آخر الأخبارتحليلات

«فاروق» يكشف النقاب عن خطة تركيا وقطر لدعم زعيم «داعش» الجديد

القرشي زعيم داعش الجديد

كتبت:إسراء عبد التواب

 عاد من جديد تنظيم داعش لبؤرة الضوء ، ليكمل «غزوة الثأر» لمقتل زعيمه أبوبكر البغدادي، معلنا مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية في شمال مالي، يوم الجمعة الماضي، وأسفر عن مقتل 54 شخصا من بينهم 53 جنديا، فيما أعلنت الرئاسة الفرنسية عن مقتل جندي لها في الهجوم.

الثأر لمقتل البغدادي زعيم داعش

لتأت العملية لاحقة وسريعة لمقتل «البغدادي»، كما توقع العالم، أن يغضب التنظيم للثأر من مقتل زعيمه الذي تم استهدافه في عملية عسكرية، قادتها الولايات المتحدة الأمريكية على مخبأىة بقرية بريشا بإدلب في شمال سوريا، على الحدود التركية.

الهجوم كان متوقعا وينتظره المراقبون في شأن الجماعات الإرهابية، بعد تولي إبراهيم الهاشمي القرشي زعامة التنظيم خلفا لـ أبو بكر البغدادي، ولكن هل يستطيع الأخير أن يستعيد صدارة المشهد الإرهابي، كما إحتلها «البغدادي».. أم أن تلك العمليات الإرهابية مجرد محاولة بائسة لاستعادة ظلام التنظيم، الذي ظل يفزع العالم بجرائمه الوحشية؟

حرق صورة لزعيم داعش أبو بكر البغدادي

محاولة لاستعادة زعامة «البغدادي»

عمرو فاروق، الباحث في الجماعات الإرهابية، أكد أن إعلان «داعش» تبنيه لتلك العملية الإرهابية ينسجم مع توقيت اختيار زعيما جديد لداعش ممثلا في إبراهيم الهاشمي القرشي، خلفا لـ «البغدادي».

مشيرا في تصريحات خاصة لـ «صوت الدار» أن تأثر التنظيم بشخصية القائد لن نجدها في «القرشي» كما كانت في «البغدادي»، حيث احتل الأخير مكانة وزعامة بين أعضاء التنظيم، لا يعتقد أن «القرشي» يستطيع أن يمليء فراغها في المرحلة المقبلة، ولكن إقدامه على تنفيذ عددا من العمليات الإرهابية في الفترة المقبلة في أماكن متفرقة من العالم، سيكون هو النهج القادم.

تحالفات كبيرة 

لكن «فاروق» لفت إلى نقطة هامة تتعلق بوجهة تحركات «القرشي» في الفترة المقبلة، والتي ستهدف لاتساع رقعه التنظيم في القارة الإفريقية، والتي ستكون قبلته، لكونها ملاذا آمنا له، بعد عقده عددا من  التحالفات الكبيرة مع القبائل هناك، بالإضافة إلى كونها القارة التي تمثل الحاضنة للجماعات المتطرفة التي تنتشر هناك بشكل كبير، خاصة مع دخول قيادات جديدة من المؤسسات العراقية الأمنية إلى التنظيم في المرحلة المقبلة، والذي يعتبر  واحدا منهم.

عناصر من تنظيم داعش

عباءة القيادات الأمنية العراقية

وعطفا على ماسبق، يستطرد «فاروق»، أن أبو بكر البغدادي، قبل مقتله واستهدافه في الغارة الأمريكية كان مصابا، ولم يكن أحدا يعرف ذلك، وهو ما جعله يوكل من شهرين عبد الله القرداش، حيث تشير التكهنات أنه هو ذاته إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم التنظيم الحالي، وغير إسمه، حتى لا يتم التعرف على خلفيته العسكرية القادمة من القيادات العراقية الأمنية التي التحقت بالتنظيم، في الفترة الأخيرة.

يستكمل «فاروق»: «اختيار مسمي القرشي والهاشمي، له أدبيات في فكر تنظيم داعش، تستند إلى خروج المخلص والزعيم للأمة الأسلامية على حد زعمهم تحت مسمي «القرشي»، لتوظيف الإسم حتى يكون من عباءة العائلات العربية المتوطنة في سوريا والشام والعراق، في محاولة من التنظيم لاستنطاق منهجية السيرة النبوية كعباءة لهم كانت محل خلافات قديما ليسكتوا بها الجميع».

عمرو-فاروق-الباحث-في-الجماعات-الإرهابية

إفريقيا قبلة داعش 

يحدد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أهم العوامل التي تحظى بها إفريقيا لتكون واجهة داعش القادمة لإعادة ترتيب ذاته وقواعده من جديد، والتي في مقدمتها وجود بؤرا إرهابية ممثلة في حركة شباب المجاهدين، وجماعة أنصار التوحيد، وجماعة بوكو حرام، وكل تلك الجماعات منتشرة في الساحل والصحراء والصومال والقرن الإفريقي والغرب والشرق والجنوب، ليجعل من القارة السمراء موطنا مهيئا تماما لنمو التيارات الإرهابية التي تتقاطع مع داعش، إضافة إلى آسيا، الذي سيحي فيها التنظيم إرهابه، في كلا من مناطق القوقاز وبمجلاديش وكازاخستان، وخرسان، التي يتواجد بها 11 ألف داعشي، يتمركزون بصورة كبيرة في آسيا.

لكن ماهو السيناريو القادم الذي سيتبعه «القرشي» لمليء فراغ «البغدادي» ومحاولة قيادة زعامة جديدة له؟.

عناصر من تنظيم القاعدة

توحد بين داعش والقاعدة

يجيب «فاروق» قائلا: «سيحدث توحد والتحام بين كلا من تنظيم داعش والقاعدة، لأن الأدبيات بينهما واحدة، خاصة وأن القرداش/الهاشمي القرشي، كان مرجعا جهاديا في تنظيم القاعدة، وأن بناء إعادة هذا النسق سيتم بالتعاون بين الجيش الحر والمخابرات التركية، لإعادة نشر التنظيم في إفريقيا، لأن تركيا مثلت لهم في السابق غطاءا من الحماية لـ «البغدادي»، فمخبأة الذي كان يسكن فيه كان أحد منازل الراجحي، أحد قيادات حراس الدين، والذي كان ممثلا في تنظيم القاعدة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى