تحليلاتسلايد

فرنسا تراه طعنة في الظهر وإقصاء لأوروبا والصين.. ماذا يعني «تحالف أوكوس» الجديد للقوى الدولية؟

فيما يبدو أنها نذر سباقات تسلح مفتوحة وتكريس لمحاور عسكرية جديدة ومتضادة حول العالم، والتي أتت الحرب الروسية الأوكرانية لتخرجها من قماقمها، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، في بيان مشترك الثلاثاء، أنها ستتعاون لتطوير أسلحة فرط صوتية و”إمكانات حربية إلكترونية”، في إطار تحالف “أوكوس” الثلاثي الجديد، الهادف لمواجهة الصين، حسب مراقبين.

وقال قادة الدول الثلاث في البيان: “تعهدنا اليوم ببدء تعاون ثلاثي جديد حول الأسلحة فرط الصوتية والمضادة للفرط صوتية، وإمكانات حربية إلكترونية، بالإضافة إلى توسيع تشارك المعلومات وتعميق التعاون في الابتكار في مجال الدفاع”.

وأثار الإعلان الثلاثي الجديد، حفيظة الصين التي اتهمت أطرافه بـ”العمل على زعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين، والنفخ في سباقات التسلح العالمية”، وهو ما كانت قد عبرت عنه سابقا إبان تأسيس هذا التحالف في أواخر العام الماضي.

تهديد الصين وإقصاء أوروبا

ويرى مراقبون وخبراء عسكريون، أن تطوير تحالف “أوكوس”، “لا ينطوي فقط على تهديد ومزاحمة للصين في المحيطين الهندي والهادئ، بل يضع كذلك مستقبل الكتلة الأطلسية الموحدة على المحك، عبر إقصائه دول الاتحاد الأوروبي”.

وتعليقا على ذلك، يقول رئيس مركز صقر للدراسات، مهند العزاوي، في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “الصين تنظر إلى هذا الأمر بريبة شديدة، وتعتقد أنها المستهدفة وفقا لاستراتيجية الرئيس الأميركي جو بايدن لعام 2020، التي تضع الصين هدفا استراتيجيا لها”.

استياء فرنسا

من جانبه، يقول الكاتب والباحث السياسي، طارق سارممي، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “ثمة اصطفافات دولية جديدة تتبلور، تسهم في تصديع جبهات وأحلاف تقليدية وكلاسيكية، كحلف الناتو مثلا، فليس خافيا هنا أن فرنسا مستاءة من هذا الاتفاق الثلاثي الأنغلوساكسوني بين واشنطن ولندن وكانبيرا، والذي بقدر إزعاجه واستهدافه للصين، فإنه يستهدف، وإن مواربة وعلى المدى المتوسط، فرنسا كذلك والمنظومة الأوروبية ككل، خاصة أن لندن خرجت للتو من تلك المنظومة”.

الصين المستهدف الأول

وفي الوقت نفسه، يعتبر الكاتب والباحث السياسي أن “الصين تبقى دون شك المستهدف الأول من هذا التحالف الثلاثي، كونه ينشط خصوصا في مناطق تعتبرها بكين مجالها الحيوي في بحر الصين الجنوبي وفي عموم منطقة الإندو باسيفيك في المحيطين الهندي والهادئ”.

وبموجب اتفاقية أوكوس البديلة، تحصل أستراليا على 8 غواصات متطورة تعمل بالطاقة النووية، قادرة على تأدية مهام بعيدة المدى. كما توفر الاتفاقية إمكانية لتبادل القدرات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي والقدرات الكمية وقدرات تحت الماء غير محددة.

طعنة في الظهر

وكانت فرنسا قد عبرت عن غضبها من الاتفاقية الجديدة، ووصف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الإجراء حينه بأنه :”طعنة في الظهر حقا”.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنه “يتفهم سبب خيبة أمل فرنسا من الاتفاقية”، مضيفا باستنكار أنه “لم تجر استشارة الاتحاد الأوروبي بشأن التحالف الجديد”.

وتابع: “هذا الاتفاق يدفعنا مرة أخرى إلى التفكير في الحاجة لتطوير الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى