حوار | سيهانوك ديبو: «أردوغان» بلطجي.. واحتلاله شمال سوريا جزء من مشروع الخلافة العثمانية
عضو المجلس الرئاسي لقوات سوريا الديمقراطية
حوار – إسراء عبد التواب
اتفاقية السراج مع أردوغان باطلة وتفتقر إلى القانونية
أردوغان «هتلر العصر» لا يملك إلا خطاب البلطجة بعد أن فقد وزنه السياسي
2020 سيشهد انحسارات متعددة لتركيا من سوريا
قوات سوريا الديمقراطية جزء مهم من مؤسسة الجيش الوطني السوري
نثمن مواقف مصر وندعو الإمارات إلى رعاية حوار بيننا وبين النظام السوري
الاحتلال التركي على سوريا جزء لما يريده «أردوغان» من مشروع الخلافة
«كلما شارف على الغرق أشعل حربا جديدة» .. نهج يسير عليه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان للتعتيم على فشله الذريع في تركيا، وسط تصاعد أصوات المعارضة، إلى جانب الانشقاقات التي أصيب بها حزبه الحاكم من الداخل.
حول خروقات ومجازر «أردوغان» الدموية، كان لنا هذا الحوار مع سيهانوك ديبو، عضو المجلس الرئاسي لقوات سوريا الديمقراطية، والذي خص «صوت الدار» ليرسم لنا خريطة المخططات الخبيثة التي ينوي «أردوغان» تنفيذها.
إلى جانب ذلك يفتح جراح الأكراد، في محاولة لتضميدها عبر الدعم العربي، للحفاظ على الوجود الديموغرافي الذي يحاول الرئيس التركي محوه، لتنفيذ مجزرة جديدة تعيد إحياء ما حدث مع الأرمن، وهو ما ترفضه قوات سوريا الديمقراطية التي ستظل تحارب حتى آخر رمق لتقف شوكة في خاصرة أردوغان، إلى نص الحوار ..
- اقرأ أيضا: إنفوجراف| 8 رسائل من قائد الجيش الليبي تفضح ضعف أردوغان
- اقرأ أيضا: «نظام أردوغان» رقم 1 عالميا في انتهاك حقوق الإنسان
لنبدأ من تاريخ الصراع بين تركيا والأكراد.. حدثنا عنه؟
الشعب الكردي أسوة بشعوب المنطقة من العرب،الفرس، الترك، الأرمن، الأشوريين، السريان هم حقيقة جغرافية تاريخية منذ آلاف السنين، تم توزيعهم على أربعة دول بعد توقيع اتفاقية «سايكس بيكو» عام 1916، وانفصلوا وتوزعوا في كل من تركيا والعراق وسوريا وإيران، منذ ذلك الوقت منذ بداية القرن العشرين، وهم يناضلون لحل عادل للقضية الكردية في الدول الموجودة فيها، بالإضافة إلى تعرضهم لأكثر من عملة إبادة في القرن العشرين.
الجميع يتذكر حلابجة وسنجار ومجزرة الأنفال وهدم أكثر من 3500 قرية كردية في كردستان تركيا وجنوب شرق الأناضول، نتذكر التغيير الديموغرافي التي مارسته أنظمة الاستبداد في سوريا والعراق علي يد النظام البعثي، تغيرات ديموغرافية مع مزاعم تركيا بإصلاح الشرق الأوسط، وهي عملية تصب في تغيير ديمواغرفي وإحداث وقائع جديدة، تقطع الطريق على الوقائع القديمة، السياسات ضد الكرد لا إنسانية هدفها الإبادة،
وهو ما جعل أردوغان يوجه التنظيمات الإرهابية للهجوم علينا، عبر المجازر التي قادتها تلك التنظيمات بحق الإيزيدية وكوباني والقامشلي، وبالتأكيد نأمل ألا نكون وحدنا هذه المرة، ومن خلال زياراتنا الى البلدان العربية التي تدعم الحل السياسي للأزمة السورية، نتمنى أن ترعى هذا الحل، نأمل أن يعقد مؤتمر يرعى حلا لـ القضية في احدي العواصم العربية، أيا تكن هذه العاصمة، التداول الرسمي مع القضية، يعود بالفائدة على البلدان الراعية أكثر من غيرها.
ما هي آخر المستجدات في الأزمة على شمال وشرق سوريا؟
هناك انتهاكات ترتكب كل يوم بحق شمال وشرق سوريا من قبل مرتزقة الاحتلال التركي، وبات ضمن واقع الاحتلال منطقتي رأس العين وتل أبيض، وهو ما استدعى وجود حراك على المستوى الإقليمي والعربي والدولي.
نثمن مواقف مصر حقيقة، لأنها كانت سباقة في دعوة مجلس سوريا الديمقراطية يوم 12 أكتوبر، قبيل انعقاد الاجتماع الاستثنائي لجامعة الدول العربية بخصوص الاحتلال التركي وما تلاه من موقف رسمي.
ما هي أبرز الدول التي دعمتكم إلى جانب مصر؟
جميع الدول العربية نشكر جهودها في التضامن مع قضيتنا، الدول العربية تلمست الخطر، ووجدت أنه لن يكون مقتصرا فقط على الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وأنه ليس مجرد تحرك تركي بدافع احتلال جزء من الأراضي السورية، لكن يأتي ضمن مخطط كبير يعلمه الجميع.
أردوغان بصدد احتلال المنطقة من أجل تعويم مفهوم العثمانية الجديدة، أغلب المواقف العربية باسثناء قطر والصومال، كانت مؤيدة لمقاومة شعبنا، لازلنا حقيقة في حراك دبلوماسي وإنساني بالتوازي مع المقاومة على الأرض.
كم بلغت الخسائر حتى الآن جراء العدوان التركي على شمال وشرق سوريا؟
نزح الآلاف من أراضيهم، يوجد ألف قتيل أغلبهم من المدنيين، وأكثرمن 180 ألف طفل من النازحين من المناطق والوضع مأساوي ومرعب، ويستدعي حراكا وأفعال أكثر مما هي مواقف مشرفة وداعمة لقضيتنا.
https://www.youtube.com/watch?v=_1d4i9BIVIc&feature=emb_title
لماذا لم تتقدموا إلى مجلس الأمن لتوثيق الإبادة الجماعية للأكراد ولتدويل قضيتكم على غرار الأرمن؟
بالفعل تم تقديم مثل هذا الطلب وتوفير الأدلة، وصدر عن منظمة حقوق الإنسان، والإيمنستي تقارير تؤكد أن الجيش التركي وجماعته المسلحة ارتكبوا جرائم حرب في المناطق، حتى اجتماع مجلس الأمن وما تلاه من اجتماع لمجموعة التحالف الدولي، لكن حتى هذه الحظة لم تتخذ خطوات لاجمة تساهم في انسحاب هذه المجموعات المسلحة من الأراضي السورية.
كان للجامعة العربية دور في إدانة الغزو التركي على شمال سوريا، كيف ترى البيان الختامي؟
حوالي أكثر من شهرين على اجتماع الجامعة العربية كان موقف رسمي وصريح وواضح رافض لهذه العملية، لكن حتى هذه اللحظة لم تتضح خطوات فعليه من شأنها وقف العدوان.
ما هي المواقف التي تريدون ترجمتها على أرض الواقع من جانب الدول العربية؟
توجد مجموعة من الخطوات يمكننا القيام بها سويا، أولا أن يكون للجامعة العربية وتحديدا المجموعة المصغرة المتعلقة بحل الأزمة السورية دور راع للحوار السوري السوري، ممثلا في مصر والسعودية والأردن، إلى جانب الإمارات التي لديها موقف واضح وصريح رافض لتلك العملية، نتمنى منها أن ترعى حوار بين النظام السوري ومجلس سوريا الديمقراطية، وتفعيل مضامين الجامعة العربية في الدفاع المشترك، على المنحى الآخر، على اعتبار أن هيئة التفاوض تم تأسيسها في الرياض.
من الممكن جدا أن يكون هناك إعادة هيكلة وتفاوض، خاصة وأنه توجد بعض الأحزاب المحسوبة على المعارضة السورية، ولكنها الأقرب إلى الأجندة التركية، وهو ما يجب الانتباه إليه عند محاولة حل الأزمة من قبل اللجنة المصغرة، إلى جانب دورها في نقل الجرائم الى الرأي العام، لما تتمتع به من ثقل سياسي، لتسليط الضوء إعلاميا ودوليا على الجرائم التي يرتكبها أردوغان ضد الأكراد لتلعب على وتر الإنسانية الدولية لدعم ما نتعرض له من مجازر.
https://www.youtube.com/watch?v=FvTHG1XiHWg&feature=emb_title
تم دعوتكم من قبل الجيش السوري للانخراط فيه ومواجهة الاحتلال التركي.. كيف تنظرون إلى تلك الدعوة؟
قوات سوريا الديمقراطية لا تنظر إلى نفسها إلا أنها جزء مهم من مؤسسة الجيش الوطني السوري غلى حين الحل السياسي.
أكدت في إحدى مقالاتك باستحالة وجود حل يرضي جميع الأطراف، كيف يتم حل الأزمة السورية إذن؟
لا أؤمن بكلمة المستحيل، لكن توجد صعوبة مع إصرار دمشق على إعادة إنتاج نفسها وعدم الاعتراف بشكل فعلي بالتنوع الموجود في سوريا، ولكن أعتقد في حال انضمام قوات سوريا الديمقراطية إلى الجيش السوري في الوقت الحالي يلزمه اتفاق مسبق ومتعدد بين مجلس سوريا الديمقراطية، وما بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والحكومة الرسمية في دمشق، هذه الأمور تستدعي حوار مكثف بين الطرفين لإنهاء جميع القضايا الخلافية، من بينها كيفية انضمام قوات سوريا الديمقراطية إلى مؤسسة الجيش مع الاحتفاظ بالخصوصية لهذه القوات.
كل هذه الأمور من الممكن أن تكون لها خصوصية ضمن المناطق الموجودة لديها، لكن في الوقت نفسه هذه الخصوصية لن تكون عائق أمام انضمام قوات سوريا لمؤسسة الجيش الوطني، يجب أن يسبق ذلك مجموعة من الأمور أهمها الاعتراف الرسمي وتضمينه قانونيا بالإدارة الذاتية.
وهل يمكن هذا أن يلقى قبولا لدى النظام السوري؟
النظام السوري لا يملك القرار المناسب الذي يمثل الإدارة الذاتية، باعتبارها لها خصوصية في محاربة تنظيم داعش، وظلت مع التحالف الدولي ترعى هذا التوجه، وخلال عملية الغزو تزعزت هذه المهمة وأصبحت عرضة للخطر، وهناك إعادة لخلايا داعش من جديد، وارتكازها في أكثر من عملية وبات نشاطها يؤثر، فلدينا 73 ألف مقاتل من داعش في مراكز أمنية حتى الآن دون حل.
ما هي مقترحاتكم لحل أزمة مقاتلي داعش؟
هناك مقترحين الأول، يتعلق بتسليمهم لدولهم أو التسليم بإقامة محكمة إرهاب شرق الفرات لمقاضاة هؤلاء القتلة، بالإضافة إلى الدواعي الأمريكية وإنهاء ما بدأنا به في سوريا عبر التحالف الدولي.
أبقت الولايات المتحدة بعضا من جنودها في المنطقة.. كيف تستثمرون هذا لصالحكم؟
بالطبع الوجود الأمريكي في بعض مناطق سوريا يفشل التمدد والتوغل التركي إلى سوريا، وينسجم مع قلق التحالف الدولي، ودول الخليج من الوجود الإيراني المكثف.
الوجود الأمريكي قد يجعل هناك حلا للأزمة السورية وتفعيلا لمسار التحقق ضمن عملية جنيف، وليس ضمن عملية الأستانة، وكلها قد تكون عوامل مساعدة لتغذية حوار حقيقي وتفاوض بين مجلس سوريا الديمقراطية والمعارضة السورية والنظام السوري.
اتهمت قوات سوريا الديمقراطية تركيا بمساعدة عناصر من داعش على الفرار من السجون فور العدوان التركي، كم عدد من هربوا؟
لم تزد هذه الأعداد عن بضع عشرات، والكثير منهم تم اعتقالهم، ولكن بعض القيادات هربت ووصلت إلى تركيا.
مؤخرا هنأ قائد قوات سوريا الديمقراطية «بوريس جونسون» رئيس الوزراء البريطاني بعد فوزه في الانتخابات التشريعية.. كيف تستثمرون الفوز لمواجهة داعش؟
بالتأكد بريطانيا أحد الدول المهمة في التحالف الدولي، ولها وجود رمزي في شمال سوريا، من الممكن بعد الفوز الأخير لجونسون أن يكون له تفعيل بهذا المسار لمحاربة الإرهاب، ويجب ألا يقتصر على مسألة التفاهمات العسكرية، أو أن يوحدنا وجود الإرهاب، بريطانيا دولة فاعلة في المجموعة المصغرة للتحالف، بالإضافة إلى كونها عضوا مجلس الأمن ويهمها أيضا الشرق الأوسط والكيفية الآمنة التي يجب أن يكون بها، أعتقد يجب أن تقوم بالمزيد من الدعم لإصرارها أن يكون لمجلس سوريا الديمقراطية وجود حقيقي ضمن اللجنة الدستورية وضمن هيئة التفاوض في المرحلة القريبة.
كيف ساهمت قوات سوريا الديمقراطية في قتل واستهداف «البغدادي»؟
بحسب ما صرح رئيس قوات سوريا الديمقراطية، أن عملية القبض على زعيم تنظيم داعش الإرهابي كان من المفترض أن تحدث قبل شهر من الإعلان عنها، ولكن ما أخرها هي عملية الغزو التركي لشمال سوريا، وكان لقوات سوريا الديمقراطية دور حاسم في إلقاء القبض عليه.
روج «أردوغان» فور القبض على «البغدادي» أن بلاده ساهمت في ذلك.. ما تعليقك؟
سؤالك هذا ذكرني بتصريح أخير للرئيس التركي حين قال «لو تم تسليمي جائزة نوبل لرفضت» في سياق غزوه لسوريا.
أردوغان يتعامل بمبدأ «على الشعب السوري أن يشكره على الغزو»، الجميع يعلم أنه الرئيس التنفيذي للتنظيمات الإرهابية ليس فقط لداعش، وإنما لجبهة النصرة المصنفة إرهابيا أيضا. فتركيا متحكمة بأدق تفاصيل جبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية في رأس التين، والإيبور التركستاني، وجميع التنظيمات الإرهابية تمولها تركيا ماديا وعسكريا، وتتدخل في جميع العمليات المرصودة من قبل تلك التنظيمات.
يواجه «أردوغان» معارضة كبيرة، وخاصة بعد إعلان أحمد أوغلو تأسيس حزب «المستقبل».. كيف ترى تصاعد المعارضة ضده؟
أولا ما حدث في الداخل التركي من قبل استبداد «أردوغان» ساهم في إنهاء كامل للحياة السياسية. عشرات الآلاف من ناشطين ورؤساء بلديات، وقيادات لأحزاب رسمية معارضة لها كتلها زج بها في السجون.
ما يحدث في تركيا يعكس سياسة الجمود والدماء التي يقترفها الرئيس التركي في حال المنطقة برمتها ليس في شمال سوريا أو إقليم كردستان العراق، وإنما حتى تهديداته المباشرة لـ ليبيا ومصر والسعودية والإمارات، جميعها في مرمى أهدافه ونيرانه.
https://www.youtube.com/watch?v=j_OaxprjyZg&feature=emb_title
هل تؤثر المعارضة في الداخل التركي على قضيتكم؟
«أردوغان» يتعرض لصفعة كل يوم، وبالطبع هذا سيؤثر على مستقبله السياسي، قرار الاعتراف بإبادة الأرمن من قبل الكونجرس بعد مرور 140 عاما علي المجزرة لا يأت من فراغ، وليس من قبيل الصدفة في هذه اللحظات، لكنه تزامن مع عدة أحداث ومؤشرات تؤكد أن «أردوغان» يسقط، بداية من خسارته في انتخابات أنقرة وإسطنبول.
السبب الأساسي في إحداث تلك النتيجة غير المتوقعة له هو التصرف المسؤول من قبل عموم المعارضة التركية وخاصة حزب الشعوب الديمقراطية، وكل الأمور يمكن ربطها ببعض، ليدلل أن هناك إصرارا على انسحاب تركي من المنطقة برمتها، والستة أشهر القادمة، والنصف الأول من عام 2020 سنلاحظ انحسارات متعددة لتركيا من سوريا والمنطقة، تهيئة لما سوف يحدث في داخلها من أزمة كبيرة، قد تكون أضعاف مضاعفة للأزمة التي في سوريا.
على أي شيء يستند «أردوغان» إذًا لتصدير انتصاراته الواهية؟
«أردوغان» يلجأ إلى العمليات العسكرية لتصدير أزماته الداخلية، يمارس خطابا من الكراهية والشقاق بين شعوب المنطقة والشرق الأوسط بين العرب والكرد وبين كل المكونات الثقافية، بالإضافة إلى بلطجته السياسية، ليصبح كل من ليس معه فهو ضده، عدو خائن يجب تفكيكه، لكن مسألة دائرة المتضررين من سياساته تتسع كل يوم، من قبل الشعوب العربية والأنظمة الحاكمة أيضا.
https://www.youtube.com/watch?v=LtwbBckYjIg&feature=emb_title
كيف تقرأ اتفاقية «أردوغان» مع السراج؟
اتفاقية باطلة.. تفتقر إلى الاستناد القانوني، سواء من الجهة الممثلة فيما يزعمون بحكومة الوفاق غير الشرعية، وهي جهة غير رسمية، بل مجرد حكومة تصريف أعمال، ليس لها الحق بنسج اتفاقيات، وهو ما يجعل من الاتفاقية الآخيرة تخالف المواثيق الدولية.
وكذلك اتفاقية ترسيم الحدود البحرية وفق النصوص المقابلة لها في الأمم المتحدة، وحتى لو كانت في نظرهم شرعية، فالاتفاقية تصب في عمق الأمن وزعزعة الأمن والاستقرار وتخلف ضررا لعدد من الدول العربية في مقدمتها مصر، ودائرة المتضررين من سياسات «أردوغان» باتت تتسع، ولا يجب الاكتفاء بالنظر أمام الضرر، يجب تفعيل توحيد المسارات على شاكلة ما حدث قبل أكثر من مائة عام بالثورة ضد العثمانية.
ما مصير الأكراد بعدما ينتهي «أردوغان» من المنطقة الآمنة؟
لن يتركنا، الخيارات التي يرسمها «أردوغان» لن تخرج عن تصورين، الأول؛ يتمحور حول خيار الإبادة المباشرة، والثاني؛ يعتمد على اقتصاص الأكراد في المنطقة وإحداث تغيير ديموغرافي، وتلك الجريمة مقرة في القانون الدولي، ومنصوص عليها في ميثاق جنيف جنيف وروما لعام 1998، وجميع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بجرائم الحرب والتغيير الديمقراطي تعتبر جريمة موصوفة، ولن ننتظر المصير على شاكلة ما حدث مع الأرمن.
https://www.youtube.com/watch?v=PwxINEJCxZk&feature=emb_title
ما هي خطواتكم لرفض مصير الإبادة والتغيير الديمغرافي؟
إصرار قوات سوريا الديمقراطية على المقاومة، ورفض التغيير الديموغرافي، مع العلم أننا لسنا ضد وجود مواطنين سوريين في جميع المناطق السورية، ولكن ضد أن يكون «أردوغان» هو البديل ليخلف السكان الأصليين، والإدارة الذاتية منذ شهر مايو، أصدرت بيان تلاه آخر إلى الأمم المتحدة، أكدت خلاله موافقتها على استضافة جميع اللاجئين ولكن بدعم من الأمم المتحدة، في مناطق شرق الفرات حتى يتم توقيعه على الطرف الآخر.
بإمكان الأستانة صناعة الحل للأزمة السورية، يمكنها أن تتبنى هذا القرار، عودة اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا بالتوافق مع حكومة دمشق وسلطة الإدارة الذاتية بدعم من الأمم المتحدة.
مَن مِن الممكن أن يرعى هذا التصور؟
تستطيع روسيا إقرار تلك الخطوة لعودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم، درءًا لأي تغيير ديموغرافي يحدث في المنطقة، بالإضافة إلى مشاركة تلك الأمور مع الأخوة في أبوظبي والرياض والقاهرة وعمان، والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، درءًا لعملية لجم سريعة عبر التزامها بوقف إطلاق النار، وعودة آمنة للأهالي، وانسحاب كامل.
حذرتم من إفشال الإدارة الذاتية، ما هي مخاطر ذلك؟
إفشال نموذج الحل المتمثل في الإدارة الذاتية لشمال شورق سوريا، يعيد الطريق أمام عدة احتمالات، الأول؛ إطالة عثمانية وتوسع في المنطقة، وإما سماح إيراني لإكمال مشروع الهلال الشيعي، أو إعادة انتاج النظام المركزي الاستبدادي الذي ثار عليه شعب سوريا، للمطالبة بالتغيير.
إعادة النظام القديم سقطة عالمية وإقليمية، وهو ما يجعلنا متمسكين بنموذج الحل، وتم ترجمته بشكل فعلي حتى في اجتماع المعارضة السورية في القاهرة في يونيو 2015، إذ تم إقرار مبدأ اللامركزية الديمقراطية كحل للأزمة السورية، وطرحنا كحل متقدم يدخل بعد أقل من شهر عامة السادس، لا يمكن القبول بإفشال هذا النموذج، لكن يجب تعميمه على جموع المحافظات على المناطق السورية.
https://www.youtube.com/watch?v=0h_BvAC4mXw&feature=emb_title
ما هي قوة عناصر قسد؟
حوالي 70 ألف ومن استشهد منهم 15 ألف، يضاف إليهم عدد الجرحى، تقدر الأرقام الرسمية ما بين 12 ألف إلى 15 ألف من الشهداء، والذين ضمن خانة الجرحى ومعاقي الحرب 15 ألف، ليصبح الإجمالي 35 ألف مقاتل.
https://www.youtube.com/watch?v=EpOfuOtM4J8&feature=emb_title
يتهمكم «أردوغان» أنكم ممولون من الخارج وتدعمكم دولا خارجية.. ما هي مصادر تمويلكم؟
قوات سوريا الديمقراطية دخلت في تحالف رسمي عربي مع قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا في 10 أكتوبر 2015، هذا التحالف جزء من التمويل، فلن نحارب بالطبع بالحجارة، لدينا دعم محلي أيضا، كما تم تأسيس وحدات الشعب بتمويل ذاتي تماما، وأول تجربة خضناها في نوفمبر عام 2012، لإفشال المحاولة الأولى للدولة التركية التي يسرت أمور جبهة النصرة من توجهها إلى رأس العين، واستدعى ذلك بعد الخبرة تنسيقا قويا مع التحالف الدولي.
المنطقة برمتها في خطر من مخططات «أردوغان» وهو ما يجب الوقوف له، لأنه يهدد الأمن القومي للدول العربية علي كلا من مصر والإمارات والسعودية أن يتصدوا بقوة لهذا الخطر، «أردوغان» يتشدق وكأنه يريد نقل الكعبة إلى إسطنبول، وفقد كل إتزان سياسي ولا يملك إلا خطاب البلطجة ويذكرنا أنه هتلر العصر.
ماذا عن الدور الروسي؟
روسيا دولة مهمة ولها وزن دولي ومؤثر وأكثر دولة فاعلة لنا علاقات معها، لكن حتى هذه اللحظة لا توجد مواقف حقيقية يعتد بها في حل الأزمة السورية، والدعم للإدارة الذاتية، الحل غير قريب المنال، المنطقة كلها تغلي وأسباب وموانع الحل السوري تتمركز في وجود طاغية ممثل في «أردوغان» مهدد لأمن المنطقة برمتها اعتقد حال الأوان لمحاربة أفكاره الخطرة.
