آخر الأخبارتحليلاتسلايد

فرنسا تنسحب من مالي.. هل يتأثر الجنوب الليبي؟

أطلق الجيش الوطني الليبي منذ أيام حملة عسكرية موسعة على الجماعات الإرهابية في الجنوب، ووجه ضربات قاصمة إلى العناصر المسلحة التي تختبئ في الجبال الليبية خصوصا الموجودة في الجنوب الغربي للبلاد، والتي حاولت خلال الأيام الماضية ترويع الأهالي وفرض حالة فوضى في المنطقة كان آخرها محاولة هجوم فاشلة على مقر اللواء 128 معزز في مدينة الكفرة جنوب البلاد.

ومع تعاظم تحركات مواجهة التكفيريين في الجنوب الليبي بدأ تطور جديد يلوح في الأفق يتمثل في إعلان فرنسا سحب قواتها المتمركزة في منطقة الصحراء الأفريقية خصوصا في دولة مالي التي تشهد تطورات سياسية متصاعدة بعد وقوع إنقلابين متتاليتين في أقل من عام وهو ما جعل باريس تفكر في اتخاذ خطوة تجاه عسكرييها المتواجدين في المنطقة.

وقبل أيام أعلنت سلطات الفرنسية، استعدادها لإنهاء وجودها العسكري في شمال مالي، مؤكدة أن  الانسحاب الكامل سيتم بحلول نهاية 2021، لكن سبب الإعلان الفرنسي إثارة الجدل وسط مخاوف من زيادة حدة الهجمات الإرهابية على الجنوب الليبية كون القوات الفرنسية كانت داعم كبير لصد تدفقات الإرهابيين المنتشرين في دول الساحل والصحراء تجاه الجنوب الليبي.

ويرى مراقبون أن هذا القرار سيفتح المجال أمام المتطرفين خصوصا حركة بوكو حرام الإرهابية، وحركة القاعدة في بلاد المغرب لتعزيز وجودها في المنطقة،  وتهديد دولها بما فيها ليبيا التي تمتلك شريطا حدوديا واسعا مع مالي والنيجر ونيجيريا إضافة للجزائر.

ومن جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات سابقة له إن بلاده ملتزمة بأمن منطقة الساحل الإفريقي ومكافحة الإرهاب فيها، مشددا خلال قمة افتراضية  عنيت بدول الساحل الإفريقية على أن وجود بلاده في هذه المنطقة لن يستمر إلى الأبد.

 ويقول مراقبون إن الجيش الليبي قادر على دحر الإرهابيين في الجنوب الليبي بشكل كامل، خصوصا وأنه يمتلك القدرة على ذلك، وقد يتلقى دعما دوليا، لكن الأمر مرتبط بإجراء الانتخابات الليبية المقبلة المقررة في 24 ديسمبر المقبل، لأن عدم إجراء الانتخابات وغياب وجود حكومة منتخبة على رأس البلاد سيكون أكبر تهديد للمنطقة وليس ليبيا وحدها.

 وحال عدم انجاز الانتخابات في موعدها فإن البلاد ستكون معرضة للحرب الأهلية، كما أن مشكلة الميليشيات الإرهابية المنتشرة في الغرب والمرتزقة الأجانب لن تنتهي وهو ما يعزز من سطوة الإرهاب خصوصا وأن هذه المجموعات على تواصل مباشر مع المجموعات المتشددة المنتشرة في الجنوب الليبي والأخرى المتواجد في منطقة الساحل.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى