سويسرا ملاذ للأثرياء و أصحاب الملايين
يعيش في سويسرا أكبر عدد من أصحاب الملايين، وأكثر من أي بلد آخر، بفضل الجبال المغطاة بالثلوج والبحيرات الفيروزية ومعدلات الضرائب المنخفضة. ويستمر عدد الأثرياء الذين يسعون للعيش هناك في الارتفاع، جراء تأثير الوباء والرغبة المتزايدة في الأمن.
وتجذب سويسرا أثرياء العالم منذ عقود. بالبنوك الشهيرة في البلاد وحسن التقدير والأمن -إلى جانب المناظر الخلابة – ليست سوى بعض الأسباب التي تجعل أصحاب الملايين من جميع أنحاء العالم ينجذبون إلى دولة جبال الألب الصغيرة.
أدى الوباء إلى زيادة تدفق شراء العقارات الفاخرة في سويسرا، وفقًا لبنك يو بي إس UBS. وأسعار العقارات آخذة في الارتفاع، حيث سجلت أعلى مستوياتها في بلدية كولوني بالقرب من جنيف، حيث تبلغ تكلفة العقارات حوالي 33 ألف يورو (39 ألف دولار) للمتر المربع.
ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن تفشي الفيروس التاجي الذى زاد من توق الناس للأمان، وفقًا لمحللين في بنك UBS.
كما أشاروا إلى أن هناك خطر فرض ضرائب أعلى فى سويسرا على أصحاب الدخول الأعلى – على عكس بعض الأماكن في الخارج – يمكن التحكم فيه “بفضل الوضع المالي المستقر”.
وتبلغ نسبة ديون سويسرا 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وبالمقارنة، يرتفع هذا إلى حوالي 70 في المائة في ألمانيا، وأكثر من 100 في المائة في فرنسا.
وفي عام 2020 ، تصدّر ورثة مؤسس شركة إيكيا للراحل إنغفار كامبراد قائمة أغنى 300 شخص في سويسرا، وفقًا لمجلة بيلانز.
وتضم القائمة أيضًا العديد من الأشخاص الآخرين من الخارج ، مثل الملياردير البيلاروسي أندريه ميلينشينكو، ورجل الأعمال الفرنسي جيرارد فيرتهايمر، الذي يمتلك غالبية الأسهم في شانيل، إلى جانب شقيقه. ثم هناك رائدة الأعمال الهولندية شارلين كارفالهو-هاينكن، التي أسس والدها مصنع البيرة الشهير هاينكن.
ويقدر بنك كريدي سويس أن 14.9 في المائة من السكان كانوا من أصحاب الملايين في عام 2020، مما يعني أن سدس سكان البلاد تبلغ ثروة كل منهم حوالي 8.5 مليون. وهذا يعطي البلاد أكبر تجمع للمليونيرات في جميع أنحاء العالم، باستثناء الدول الصغيرة مثل موناكو. وبحسب بيلانز، يوجد في سويسرا 135 مليارديرا.
وعلى ما يبدو يتدفق المزيد من الأثرياء إلى سويسرا، ويقول المحامي إنزو كابوتو، الذي يركز على العملاء الأجانب الذين يسعون لبدء حياة في سويسرا، إن عدد الاستفسارات من العملاء قد زاد بنسبة 25 في المائة. ويشير محامون آخرون إلى أن الرقم ارتفع بنسبة 40 في المائة.
ومع ذلك، من المستحيل التحقق من هذه الأرقام، لأن “حرية التصرف” هي المفتاح بين الأفراد.
يتفاوض المسؤولون بشأن الضرائب لتمكين العملاء من دفع مبلغ إجمالي، وهذا يعني أن الوافدين الجدد ليسوا مضطرين للإعلان عن أصولهم على الإطلاق بمجرد دفع المستحقات.
وحتى مع هذا النوع من الصفقات، فإن الظروف مواتية أكثر من سويسرا. اعتمادًا على المدينة، فإن معدل ضريبة الدخل البالغ حوالي 22 في المائة لا يمثل سوى نصف المستوى في العديد من البلدان الأخرى.
الإغلاق السادس بولاية فيكتوريا الأسترالية بعد ظهور 8 إصابات
يقول مكتب كابوتو للخدمات والشراء والمحاماه، إن الناس يميلون إلى التخطيط للانتقال إلى سويسرا مسبقًا بوقت طويل، حيث يتم وضع الأصول في بنك سويسري مع مدير أصول جيد، ثم تصل الأسرة، يليها رب الأسرة “.
وفقًا لتحليلات مجموعة بوسطن الاستشارية، لا يوجد بلد آخر في العالم لديه ثروة كبيرة في حوزة الأجانب الذين لا يعيشون في البلاد – حوالي 2.4 مليار دولار- التى تمثل ربع إجمالي الأصول الأجنبية العالمية، وحتى أكثر من هونج كونج وسنغافورة.
وكلاء العقارات يشهدون أيضًا زيادة في الاهتمام ويقولون إن ما يبحث عنه الناس هو استثمار آمن.
حيث يجدون شقة عطلات “متواضعة” من ثلاث غرف نوم، على سبيل المثال. تبدأ الأسعار من مليون إلى مليوني فرنك سويسري (1.1 إلى 2.2 مليون دولار) وهذا مبلغ زهيد للمستثمرين الأجانب.
