آخر الأخبارعرب وعالم

تقرير أمريكي:المقاومة الكردية في عفرين أفشلت مخطط أردوغان لتأسيس إمارة إخوانية شمالي سوريا

رصد موقع امريكي عن تصاعد عمليات المقاومة من قبل الفصائل الكردية المسلحة للحتلال التركي في عفرين شمالي سوريا، والانتهاكات والقتل والتغيير الديمغرافي التي يقوم بها جيش الاحتلال التركي والميليشيات السورية المسلحة الموالية له، وافشال مخططنظام رجب طيب أردوغان بتأسيس إمارة إخوانية في شمالي سوريا.

واوضح موقع المونيتور الأمريكي، في تقريرا له أن كلاً من الأمم المتحدة وهيومن رايتس ووتش كانتا من ضمن الهيئات الدولية التي قدمت رؤية قيّمة حول الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان (الاغتصاب والسرقة والابتزاز والاختطاف والتشريد القسري للسكان المحليين لصالح مكونات أخرى تم نقلهم من المناطق التي استعادها الجيش السوري في الغوطة الشرقية).

وقالت الأمم المتحدة إن بعض هذه الأعمال يعد بمثابة جرائم حرب، وأما عن المقاومة التي يبديها الكرد في عفرين ضد المحتل التركي وميليشياته السوريين يسعى منفذ التحقيق عبر الانترنيت Bellingcat إلى رفع النقاب عن المقاومة التي دامت 10 أشهر في تقرير نُشر في 1 مارس.

وتركز الدراسة على العمليات التي تنفذها ثلاث أطراف مناهضة لاحتلال عفرين وهم وحدات حماية الشعب، غضب الزيتون، وقوات تحرير عفرين، وقد أعلنوا معاً مسؤوليتهم عن 220 عملية نُفذت في الفترة ما بين أواخر مارس 2018 ونهاية يناير 2019.

وقال ألكسندر ماكيفير، طالب الماجستير بجامعة سيتي في نيويورك والذي قام بجمع وتحليل البيانات، للمونيتور أن القوات الثلاث أعلنت عن 25 هجومًا آخر في فبراير.

ويشيد غالبية المحللين العسكريين والسياسيين بقوة وشجاعة وحدات حماية الشعب في معاركها ضد داعش. حيث قام رجالها ونسائها المقاتلون مع حلفائهم العرب والسريان في قوات سوريا الديمقراطية بدحر التنظيم والقضاء على خلافته المزعومة.

وأما في عفرين المحتلة فيشير المونيتور إلى أن المقاومين يستخدمون عادة العبوات الناسفة اليدوية أثناء النهار والكمائن على جانب الطريق مع الأسلحة النارية الصغيرة في الليل. لكن في الآونة الأخيرة، بدأت جبهة تحرير عفرين باستخدام صواريخ موجهة مضادة للدبابات ضد أعدائها الأتراك.

ويشير الموقع أن الوضع غامض في عفرين لدرجة أنه من المستحيل تأكيده، كما هو الحال مع عدد القتلى. لكن ما لا يقل عن 10 جنود أتراك قتلوا منذ نهاية الهجوم التركي، غالباً ما تنسب تركيا الوفيات إلى حوادث إزالة الألغام.

ويقدر المنفذ الإلكتروني Bellingcat عدد ميليشيات الاحتلال التركي الذين قُتلوا على مدى الأشهر العشرة الماضية بما يزيد عن 100 في ما تسميه تقديرًا حذرًا.

ويؤكد الموقع أن السبب الرئيسي الذي جعل تركيا قادرة على شن هجوم لاحتلال عفرين هو روسيا، التي فتحت المجال الجوي للطائرات التركية في سماء عفرين.

وقال توماس شميدينجر، عالم السياسة وثقافة الأنثروبولوجيا الثقافية في جامعة فيينا، الذي ألف كتابين حديثين عن الكرد السوريين، أحدهما عن عفرين، أن سقوط عفرين  كان بمثابة ضربة هائلة للكرد السوريين.

ويقول شميدينجر للمونيتور: «كانت عفرين أكثر كرديةً من أي جزء آخر من روج آفا»، مضيفا« تعد عفرين المنطقة الأكثر حرية وانفتاحاً في روج آفا، وكانت أيضاً مركزاً للأقليات الدينية مثل الإيزيديين والعلويين. إنهم يعانون الآن في ظل الاحتلال التركي وميليشياته».

وألمح شميدينجر إلى تدنيس المواقع والمقابر المقدسة للإيزيديين، وكلها موثقة في دراسة منفصلة لـ Bellingcat.

 

ومع ذلك، فإن باقي المكونات العرقية والطائفية يعانون أيضًا في ظل سياسات التطهير العرقي. يتم منع النازحين داخلياً من العودة بينما يستولي المستوطنون العرب والتركمان على منازلهم.

 

ويقول شميدينجر «يبدو أن تركيا تحاول إقامة نوع من الجمهورية التركية لشمال سوريا في المنطقة، على غرار الجمهورية التركية لشمال قبرص، ولكن مع جدول أعمال إسلامي إخواني».

ويشير الموقع إلى استيلاء تركيا على محصول الزيتون في عفرين والذي كان أحد مصادر دخلها الرئيسية وكذلك حرق آلاف أشجار الزيتون.

ويعتبر الموقع أن كل هذه الانتهاكات تغذي رغبة الكرد في الانتقام، ولكن يقول فابريس بلانش، الأستاذ المساعد ومدير الأبحاث في جامعة ليون الثاني الذي يراقب عن كثب الصراع السوري، بأنه من غير الوارد أن تخرج تركيا في الوقت الحالي لأن موسكو ليست في عجلة من أمرها لرؤية تركيا تغادر لأن عفرين تعطي روسيا نفوذاً على تركيا والنظام.

ولكن قوات سوريا الديمقراطية تبدو غير آبهة، معلنة في بيان لها الشهر الماضي أنها ستركز على «تحرير عفرين» بمجرد انتهاء المعركة ضد داعش.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى