تحليلات

فشل القمة الثلاثية يفضح الخلافات بين روسيا وتركيا وإيران

الضغوط التي تتعرض لها إيران دفعتها لتأجيل الإعلان عن اختلافها

فشلت القمة الثلاثية التي عقدها الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، والتركي رجب طيب أردوغان في أنقرة خلال الشهر الجاري في حل النقاط الخلافية، حيث تم اختزالها في خمسة ملفات كانت مدرجة على جدول أعمالها (إدلب، اللجنة الدستورية، إعادة الإعمار، الأوضاع الإنسانية، عودة اللاجئين) إلى النصف تقريباً.

وكان الاهتمام بالأكبر بملفي إدلب واللجنة الدستورية، الأمر الذي دفع الخبراء على تصنيف نتائجها بمجرد عقد لقاء دوري ثلاثي، دون أن تكون هناك أي توصيات أو نتائج مهمة.

الضغوط التي تتعرض لها إيران دفعتها لتأجيل الإعلان عن اختلافها

وفي السياق ذاته، كشف خبراء أن القمة كشفت مدى الاختلافات بين الأطراف الثلاثة حول تلك الملفات، وأنها لم تسهم في تقليص مساحة الخلافات العالقة في الملفات الرئيسة، بل إن تناول تلك الملفات ربما عكس تباعداً في المواقف بين الأطراف المشاركة فيها، حيث ظهر الخلاف الأكبر بين روسيا وتركيا، في حين أكد الخبراء أن الضغوط الحالية التي تتعرض لها إيران دفعتها في الوقت الحالي لتأجيل الإعلان عن مواقفها المختلفة إزاء بعض الملفات المطروحة.

وفسر الخبراء بأن ذلك ظهر خلال مناقشة مكافحة الإرهاب كأحد العناوين الرئيسة على طاولة المباحثات، لكن خطاب الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين ركز على أن الإرهاب يتركز في التنظيمات المتطرفة في إدلب، التي تروج روسيا إلى أنها تقوم مع الحكومة السورية بشن الحرب ضدها، في حين كان الرئيس أردوغان يتحدث عن أمر آخر، هو أن الإرهاب في سورية لا يعني حتى تنظيم «داعش»، وإنما يعني الأكراد في شرق الفرات، مشيرًا إلى أنه لا يجب تشكيل كيانات إرهابية في إشارة إلى “قوات سورية الديمقراطية”، بدعوى الحرب على “داعش”.

وكشف المراقبون للشأن الروسي التركي، مدى الضغط الذي تمارسه موسكو على أنقرة لدفعها إلى تقديم تنازلات في الملفات الخلافية، من خلال ملف الأكراد إذ تحاول روسيا استقطابهم بهدف إشراكهم في المباحثات التي تجري حول الترتيبات السياسية المقبلة، وهو ما لا يحظى بقبول من جانب تركيا التي تسعى إلى تقليص المكاسب السياسية التي حصلوا عليها في الفترة الماضية، على خلفية الدور الذي قاموا به في الحرب ضد “داعش”.

وانتهى الخبراء في رصد استمرار الخلافات والتي جاء من بينها توصيف الحرب في سورية بأنها انتهت أم مازالت مستمرة؟ خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف الذي أكد أن الملف الأهم في الوقت الحالي يتمثل في العمل ضد الفصائل المقاتلة في إدلب، في حين ترى تركيا أنها لاتزال لديها معركة مؤجلة مع الأكراد في شرق الفرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى