آخر الأخبارتحليلاتعرب وعالم

«قتل ونهب ونزوح وخرق هدنة».. 17 يومًا من العدوان التركي على شمال سوريا

شهدت الأيام القليلة الماضية تحولات في مسار العدوان التركي الذي انطلق في التاسع من أكتوبر 2019، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن وقف العملية العسكرية وفقا للاتفاق الروسي-التركي الذي جرى التوصل إليه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي قبل عدة أيام.

اقرأ أيضًا: أردوغان يواصل إرهابه ويهدد دول أوروبا ويتوعد الأكراد بالإبادة

وعلى الرغم من إعلان وقف العمليات العسكرية في شمال سوريا وفقا للاتفاق الذي يقضي بانسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة الواقعة بين رأس العين (سري كانييه) وتل أبيض على عمق 32 كم، فإن الاشتباكات لم تتوقف بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة أخرى، لم تتوقف مع استمرار الاستهدافات والقصف المتبادل بين الجانبين، حيث تستمر الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف بين الجانبين على محاور بريف مدينة رأس العين وتل تمر، ومحاور بريف تل أبيض، بينما أقدمت طائرات تركية على إلقاء منشورات ورقية على القرى والبلدات التي باتت تحت سيطرتها بريف تل أبيض “تحذر السكان من حيازة السلاح، وتطالبهم بالإبلاغ عن الإرهابيين في حال ملاحظتهم، وأن تواجدنا هنا يهدف إلى تحقيق الأمن والسلام”.

اقرأ أيضًا: العدوان التركي على شمال سوريا مستمر رغم وقف إطلاق النار

ومنذ الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 9 أكتوبر، رصدت عمليات نزوح للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارا من العدوان العسكري التركية على المنطقة. وتجاوز عدد النازحين 300 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، حيث تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، ووفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد النازحين 300 ألف مدني نحو عمق المنطقة، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المنطقة من التصاعد الكبير في أعداد النازحين ووجهتهم.

وعلى مدار تلك الفترة، سقط 125 مدنيا ضحية للقذائف العشوائية والقصف والمعارك التي تشنها تركيا على شمال سوريا.

ويشهد الوضع الصحي والإسعافي في مناطق شمال وشمال شرق سوريا أوضاعا كارثية من حيث التحركات والدعم الموجه لهم في ظل الاستهداف المتواصلة لهم منذ بدء العدوان التركي، حيث قدم الهلال الأحمر الكردي وهيئة الصحة ضمن مناطق سيطرة “قسد” 4 ضحايا حتى الآن جراء العملية العسكرية التركية (3 من هيئة الصحة جرى إعدامهم ميدانيا من قبل الفصائل الموالية لتركيا بمنطقة سلوك شمال الرقة، والأخير تابع للهلال الأحمر الكردي قضى بقصف على ريف مدينة رأس العين)، بالإضافة إلى إصابة 5 آخرين منهم بالقصف والاستهدافات.

اقرأ أيضًا: حصيلة الأسبوع الأول من العدوان التركي على شمال سوريا

وتعرضت الأطقم الطبية لمحاولات من جانب الفصائل الموالية لتركيا، لعرقلة عملهم في إسعاف الجرحى ونقل الجثث جراء الاستهدافات المتواصلة، على غرار ما جرى في محاولتهم لنقل الجرحى والجثث من مدينة رأس العين، إبان حصارها من قبل الفصائل الموالية لتركيا. وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمات الإنسانية ودول الاتحاد الأوروبي والهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر “فرع سوريا”، بالتحرك بشكل عاجل وسريع وتقديم الدعم اللازم لمناطق شمال وشمال شرق سوريا، لإسعاف وإخلاء للجرحى والمصابين ونقل الجثث من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، أسوة بمناطق سورية أخرى.

اقرأ أيضًا: إنفوجراف| كيف تأثرت العملية التعليمية بشمال سوريا بعد العدوان التركي؟

وتقدم الجيش التركي والفصائل الإرهابية الموالية لها بغطاء جوي وبري مكثف في إجمالي مساحة تقدر بـ3412 كم2، تتمثل في: مدينة تل أبيض وبلدة سلوك ومزرعة الحمادي وأبو قبر ومزرعة المسيحي وحميدة والمهيدة والدادات واليابسة والمشرفة وتل فندر وبئر عاشق والتروازية ولزكة وحويران والواسطة والغجير وشوكان والخالدية والعريضة والنبهان وأم الجرن وغزيل والحاوي وطبابين والصواوين وجاموس فليو والزيدي والدروبية وعين العروس وتل عنتر والبديع وجاسم العلي في محور تل أبيض، بالإضافة إلى بلدة مبروكة وقرى الكنطري ووضحة وتويجل وعلوك وكشتو وأقصاص وتل خنزير والعزيزية والبالوجة وأبو الصون وحويش الناصر والنعيم والصالحية والليبية وتل البنات وكاجو والمدائن وناح في محور رأس العين، بالإضافة إلى 34 قرية ومنطقة ضمن المنطقة الواقعة بين بلدة تل تمر ومدينة رأس العين، والمنطقة الواقعة بين ريف تل أبيض وبلدة عين عيسى.

اقرأ أيضًا: هيئة التربية والتعليم لشمال وشرق سوريا: حرمان 86000 طالبا من التعليم جراء العدوان التركي

وعلى مدار 17 يوما من الاشتباكات والقصف والاستهدافات المتبادلة، بلغ تعداد القتلى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية وقوى الأمن الداخلي جراء قصف جوي وبري تركي واشتباكات مع القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ بدء العدوان إلى 272 مقاتل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى