تشكيل «الزرفي».. أزمات متواصلة تؤخر إعلان الحكومة العراقية

في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الحكومة العراقية المكلف عدنان الزرفي أن حكومته لن تطول أكثر من سنة واحدة، كونها حكومة أزمة، إلا أن سيناريوهات المصير سواء النجاح أو الفشل لا تزال غامضة.

ومن المقرر أن يتم خلال فترة حكومة «الزرفي» تهيئة الظروف المناسبة لإجراء انتخابات مبكرة، قبل أن تنزلق قدم بلاد الرافدين مجددًا إلى سكة التلكؤ والفشل، التي قد ضربت في السابق العملية السياسية ولا تزال.

الشرطة العراقية تدمر نفقين لداعش في بغداد وكركوك

مهلة الزرفي

يشار إلى أن الدستور العراقي ينص على أن لا تتجاوز المهلة الممنوحة لرئيس الحكومة العراقية المكلف عدنان الزرفي، لتشكيل حكومته 30 يوما، تنال خلالها الأسماء التي ستُقدم من قبل «الزرفي»، ثقة البرلمان، إلا أن بعض العراقيل لم يتم تجاوزها في الوقت الذي اقتربت فيه المهلة من الانقضاء.

وفي ظل التحديات التي تعيشها دول العالم على خلفية محاولة السيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد، والتي فرضت نفسها على الصعيد العالمي والمحلي داخل العراق، بات من الصعب تحديد أوجه التحديات التي يواجهها «الزرفي» لتشكيل حكومته.

إلا أن الرفض من قبل بعض الأطراف الشيعية، وما يمر به العراق اليوم من ظروف استثنائية، يعقدان الوضع الداخلي أكثر ويصعبان مهمة رئيس الحكومة العراقية المكلف.

وتعاني العملية السياسية في العراق من حالة تجمد عرقلت ظهور التشكيل الوزاري أكثر من مرة.

رئيس الوزراء العراقي يلتقي سفير الأردن ببغداد لبحث التعاون الثنائي

عراقيل تشكيل الحكومة العراقية

وعلى الرغم من أن «الزرفي» يحسب على مدرسة الاعتدال، التي قادها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، إلا أن عراقيل عدة تحول دون إتمام تشكيلته الوزارية، فالقوى المعترضة والمحسوبة على إيران، «تحالف البناء» بزعامة هادي العامري و«إئتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، تريد إفشال مهمته حتى قبل تشكيل الحكومة وعرضها على البرلمان.

وعلى الجانب الأخر، يحظى «الزرفي» بحجم تأييد داخل قبة البرلمان، عند تقديم أسماء كابينته الوزارية، للتصويت عليها من قبل أعضاء البرلمان، وذلك مع التغير في مواقف تحالف «سائرون»” و«النصر والحكمة» عن المعترضين، بالإضافة إلى تأييد «التحالف الكردستاني» بجناحيه و«اتحاد القوى السنية»، للتكليف، الأمر الذي يمنحه مزيدًا من الثقة.

ويسعى «الزرفي» صاحب الشخصية القوية في نجاح مفاوضاته لنيل ثقة البرلمان، لعدم الوصول إلى السيناريو الأضعف، هو تولي رئيس الجمهورية منصب رئاسة الوزراء، ليمضي بالبلاد نحو الانتخابات المبكرة.

القوات الأمريكية تسلم قاعدة القيارة للسلطات العراقية

تحذيرات أمريكية

وكانت الولايات المتحدة، طالبت مواطنيها بمغادرة العراق بأسرع وقت، فيما أخلت الموظفين غير الأساسيين في سفارتها ببغداد والقنصلية في أربيل، وذلك لأسباب أمنية وانتشار فيروس «كورونا» المستجد.

وتأتي هذه الإجراءات بالتزامن مع تعرض السفارة الأمريكية في بغداد على مدى الأيام الماضية إلى هجمات بصواريخ الكاتيوشا من دون سقوط ضحايا.

وأمرت وزارة الخارجية الأمريكية موظفي الحكومة الأمريكية غير الأساسيين في السفارة في بغداد ومركز بغداد للدعم الدبلوماسي والقنصلية الأمريكية العامة في أربيل بمغادرة البلاد.

ولفتت الحكومة الأمريكية أن قدرتها محدودة على تقديم خدمات الطوارئ لمواطني الولايات المتحدة في العراق.