آخر الأخبارسلايدعرب وعالم

خاص| هل يستطيع العراق إجراء انتخابات نزيهة بعيدًا عن الطائفية والمذهبية؟

كتب أحمد الساعاتي 

أكدت المفوضية العليا للانتخابات في العراق، اليوم السبت 1 أغسطس 2020،  استعدادتها التام لإجراء الانتخابات البرلمانية في السادس من يونيو 2021 ، مطالبة مجلس النواب العراقي، بإنجاز قانونَ الانتخابات بأسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى مطالبة حكومةَ الكاظمي، بتهيئة الموازنة الانتخابية، وتخصيص جلسة خاصة لمناقشة وحل المشكلات التي تقابلها.

ويشهد العراق ومنذ أكتوبر 2019، تظاهرات واعتصامات احتجاجية عارمة، مطالبين بضرورة نبذ الطائفية والعنصرية، وإنهاء مبدأ المحاصصة، والتخلص من التبعية الإيرانية، ومحاكمة الفاسدين في الحكومات العراقية المتعاقبة، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية عاجلة، بالإضافة إلى تشكيل حكومة حيادية لا تنتمي لطوائف حزبية أوسياسية أوعرقية أو دينية.

 

ولكن يبقى السؤال الأبرز والأهم: هل يستطيع العراق أن يُجري انتخابات نزيهة.. أم الطائفية والمذهبية ستعوق تحقيق ذلك؟

عقبات أمام انتخابات العراق

السياسي العراقي، الدكتور إحسان الشمري، الأستاذ بجامعة بغداد، ورئيس مركز التفكير السياسي في العراق، قال لـ “صوت الدار”: إن عدم وجود انتخابات نزيهة تعد أبرز الأزمات السياسية في العراق منذ زمن بعيد، مؤكدًا أنه إذا أراد العراق إجراء انتخابات نزيهة فلابد أن تكون مفاوضية الانتخابات مستقلة بشكل صحيح؛ بالإضافة إلى منع استخدام المال السياسي من قبل الأحزاب التابعة للسلطة التنفيذية، يأتي ذلك إلى جانب وضع قانون انتخابات مُحكم يمنع القوى السياسية من التمدد والخروج عن القانون، والإفراط في استخدام السلطة.

وأضاف “الشمري” أن تعديل قانون الأحزاب، يُعد محورًا أصليا في عملية الانخابات النزيهة، والذي يتعين تعديله بما يضمن تقييد الأحزاب وعدم خروجها على القانون، بالإضافة إلى ضرورة إشراك الأمم المتحدة في عملية مراقبة سير العملية الانتخابية العراقية.

المحاصصة الكاذبة والطائفية المُقيتة

في سياق متصل، قال المحلل العسكري العراقي، العميد ركن خليل الطائي، لـ “صوت الدار”: إن المشكلة ليس في الانتخابات؛ بل في المنظومة التي تحكم العراق ونظام المحاصصة الكاذبة وعززتها إيران بالطائفية المُقيتة.

وأضاف “الطائي” أن الانتخابات في ظل هذا النظام السياسي هي إكذوبة تروج لديمومة ضياع العراق والحفاظ على تبعيته لجار السوء إيران، لافتًا إلى أن الحديث الذي يجري الآن عن قانون الانتخابات الجديد هو مجرد هواء في شبك.

سيبقى المنهج وتغيير المسميات فقط

وتابع المحلل العسكري العراقي، أن الأحزاب المتسيدة من عام 2005 وحتى الآن، لم ولن تسمح بتغيير الخارطة السياسية،  فـ (نوري المالكي وهادي العامري ومقتدى الصدر وعمار الحكيم) وآخرين، سيبقون في الصدارة، والتغييرات ستحدث بأسماء النواب ضمن كتلهم وتحالفاتهم، الأمر الذي سيُبقى المنهج ذاته وسيتم تغيير المسميات فقط.

وأردف “الطائي”: أنه خلال الأيام المقبلة سيشهد العراق ذوبان للعناوين الإسلامية بعد انكشاف عورتها، لترتدي ثوب الوطنية والعلمانية، وهكذا يبقى العراق في ديمومة تدوير النفايات، ما لم توجد إرادة دولية لتغيير هذا النظام وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى