خسائر بوتين بعد 3 أشهر من حرب أوكرانيا تقارب 10 سنوات من الحرب الأفغانية
خسرت روسيا عددًا من الجنود خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب في أوكرانيا يساوي عددهم خلال الغزو السوفيتي لأفغانستان واحتلاله لمدة عشر سنوات، وفقًا للمخابرات البريطانية.
قال خبراء دفاع إن الصراع في شرق أوكرانيا تحول إلى “حرب استنزاف” حيث حذر الرئيس زيلينسكي من أن بلاده تخسر ما يصل إلى 100 جندي يوميًا في دونباس، وهي منطقة تعدين الفحم التي أصبحت المسرح الرئيسي للحرب.
عانى الاتحاد السوفياتي من حوالي 15000 حالة وفاة خلال الصراع في أفغانستان بين ديسمبر 1979 وفبراير 1989. وقد جادل بعض المؤرخين بأن الغضب العام من الغزو ساهم في تفكك الاتحاد السوفيتي.
قالت وزارة الدفاع إن الجيش الروسي عانى بالفعل من عدد مماثل من القتلى بعد غزو أوكرانيا وتوقعت أن التسامح الروسي بشأن الوفيات بدأ ينفد. وأضافت: “مع استمرار ارتفاع عدد الضحايا في أوكرانيا، سيصبحون أكثر وضوحًا، وقد يتزايد الاستياء العام من الحرب والاستعداد للتعبير عنها”.
بايدن في قمة المحيطين الهندي والهادئ: الحرب في أوكرانيا مشكلة عالمية
ندد زيلينسكي بهجوم أمس على قرية ديسنا في منطقة تشيرنيهيف شمال أوكرانيا، حيث قال إن 87 شخصًا قتلوا في غارة جوية الأسبوع الماضي.
بالأمس حاولت القوات الروسية اقتحام بلدتي سيفيرودونتسك وليمان في محاولة لتحقيق اختراق في دونباس. تشير الاستخبارات الغربية إلى أن القوات الروسية تحقق “تقدمًا بطيئًا وتدريجيًا” في المنطقة وهي على وشك تطويق المنطقة المحيطة بسفيرودونيتسك.
على الرغم من أن الأوكرانيين يبدو أنهم يفقدون الأرض، إلا أن المسؤولين الغربيين يعتقدون أنه من خلال تعطيل الغزو، فقد نجحوا في الحد من قدرة الروس على شن هجمات واسعة النطاق.
قال أحد المسؤولين: “إنهم يؤدون مهمة عسكرية مهم ، ويضعفون القدرة الروسية على التقدم وخلق الوقت للقوات الأوكرانية لمواصلة تحسين دفاعاتها في أماكن أخرى. من المحتم أن يحاول الروس، بعد أن حصلوا على جيب سيفيرودونتسك، الانتقال إلى كراماتورسك. هذا هدف كبير وصعب وسيكلفهم الكثير”.
الملايين معرضون للموت.. مصر تحذر من تأثير حرب أوكرانيا على الإمدادات الغذائية
قال البروفيسور فيليبس أوبراين، المؤرخ العسكري بجامعة سانت أندروز، إن القوات الروسية قد تستولي على أجزاء أكثر من دونباس، لكنها ستكافح للاحتفاظ بها دون تعزيزات. لا يهم من استولى على هذه القرية أو تلك القرية”. وقال إن ما يهم هو الخسارة النسبية على كلا الجانبين. أضاف: “نحن في حرب استنزاف ونحن في واحدة منذ بدء معركة دونباس”.
هناك أوجه تشابه بين الصراع الحالي والحرب التي شنها الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، حيث شن المجاهدون غارات حرب العصابات على القوات السوفيتية بصواريخ زودت بها الولايات المتحدة، تمامًا بنفس الطريقة التي استخدم بها الأوكرانيون تكتيكات “أطلق وانس” الأسلحة الغربية المضادة للدبابات.
قال مارك جاليوتي، الخبير في الشؤون الروسية، إن أوكرانيا أصبحت مثل الحرب السوفيتية الأفغانية في “التقدم السريع”. وأضاف أن حجم الخسائر يعني أن الرئيس بوتين سيكافح للحفاظ على هجوم دونباس لفترة أطول دون تعبئة كاملة.
إسرائيل تبدأ أكبر عملية تهجير قسري للفلسطينيين منذ عقود قبيل زيارة بايدن
قال الدكتور روبرت جونسون، مدير مركز تغيير الطابع الحربي بجامعة أكسفورد، إن بوتين يواجه “حسابًا” بشأن عدد القتلى في أوكرانيا. “في الاتحاد السوفيتي، أدى التدفق المستمر للموتى إلى ظهور تعبير” الزنكي “- تم نقل الرجال إلى منازلهم في توابيت مبطنة بالزنك. وقال: “مع ارتفاع الأعداد إلى 15000، أصبح من الصعب إخفاء الأمر”، مضيفا: “محارق الجثث المتنقلة كانت مزدحمة في أوكرانيا، لكن العائلات المتضررة لا يمكن إسكاتها إلى الأبد”.
