قطر تهرول لإتمام صفقة التايفون بعد التهديدات البريطانية

كعادتها أمام الضغوط الغربية، هرولت قطر إلى إتمام صفقة شراء مقاتلات «تايفون يوروفايتر» البريطانية، بعدما لوحت لندن عبر صحفها بتعليق الصفقة واحتمالية إلغائها، إذا لم تلتزم قطر بسرعة سداد الدفعة الأولى من قيمة العقد، وهو ما استجابت له دوحة الخنوع بالفعل.

وأعلنت شركة «بي إيه أي سيستمز» البريطانية، بحسب ما نقلت رويترز، أن العقد الذي وقعته قطر بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني 6.57 مليار دولار لشراء 24 مقاتلة من طراز «تايفون»، دخل حيز التنفيذ مع حصول الشركة على دفعة أولى من قيمة العقد من الجانب القطري.

وتشمل عملية البيع إلى الدويلة الصغيرة تزويد تسعة طائرات من طراز هوك، وتوفير الدعم أثناء الخدمة والتدريب الأولي، ومن المقرر تسليم أول مقاتلة في عام 2022. وقالت حكومة المملكة المتحدة في بيان إن شراء قطر مدعوم بحزمة تمويل وتأمين قيمتها خمسة مليارات جنيه قدمتها للمملكة المتحدة لتمويل الصادرات.

وكانت صحيفة تليجراف البريطانية نقلت تحذير وثيقة حكومية بريطانية من أن إتمام صفقة بيع طائرات مقاتلة طراز تايفون إلى قطر، سيتطلب دعما “غير مسبوق” من دافعي الضرائب البريطانيين، وقالت في تقريرها مطلع سبتمبر الجاري.

وقال تقرير حكومي صدر عن وزارة الخزانة البريطانية تم تسريبه، أن مسؤولي الوزارة أعربوا عن قلقهم من أن تقديم الدعم المالي للصفقة التي تبلغ قيمتها 6 مليارات جنيه إسترليني يخاطر بـ«مليارات من تمويل وزارة الخزانة»، إذا عجزت قطر عن الوفاء بالتزاماتها، ويبدو أن هذا التقرير والمخاوف البريطانية الرسمية شكلت الضغط المناسب الذي أجبر قطر على سرعة إنهاء الصفقة وتقديم الدفعة الأولى من الصفقة بالفعل.

جدير بالذكر أن المحلل الأمريكي، توم روجان، قال في مقال له بصحيفة «واشنطن إكزامينر»، إن  الدوحة تسعى من وراء تلك الصفقة إلى استمالة بريطانيا لدعم مصالح قطر على المسرح الدولي، قائلا: “إن كنت تشتري مقاتلات يوروفايتر تايفون في العام 2018، فإما أنك تعد أحمق أو تقوم بذلك بدافع مصالح أخرى”، مؤكدا أن هذا النوع من المقاتلات عفا عليه الزمن.