عرب وعالم

جيبوتي وإيران علاقات مشبوهة على حساب الجسد العربي

تشكل جيبوتي أهمية إستراتيجية بالغة لنظام الملالي فهي إحدى أبرز نقاط التماس الرئيسية التي تعول عليها الإستراتيجية الإيرانية الرامية إلى التمدد وبسط النفوذ الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وبوابة عبور الملالي لإفريقيا، وكذلك تهديد الملاحة الدولة عبر باب المندب، وقربها من اليمن، حيث يدعم نظام المرشد علي خامنئي، ميليشيات الحوثي الانقلابية الموالية لإيران.

 

زيارات متبادلة:

في سبتمبر 2006م  قام إسماعيل عمر جيلة رئيس جيبوتي بزيارة إلى إيران، وفي مؤتمر صحافي عُقِدَ أثناء الزيارة قال أحمدي نجاد إنَّ العلاقات بين البلدين ما زالت في أولها؛ لأنهما «ليس لديهما تاريخ مشترك»، ومع ذلك قال إنهما وقَّعا اتفاقيات للاستثمار المشترك في مشاريع عديدة وتعاون في مجال الطاقة.

كما زار أحمدي نجاد جيبوتي في جولة في شرق إفريقيا في فبراير 2009م، وعقدت القمة الجيبوتية الإيرانية ، وتم توقيع  خمس مذكرات تفاهم للتعاون المشترك تضمنت الإعفاء من تأشيرات الدخول لمواطني البلدين، وإنشاء لجنة مشتركة ومساهمة في عملية التنمية في جيبوتي، وبناء مركز للتدريب بالإضافة إلى منح البنك الإيراني قروضا للبنك المركزي الجيبوتي.

وعقب زيارة نجاد ، توالت الزيارات سواء من الرئيس الإيراني أو مسؤولين بارزين إلى دول القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، مستغلين في المقام الأول الحالة الاقتصادية المتردية لدول القرن الأفريقي.

كما تم تأسيس جمعية الصداقة البرلمانية الإيرانية الجيبوتية عام 2011،  وكثفت المنظمات الخيرية والثقافية الإيرانية من زياراتها المتكررة منذ عام 2012 بشكل غير مسبوق إلى جيبوتي.

 

الهدف الإيراني في جيبوتي:

ووفقا لمراقبون تهدف إيران من التواجد في جيبوتي،  تأسيس وجود إيراني مادي على الأرض وفي البحر، في البلدان والموانئ التي قد تهدد ممرات البحر الحيوية خلال الأزمات، وبخاصةً عند مدخل البحر الأحمر، حيث باب  المندب، لذلك تسعى إيران بخطة محكمة لنقل الصراع من مضيق هرمز والخليج العربي إلي خليج عدن وباب المندب، بدلالة خروج التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للمنطقة من دائرة السرية والمراوغة إلى دائرة العلن والتدخل المباشر ، لما ينسجم مع طموحاتها.

كما يهدف النظام الملالي، إلي صنع ممرات بحرية وبرية تقود إلى الميادين التنافسية ذات طابع المواجهة لإيران في الشرق الأوسط، والتي قد تستخدم لتهريب الأسلحة والعمليات الإرهابية، والدولة المهمة لإيران ، والتي قد تستخدم كوسيط لنقل المعدات العسكرية من مناطق القرن الأفريقي إلي المليشيات المدعومة من الملالي خاصة في اليمن ولبنان وغزة والصومال والسودان وأفريقيا.

 

التعاون العسكري:

رغم موقف جيبوتي الداعم لعاصفة الحزم قيادة السعودية ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية، وقطع العلاقات السياسية بين جيبوتي وطهران في يناير 2016، إلا أنها ظلت في تطور مستمر و متسارع خلال المرحلة الماضية.

وباتت سفن إيران الحربية ترسو في ميناء جيبوتي، بجانب كثرة التلميح ببناء قاعدة عسكرية بحرية إيرانية بجيبوتي.

وذكرت تقارير غربية عديدة إلي أن وفداً عسكرياً إيرانياً رفيع المستوى زار جيبوتي عام 2011، ووقع الطرفان اتفاقية تعاون عسكري تقدم بموجبه طهران مساعدات لقوات البحرية الجيبوتية في العديد من المجالات كالتدريب وتطوير المعدات العسكرية.

 

الحضور الاقتصادي:

وتشير تقارير عديدة إلى ارتفاع التعاون الاقتصادي بين جيبوتي وطهران، فقد قدمت طهران حزمة مزايا اقتصادية ومالية، خلال قمة 2009، وقد بلغت حجم الصادرات الإيرانية لجيبوتي خلال 2016 نحو 17 مليون و382 آلاف دولار.

 

الحضور الثقافي

كنا تشهد جيبوتي حضورا ثقافيا لنشر الثقافة المذهبية الإيرانية في جيبوتي، حيث تنشط العديد من المؤسسات الثقافية والخيرية الإيرانية، بهدف استقطاب الشباب الجيبوتي إلى “ولاية الفقيه”.

فقد تم افتتاح مركز أهل البيت في 2014 بحضور رجل الدين الإيراني فيصل العدي العلياوي، ويعد المركز من أهم مؤسسات المذهبية وأكثرها نشاطاً في جيبوتي ويديره الشيخ محمد حسين.

كما أن هناك جمعيات إيرانية أخرى، مثل” حسنية الرسول الأعظم” ، “و”جمعية النور” ، و”المركز الثقافي لجماعة المستبصرون” ومدعوم مالياً وفنياً من قبل المجمع العالمي لأهل البيت، وكذلك مؤسسة جعفر الصادق للبحوث: تعنى في ترجمة الكتب والبحوث إلى اللغات المحلية كالصومالية والعفرية إضافة إلى الفرنسية، ومكتبة فاطمة الزهراء الإسلامية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى