آخر الأخباراقتصادسلايد

خفض الإنتاج.. هل سيكون له صدى على أسواق النفط؟

بعدما اتفقت منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك» وحلفائها المعروفة بـ «أوبك +» الأحد على تخفيض الإنتاج بدءًا من الأول من مايو القادم بـ 9.7 مليون برميل لمدة شهرين، الأمر الذي أثار تفاؤلًا كبيرًا في الأوساط العالمية، وتساؤلًا هامًا في الوقت نفسه عن تأثيره على أسواق النفط.

مهمة شاقة

وفي هذا الصدد، كشف محللون في صناعة النفط عن أن انخفاض أسعار الخام اليوم الاثنين يبين أن تخفيضات الإنتاج القياسية التي أقدم عليها كبار المنتجين ستجعل مهمة إعادة التوازن إلى السوق مهمة شاقة في وقت يقلص فيه وباء فيروس كورونا الطلب وترتفع فيه المخزونات.

وفي اليوم التالي لاتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفائها لم يطرأ تغير يُذكر على الأسعار التي تأرجحت صعودا وهبوطا.

وخسر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ما يزيد عن نصف قيمتهما منذ بداية العام الجاري.

وأكد بعض المحللين أن هذا الخفض الذي اتفقت عليه المجموعة المعروفة «أوبك+» قد يكون أكبر أربع مرات من الخفض القياسي السابق المسجل في 2008 وربما يدعم الأسعار، لكنه لا يقارن بالانخفاض في الطلب الذي تتنبأ بعض جهات تقديم التوقعات بأنه يصل إلى 30 مليون برميل يوميا في أبريل.

يأتي ذلك في الوقت الذي تدرس فيه الحكومات في مختلف أنحاء العالم تمديد القيود المفروضة على السفر والتجمعات للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا وهي القيود التي أدت إلى تراجع الطلب على الوقود.

ومن جانبه، أكد المحلل فيرندرا تشوهان بشركة إنرجي آسبكتس في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» أنه حتى إذا أوقفت تلك التخفيضات هبوط الأسعار فلن تتمكن من رفعها في ضوء حجم الزيادة في المخزونات، مشيرا بذلك إلى صهاريج وناقلات التخزين التي تتزايد في مختلف أنحاء العالم وسط تراجع الطلب من جانب المستهلكين.

من ناحية أخرى، أشار محللون إلى إنه رغم أن الرقم الأساسي في الاتفاق يشير إلى خفض يقارب العشرة ملايين برميل يوميا، فإن منتجي الشرق الأوسط مثل السعودية والإمارات والكويت سيضطرون على الأرجح لخفض إنتاجهم بنسبة تتجاوز الخفض المتفق عليه البالغ 23 في المئة إذ أنهم بدأوا رفع إنتاجهم في أبريل وسط حرب أسعار قبل إبرام الاتفاق.

اتفاق الخفض

واتفق وزراء «أوبك بلس» في مؤتمر عبر الفيديو على خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا خلال شهري مايو ويونيو، حيث يعتبر خفض الانتاج هذا أقل بمقدار 300 ألف برميل عن الرقم الذي اتفقت عليه منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وحلفاؤها وفقا لصيغة أوبك بلس، الجمعة.

وقد رفضت المكسيك خفض الانتاج بواقع 400 ألف برميل كما طلب منها وأكدت عرضها خفض 100 الف برميل فقط.

وانخفضت أسعار النفط الخام إلى النصف خلال الشهرين الماضيين حيث تسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب فيروس كورونا في خفض الطلب على النفط، فضلا عن حرب الأسعار بين السعودية وروسيا.

ترحيب دولي

رحب الملك سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب بنتائج اجتماع أوبك+، وذلك في مكالمة هاتفية جمعتهم.

وعبر الزعماء الثلاثة عن ارتياحهم حيال ما أثمرته جهود تحقيق الاستقرار بأسواق النفط، مشددين على ضرورة مواصلة الدول المنتجة القيام بمسؤولياتها من أجل استقرار الأسواق ودعم الاقتصاد العالمي.

وفي مكالمة هاتفية منفصلة، رحب ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بخفض إنتاج النفط الذي أفرزه الاجتماع في خضم تداعيات تفشي فيروس كورونا.

وأكدت السعودية والولايات المتحدة أن خفض انتاج النفط الذي تم بين مجموعة «أوبك +» يتناسب مع حجم تداعيات جائحة كورونا.

وأجرى صباح اليوم الاثنين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب استعرضا خلاله نتائج اجتماع مجموعة «أوبك +».

وأعرب ولي العهد والرئيس الأمريكي عن ترحيبهم بالوصول لاتفاق تاريخي طويل الأمد لتخفيض الإنتاج بما يتناسب مع حجم تداعيات جائحة كورونا ويتوافق مع تطلعات الأسواق، وبما يعزز نمو الاقتصاد العالمي.

ورحبت كندا رسميا اليوم باتفاق أوبك وحلفائها على خفض غير مسبوق لإنتاج النفط، قائلة إن أوتاوا ملتزمة بتحقيق استقرار الأسعار والاقتصاد.

وقال وزير الموارد الطبيعية سيموس أوريجان: «هذا جيد. نرحب بأي أنباء تجلب الاستقرار إلى أسواق النفط العالمية».

كما قال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان في ساعة متأخرة من مساء الأحد إن الاتفاق على خفض انتاج النفط الذي توصل إليه اجتماع «أوبك+» سيحقق استقرار السوق.

وأضاف في بيان أن الاتفاق على الخفض الكبير في إنتاج النفط سيساعد على خفض مخزونات النفط وتعزيز الأسعار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى