«داعش في أفريقيا».. خريطة تحركات تظهر خطر التنظيم الإرهابي
بعد هزيمة قاسية تلقاها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، باتت القارة الإفريقية أرضا جاذبة للتنظيم، كونها تتمتع بتضاريس ومساحات صحراوية واسعة تسمح لفلول التنظيم القادمين عبر الممرات الحدودية التجمع في مناطق متعددة من القارة السمراء.
وباتت منطقة الساحل والصحراء من أكثر المناطق التي يهددها تنظيم داعش بالإضافة إلى تنظيم القاعدة الذي بدأ يتموضع في بعض المناطق المغاربية، ليشكل التنظيمان أكبر تهديد لشمال وغرب أفريقيا في الفترة الحالية.
ويمتد خطر تنظيم داعش الإرهابي لوسط وشرق أفريقيا بعد ظهوره في أكثر من دولة، خصوصا بعدما بدأت تحالفات تنشأ في هذه المناطق بين التنظيمات الإرهابية، لتزداد التوترات في أفريقيا خصوصا على الصعيد الأمني حيث تزيد الحالة الإرهابية من وتيرة الاحتراب الأهلي القائمة في كثير من الدول الإفريقية.
قال تقرير أمني جديد إن تنظيم داعش الإرهابي، بدأ الانتشار بشكل مكثف في أفريقيا مشكلا بؤر إرهابية خصوصا في أربعة مناطق خطرة، في شمال وغرب إفريقيا.
ويستغل التنظيم وفقا للتقرير الصادر عن معهد الدراسات الأمنية الإفريقية حالة الانفلات الأمني في الجنوب الليبي للتمدد في دول الجوار، حيث يعد الجنوب الليبي الذي يتمتع بمساحات صحراوية شاسعة من أبرز محطات تجمع المقاتلين ثم الانتقال للدول المجاورة سواء في المستوى الجنوبي أو الغربي.
وأنشأ التنظيم 4 ولايات متطرفة في منطقة بحيرة تشاد، متخذا من مدينة بورنو في نيجيريا مركزا لقيادته بعدما أن انضم إليه مقاتلي بوكو حرام أكبر الحركات الإرهابية في نيجيريا.
ويقول التقرير إن التنظيم يعتمد على شبكة معقدة من الاتصالات، مستخدما الطرق الوعرة في التحرك، خصوصا التي تربط الغرب الإفريقي بشمال القارة، بين دول ليبيا والجزائر ومالي والنيجر ونيجيريا، لتسهيل تحركات مقاتليه.
ومؤخرا ضبطت السلطات التشادية، مجموعة كبيرة من الشباب قبل انضمامهم إلى صفوف المعارضة التشادية المتمركزة في الجنوب الليبي، والتي تدخل البلاد لتنفذ عمليات إرهابية ومن ثم تعود للتمركز في الداخل الليبي، مستغلة غياب السلطات.
وتعمل هذه المجموعات في تهريب الوقود والبشر عبر الصحراء بالتعاون مع عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وتستغل المجموعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء التنافس الساخن حاليا بين إيطاليا وتركيا وفرنسا حول مساحات النفوذ في ليبيا وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي.
