آخر الأخبارتحليلاتسلايد

في صراع «السراج وباشاغا».. الأكثر انبطاحا لأردوغان يفوز بإدارة ميليشيات طرابلس

كتب- عبد الغني دياب 

ما بين صراع معلن، واضطرابات متلاحقة يتكل المشهد في العاصمة الليبية طرابلس، على يد قادة الميليشيات الموالية لتركيا، لتنتقل حرب تكسير العظام من تحت الطاولة إلى أعلاها بين فائز السراج، رئيس ما يسمى بالمجلس الرئاسي، وفتحى باشاغا، وزير الداخلية في حكومة الوفاق فاقدة الشرعية، ليزداد المشهد في طرابلس تعقيدا.

على وقع تظاهرات شهدتها البلاد على مدار الأسبوع الماضي ومطلع الحالي، حاولت طرفي الصراع تحميل كل منهم نتائج الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس، لتنتقل الاتهامات لمحاولة كل منهما استمالة الحراك المحتج إلى صفه، وتحميل منافسه المسؤولين عن إطلاق الرصاص على المتظاهرين في ميادين العاصمة.

 وهاجمت عناصر من الميليشيات المسلحة المحتجين في ساحة الشهداء بطرابلس بالرصاص الحي، واعتقلت عدد كبير منهم خلال الأيام الماضية، كما احتل عدد منهم الشوارع، لمنع المتظاهرين من الخروج إليها، بعدما طالبوا برحيل حكومة السراج.

زيارة ووقف عن العمل 

 في خطوة تبدو وكأنها ذروة الصراع بين الطرفين، قرر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق التي يقودها السراج وقف وزير داخلية الميليشيات عن العمل ومثوله للتحقيق أمام المجلس، لاتهامه بعدم حماية المتظاهرين في العاصمة خلال الأيام الماضية.

وجاء قرار السراج ومن معه من أعضاء المجلس في الوقت الذي يزور فيه باشاغا  العاصمة التركية أنقرة، ومعه خالد المرى رئيس ما يسمى بمجلس الدولة في ليبيا، ولقاء وزير الدفاع التركي خلوصي آكار.

وناقش لقاء آكار وباشاغا المشهد الليبي، مع تصاعد حدة الاحتجاجات، وقرارات وقف إطلاق النار، إضافة لإعاة ترتيب المشهد في البلاد.

وعب صدور قرار السراج بوقف باشاغا عن العمل، رد الوزير المسؤول عن الميليشيات بقبول القرار، لكنه تمسك بأن يكون التحقيق معه علنيا أمام وسائل الإعلام، ورغم تكليف غير بتسير أمو الأمن في طرابلس إلا أنه فضل التوقيع على بيانه بوزير الداخلية الليبي.

 

تشير حالة الاحتقان الداخلية في الغرب الليبي، وفق ما يقول الدبلوماسي الليبي، رمضان البحباح إلى احتمالية التصعيد بين الجانبين في الفترة المقبلة.

ويقول البحباح إنه يبدو أن فائز السراج أخذ ما يكفي من الوقت، وفشل في كل شيء، لذا تريد تركيا التخلص منه وتصعيد بديل يكون أكثر ولاء، لذا جاءت زيارة باشاغا والمشري لأنقرة بالأمس.

وأضاف أن باشاغا حاول أن يظهر خلال الأيام الماضية وكانه مؤيد للحراك الثوري في طرابلس، وذلك تمهيدا للقبول به من قبل الشارع الليبي في حال الإطاحة بالسراج.

استبدال عميل بعميل 

وقال البحباح إن هذا التحرك لن يكون في صالح الشعب الليبي بكل تأكيد، فالأمر لا يعدو كونه استبدال عميل بأكثر منه عمالة، لامتصاص الغضب الشعبي.

ولفت السفير الليبي السابق إلى أن التخوف الأكبر أن يكون هذا الخلاف مصطنع، فيمكن أن يكون مجرد لعبة مخابراتية تركية لامتصاص غضب الليبيين فقط، ومحاولة لتغيير الوجوه ليس أكثر.

وقال البحباح إن الحل هو إزاحة كل هؤلاء من المشهد الليبي، وأن تستكمل الجماهير مسيرتها لاجتثاثهم تماما.

 انحيازات مناطقية

وفي المقابل قال المحلل السياسي الليبي، روان الفيتوري، إن  الأيام المقبلة ربما تشهد مواجهو مسلحة بين جناحي الميليشيات الإرهابية،  جناح السراج المتمثل في ميليشيات طرابلس، الموالية له، وفي المقابل ميليشيات باشاغا المصراتية، والأخيرة معظمها مؤدلج، وسوف ينتفض كل طرف لنصرة من يواليه على الآخر.

ولفت الفيتوري إلى أن باشاغا حاول استمالة الحراك المحتج وفشل، لكن في النهاية الحسم في هذا الصراع سيكون لسيدهما أردوغان، لأنهما يتنافسان على من يلعق حذاء أردوغان أكثر من الآخر.

يشار إلى أن ميليشيات طرابلس الموالية لفايز السراج أطلقت النار من مضادات الطيران في الهواء، احتفالا بقرار وقف وزير الداخلية فتحي باشاغا، الرجل القوي المدعوم من مليشيات مصراتة ومن تنظيم الإخوان في ليبيا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى