شبح البطالة يصيب اقتصاد أوروبا بالشلل بعد «كورونا»
تبدو البطالة في 19 دولة تستخدم عملة اليورو منخفضة بشكل ملحوظ في مواجهة الركود الوحشي الناجم عن فيروس كورونا، لكن خبراء التحليل الإقتصادي يقولون أنه من غير المرجح أن تظل كذلك خلال الأشهر المقبلة حيث تبدأ إجراءات الدعم الحكومية في الانتهاء.
ووفقا للتقرير الذي نشرته الأسوشيتد برس، تظهر الأرقام الرسمية أن معدل البطالة في منطقة اليورو ارتفع بشكل طفيف إلى 7.9٪ في يوليو حيث تم تقليص فقدان الوظائف بسبب برامج دعم الوظائف الحكومية المؤقتة.
وارتفع معدل البطالة الإجمالي في منطقة اليورو من 7.7٪ في يونيو مع زيادة عدد الأشخاص الذين تم تصنيفهم على أنهم عاطلون عن العمل بمقدار 344000 ، وفقًا لموقع يوروستيت.
في الشهر نفسه من العام السابق، كان معدل البطالة 7.5٪. البرامج الحكومية التي تدفع مؤقتًا معظم أجور العمال إذا قامت الشركات بوضعهم لساعات أقصر ساعدت في إبقاء الملايين في العمل لكن فترة الإنقطاع عن العمل زادت وهو الأمر الذي قد لا تستمر مثل البرامج في تغطيته.
قال محللون في بنك أي ان جي، نتوقع موجة ثانية من فقدان الوظائف بحلول نهاية العام وبداية عام 2021 على الرغم من أن ذروة البطالة يجب أن تظل أقل من المستويات المرتفعة التي شوهدت في أعقاب الأزمة المالية.
أعلن كبار أرباب العمل عن تسريح الآلاف من العمال لمواجهة ما من المتوقع أن ينخفض الأعمال في الأشهر المقبلة. ومن بين تلك الشركات شركة صناعة السيارات رينو وشركة الطيران لوفتهانزا وشركة السفر تي يو اي.
ارتفعت حالات الإصابة بالفيروس في إسبانيا وفرنسا وألمانيا في الأيام الأخيرة، مما أثار مخاوف من موجة أخرى من القيود على التجمعات والنشاطات. ظهرت علامة أخرى على ضعف اقتصاد منطقة اليورو في أرقام التضخم لشهر أغسطس والتي أظهرت انخفاض أسعار المستهلك بنسبة 0.2٪ عن العام السابق. كانت القراءة السلبية منخفضة من زيادة 0.4٪ في يوليو.
أرجع المحللون بعض الانخفاض إلى التوقيت المتأخر لمبيعات الصيف في فرنسا وإيطاليا وإلى خفض ضرائب المبيعات المدفوعة على مشتريات المستهلكين في ألمانيا. يضخ البنك المركزي الأوروبي 1.35 تريليون يورو من النقود المطبوعة حديثًا في الاقتصاد من خلال شراء السندات، وهي خطوة تهدف إلى دفع التضخم إلى مستويات طبيعية أكثر ودعم الانتعاش.
قال مسؤولو البنك المركزي الأوروبي إن البنك يعتزم استخدام المبلغ بالكامل بسبب توقعات البنك الأساسية لتوقعات التضخم الضعيفة للغاية. وانخفض معدل التضخم الأساسي، الذي لا يشمل أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، إلى 0.4٪ من 1.2٪.
قال جاك ألين رينولدز ، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في كابيتال إيكونوميكس إن أرقام الوظائف والتضخم التي صدرت يوم الثلاثاء وضعت تحدي البنك المركزي الأوروبي في حالة ارتياح شديد مقارنة بالوضع الذي يواجهه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
