تقرير حقوقي: أردوغان يمارس”إرهاب الإعلام” ضدّ الصحافيين في تركيا

كشف تقرير دولي عن جحيم حرية الرأي والتعبير في تركيا، معتبرة  أن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان يمارس “إرهاب الإعلام” ضدّ الصحافيين وسجن غير الموالين منهم اعتباطياً، في انتهاك لحقوق حرية الرأي والتعبير، لافتة لاحتلال تركيا المركز الـ25 بين الدول الأكثر قمعاً في العالم.

وأدانت منظمة مراسلون بلا حدود، انتشار “رُهاب الإعلام” في تركيا إلى درجة تعميم الاتهامات بالإرهاب ضدّ الصحافيين وسجن غير الموالين منهم اعتباطياً، هو ما يقود حرية الصحافة.

وقال المنظمة إن حرية الصحافة سجلت مزيداً من التراجع في العالم العام الماضي، وأجواءً من الكراهية والعداء ضد الصحافيين خصوصاً في تركيا وأوروبا والولايات المتحدة ما يشكل “تهديداً للديموقراطيات”.

ولفتت المنظمة في تقريرها السنوي إن الصحافيين أصبحوا هدفاً لموجة متنامية للاستبداد مع مجاهرة القادة بالعداء لهم.

ويلاحظ أن حزب «العدالة والتنمية» منذ وصوله إلى سدة السلطة عام 2002، بدأ مبكراً التوجه نحو فرض الوصاية على صحافة المعارضة، ففي 2004 صودرت جريدة «ستار ديلي» التي يملكها منافس أردوغان السياسي كيم أوزان، وأُسندت ملكيتها إلى رجل الأعمال القريب من أردوغان إيثيم سانكاك.

 

كما صودرت عام 2007 جريدة «صباح ديلي» وقناة «إيه تي في» وبيعت لمجموعة «تورك فاز» التي يديرها بيرات البيراق.

 

وفي سياق تقليص حضور المنابر المناهضة للتوجهات المحافظة، فُرضت عام 2009 ضرائب باهظة، تصل قيمتها إلى نحو 25 مليون دولار على مجموعة «دوغان الإعلامية»، ما وضعها في أزمة مالية دفعتها إلى بيع جريدة «ميليت ديلي»، وأخيرا شراء رجال أعمال مقربون من أردوغان المؤسسة الإعلامية الأكبر في تركيا.

وفي 2013 صودرت أصول مجموعة «كوكورفا» الإعلامية التي تضم جريدتي «أكشام» و «جونيس» وقناة «سكاي تورك 360».

وعشية انتفاضة جيزي بارك في صيف 2013، انتهز أردوغان الفرصة لتوسيع سيطرته على الإعلام، وبخاصة التابع لحركة «خدمة» التي يقودها فتح الله غولن.

وعشية انقلاب 2016 الفاشل، تصاعدت عملية التطهير الواسعة ضد الصحافة والإعلام إلى جانب خطاب التخوين الذي يتبناه أردوغان ضد معارضيه. ووصل عدد المعتقلين من الصحافيين وأصحاب الشركات الإعلامية إلى 142 شخصاً، كما أغلقت منذ يوليو 2016 بحسب اتحاد الصحافيين الأتراك نحو 172 وسيلة إعلامية، الأمر الذي جعل 2500 صحافي عاطلين من العمل، ناهيك بعدد معتبر من العاملين والموظفين الإداريين. وعلّقت السلطات بث عشرات قنوات فضائية موالية للأكراد عبر القمر الاصطناعي «تركسات».

ووصف تقرير منظمة «مراسلون بلا حدود» الصادر في نهاية العام 2017، تركيا بأنها من «أكبر 5 سجون للصحافيين المحترفين في العالم». وكشف تراجع تصنيفها في مؤشر حرية الصحافة لعام 2017، فاحتلت المرتبة 155 من بين 180 دولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى