آخر الأخبارتحليلاتسلايد

تعثر سيادي وأزمة مالية.. لبنان بين سداد الديون وتفشي «كورونا»

في ظل المفاوضات الرامية لإعادة هيكلة ديون لبنان بالعملات الأجنبية، تتجه البلاد التي تعيش أزمة مالية وسياسية حادة للتخلف عن سداد ديون سيادية للمرة الأولى.

وكان لبنان أعلن السبت الماضي أنه قد لا يمكنه الوفاء بالتزامات ديونه وأوقف سداد سندات دولية بقيمة 1.2 مليار دولار تستحق اليوم الأثنين، مؤكدًا أن هناك حاجة إلى احتياطيات النقد الأجنبي شديدة التدني من أجل تلبية الضروريات.

قرار عاجل من النواب اللبناني بشأن كورونا

قرار حاملي السندات

ومن جانبه، كشف وزير الاقتصاد اللبناني راؤول نعمة اليوم الاثنين عن انتظار بلاده قرار حاملي السندات بشأن ما إذا كانوا سيتعاونون في إعادة هيكلة الدين أو يسلكون مسار التقاضي.

جاء ذلك بعد أن قرر لبنان تعليق دفع سندات تستحق في مارس بقيمة 1.2 مليار دولار.

وعلى خلفية الخيار الذي سيتخذه المستثمرون، يتوقع محللون وخبراء اقتصاد أن يستغرق اتخاذ القرار أسابيع قليلة، مؤكدين أن لبنان يستهدف إعادة هيكلة ديونه بشكل كامل ونهائي.

لبنان ليست وحدها.. هؤلاء أرجأوا الديون

تعثر سيادي وأزمة مالية

يترقب الوسط الاقتصادي العالمي موقف لبنان كونها على أعتاب تعثر سيادي في الوقت الذي تصارع فيه أزمة مالية تعتبر أكبر تهديد لاستقرارها منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990.

وكانت سندات لبنان الدولارية هوت إلى مستويات قياسية منخفضة وصلت إلى 17.5 سنت في الدولار اليوم في ظل تصاعد المخاوف من نزاع طويل مع الدائنين.

وكان معدل ديون لبنان إلى الناتج المحلي الإجمالي ارتفع إلى نحو 170 بالمئة، مما يعني أن البلاد هي تقريبا الأثقل دينا في العالم.

الرئاسة اللبنانية: قادة البلاد يرفضون سداد الديون المستحقة

وفقدت الليرة اللبنانية حوالي 40 بالمئة من قيمتها في السوق الموازية منذ أكتوبر، رغم أن سعر الربط الرسمي لايزال عند 1507.5 ليرة للدولار الأمريكي.

وكانت البنوك في لبنان أعلنت أنها ستفضل التعاون وعدم اللجوء للتقاضي، بإجراء محادثات مع حائزين أجانب لإقناعهم بالتعاون والقدوم إلى طاولة المفاوضات.

«كورونا» يعمق أزمات لبنان بعد نفاد المستلزمات الطبية.. والعملة الأجنبية «كلمة السر»

دائرة خطر «كورونا»

وتكثف أجهزة الدولة في لبنان جهودها في سبيل التوعية حول فيروس «كورونا»، لكنّ الواقع المالي للمواجهة يفرُض الكثير من التساؤلات حول آلية الصمود، كما يفتح الباب عن جهوزية وزارة الصحة مالياً للواقع الحالي بشكل خاص، والواقع المالي للدولة بشكل عام في ظل النقص الكبير من العملات الصعبة.

«الدولار – الليرة».. لبنان على صفيح ساخن

وتشير كل المعطيات الحالية إلى دخول لبنان في دائرة الخطر الكبير بسبب تفشي فيروس «كورونا»، خاصة وأن أعداد الإصابات مؤهلة للإرتفاع، حيث بلغت 41 حالة حتى اليوم الإثنين.

يأتي ذلك في ظل التراخي الكبير الذي وقعت به لبنان، رغم الإجراءات التي تتبعها للحد من تفشي الفيروس، وقد تمثل ذلك في عدم ضبط كامل للحدود، بدءاً من المطار وصولاً إلى المعابر الشرعية وتلك غير الشرعية المفتوحة، والتي تشكل خطراً داهماً على اللبنانيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى