد عدة ساعات من المفاوضات في وقت لاحق من تلك الليلة، تشاور الزعيمان مع بايدن مرة أخرى قبل الإعلان عن الاتفاقية مع تركيا.
وقال المسؤول الأمريكي إن الصفقة بين تركيا ودولتي الشمال الأوروبي تضمنت سلسلة من التنازلات من الجانبين، بما في ذلك بيان تركيا الذي رحب بطلب فنلندا والسويد وقضايا تتعلق بحظر الأسلحة المفروض على تركيا واعتقاد تركيا بأن فنلندا والسويد قدموا ملاذات آمنة للجماعات التي اعتبروها إرهابية.
قلل المسؤولون الأمريكيون لأيام من دور بايدن في المفاوضات، قائلين إنه لن يكون وسيطًا بين الدول الأخرى وأصروا على أن الأمر متروك لتركيا وفنلندا والسويد لحل خلافاتهم.
الأمم المتحدة: مقتل أكثر من 306 آلاف مدني في الحرب الأهلية السورية
بعد الإعلان عن الاتفاق ليلة الثلاثاء، أقر المسؤول الكبير في الإدارة بأنه من الأمور الدبلوماسية التقليل من مشاركة بايدن علنًا.
وقال المسؤول إن القيام بذلك منع تركيا من السعي للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة للموافقة على رفع حق النقض، الأمر الذي ربما يعقد المناقشات.
الخطوات التالية بالنسبة لفنلندا والسويد واضحة: سيصوت الناتو يوم الأربعاء لقبول طلباتهما. سيكون هناك أيضًا دراسة سريعة لقدراتهم واحتياجاتهم الدفاعية.
لكن من المتوقع أن تكون المحادثات روتينية، لأن كلا البلدين شريكان في الناتو وقد تدربا مع حلفاء الناتو.
تتطلب الخطوة الأخيرة الأكثر صعوبة من المجالس التشريعية لجميع الأعضاء الثلاثين الحاليين التصويت لتعديل المعاهدة التأسيسية للناتو لقبول الأعضاء الجدد. استغرق ذلك في الماضي ما يصل إلى عام، ولكن من المتوقع أن يكون أسرع بكثير بالنسبة لبلدان الشمال.
